مع الأحداث
خطوة تكسر المألوف ، وتخترق الخط الأحمر ، بل اخترقت مجلس الشعب (البرلمان) الذي لايمس في العالم العربي والإسلامي .. لقد انتخبت باكستان امرأة لتكون رئيسة للبرلمان الباكستاني بعد أن هزمت ( وبسهولة) مرشح الحزب الرئيسي الذي يؤيد الرئيس برويز مشرف ، بنسبة (249) صوتاً إلى (70) صوتاً. أن الرئيسة المنتخبة فهميدا ميرزا (51) عاماً ، يوم الأربعاء الماضي ، هي عضو في حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزير السابقة بنظير بوتو، وهي طبيبه ومن عائلة سياسية، من إقليم السند ، تدلل بهذا النصر على مؤشر هام وذلك من خلال فارق الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات البرلمانية ، وهذا المؤشر يعني أن الكراهية والحقد على سلطة ما أو حزب ما لأفعاله الظالمة تكالب الناس ضده . وتعكس نهاية الانتخابات الباكستانية الأخيرة هذه نتيجة مشرفة لخط كفاح طويل بدأته عائلة الشهيدة بنظير بوتو التي جرى قتلها برصاص الغدر أمام العالم اجمع ، لكن حضورها الروحي وقوة الحق التي رفعتها فوق رأسها قبل أن تخترقه الرصاص ، وحمله الموالون لها من بعدها وأكثرهم نساء شابات لم يخفهن اغتيال زعيمتهن ولم يردعهن وعيد وتهديد السلطة لهن وبقية حزبهن حتى يوم انتخابات البرلمان ، وكشفن عن قوة وتماسك وصبر وذكاء تكلل بنصر ساحق واستحواذ كامل على كرسي رئاسة البرلمان ،الذي قالت عنه الرئيسة المنتخبة الطبيبة فهميدا ميرزا أنه (مقعد يحمل مسؤولية كبيرة .. وأنا اشعر بهذه المسؤولية اليوم .. وبأذن الله سأكون على مستوى توقعات كل من انتخبني وصوًت لي لأعتليه وأترأس نواب الشعب الباكستانيين). إنه أول صوت وحضور قوي لامرأة مسلمة تصل إلى رئاسة (برلمان) يحتمي أعضاءه الذكور بجدار الممنوع على الإناث تجاوز العدد المحدد من مقاعد المشاركة فيه والذي هم – الذكور – يقدرونها للإناث بـ (1) أو (2) مقاعد فقط ،في أعلى تقدير.. ويا حسرتاه على الشقائق في اليمن ، اللواتي يحفرن في!!. انا..أقترح على قيادات اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة اليمنية والمجلس الأعلى للمرأة (الحاضر الغائب.. والمرحوم مؤخراً ) أن يرسلن عدد من الرائدات في اليمن إلى باكستان ، للقاء القيادة الحالية وعضوات حزب الشعب الباكستاني ، ويطلبن منهن تدريب رائداتنا على كيفية النضال من أجل إنتزاع الحقوق لا المطالبة بها فقط. على أن نشدد عليهن أننا نريد دروساً جديدة مفيدة ، لاعلاقة لها بالجندر ولا الصحة الإنجابية ، ولا المشاريع الصغيرة المهينة للمرأة لأنها لأتشبع ولاتغني من جوع .. وصدقوا ياقادة نساء اليمن أن النساء بذلك سيحققن شيئاً أفضل لهن ، وللأجيال القادمة من حفيدات الملكة بلقيس العظيمة.