كل شيء نهايته الرحيل .. فالرحيل هو النهاية الحتمية لكل شيء ، ولكن تبقى الذكرى تعزف على أوتار قلوبنا وعقولنا وتأتي اللحظة التي نستمتع فيها عند تذكرنا لما رحل عنا ، وتبقى الذكرى العزاء الوحيد الذي نواسي به أنفسنا . هو القدر الذي يجعلنا نودع ماضينا وحاضرنا ، وقد يكون مستقبلنا لنكتفي بذكرى نرحل معها بعيداً بعواطفنا ومشاعرنا ثم نتركها لنعود لواقعنا.حتى أغلى الأشياء على قلوبنا التي ماكنا نظن أنها مفارقتنا تفارقنا وترحل بعيداً تاركة لنا الذكريات ، فكم من الأشخاص قابلتهم في حياتي كانوا متميزين وقريبين مني، وماكنت أفكر أبداً أن اللحظة سوف تأتي وتفرقنا ..ويصبح هؤلاء الناس مجرد ذكريات غالية على قلبي!!وكم من الأحزان عصفت بي وقلت حينها إنها نهايتي الحتمية ، وإذ بها بمرور الزمن تتلاشى وتصبح مجرد ذكرى.فما هي إلا معادلة بسيطة يجب أن نؤمن بها ألا وهي لأحزان باقية للأبد ، ولأراح خالدة كذلك.. فكلا النوعين يخف وطؤه مع الزمن ويتقلب وتبقى ذكراه ، ونستمر في السير قدماً بأفراحنا وأحزاننا ونحن على دراية حتمية بأن كل شيء ذاهب وراحل ، فإذا كانت نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة فكيف بالله أبكي على شيء قد ولى وذهب؟!فحكمة الخالق عظيمة في رحيل الأشخاص والأشياء ففيها موعظة للنفس البشرية ، ولكنها موعظة لمن يتعقل الأمور ويتعلم من المواقف ويعلم أن الله جعل لكل بداية نهاية ، وأعطى الإنسان المقدرة الهائلة من الصبر والتحمل.. فيجب علينا اكتشاف أنفسنا واستهلاك الصبر الذي بداخلنا حتى نرحل نحن أيضاً ونصبح ذكرى للأخرين ، ذكرى حسنة طيبة بأخلاقنا وأعمالنا الخيرة ليصبح رحيلنا بأريج سرمدي وذكرى عطرة وخالدة .* خلود عثمان عبده رئيس قسم التربية الخاصة والتنسيق مكتب التربية والتعليم م/عدن
نهاية البداية
أخبار متعلقة