مدن ومعالم
عبدالواحد الضراب:جزيرة سقطرة أو جزيرة السعادة أو جزيرة قابيل وهابيل هكذا هي أسماء جزيرة سقطرة أكبر الجزر اليمنية ، التي كانت قديماً المخزن الخلفي لدعم اقتصاد مملكة حضرموت القديمة على إمتداد الألف الأول قبل الميلاد حين سمي ملك حضرموت بملك ( أرض اللبان ) التي اشتهرت به جزيرة سقطرة في تلك الفترة إلى جانب الند والصبار ، ولقد تردد صيت هذه الجزيرة حتى تجاوز حدود المكان إلى شعوب وحضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى البخور والصبار واللبان بأنها سلع مقدسة وأن الأرض التي تزرع فيها أرض مقدسة ، ولهذا فقد سمي قدماء اليونان والرومان جزيرة سقطرة ( بجزيرة السعادة ) وقد كان لبعدها عن الساحل الجنوبي لليمن صعوبة الوصول اليها أثر في نسج العديد من القصص والأساطير حولها. وتوجد في الجزيرة شجرة فريدة تسمى بشجرة دم الأخوين التي تنمو أعالي الجبال ويتراوح ارتفاعها بين 9،6 أمتار ، ويحدث أهالي الجزيرة شقوقاً في ساقها فتسيل منها مادة لزجة حمراء اللون يترك حتى يجف يستخدم كعلاج لكثير من الأمراض ويصدر أغلبه إلى الخارج ، ولقد نسجت العديد من الأساطير حول هذه الشجرة ، منها أساطير وحكايات عن قابيل وهابيل أنهما كانا يسكنان تلك الجزيرة فلما حدثت أول جريمة قتل في التاريخ وسال دم هابيل نبتت منه هذه الشجرة ولذا سميت بشجرة دم الأخوين ( قابيل وهابيل) ونسبت هذه الجزيرة اليهما ، وهناك أسطورة أخرى تقول : إن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل فقد ناصبت التنانين الأفيال العداء في غابر الزمان وشعرت بشغف لدم الفيلة فسعت للوصول إلى المكان المنشود وراء الفيل كي تعض أديمه وتمتص دمه دفعة واحدة ذات يوم وبينما الفيل الميت يخر صريعاً دهس بجسمه الثقيل التنين فامتزج دم التنين بدم الفيل وسقت دماؤهما الأرض فنبتت هذه الشجرة .يتحدث أهالي الجزير باللغتين الضفارية والمهرية قريبتي المنشأ من اللغة اليمنية القديمة السبئية والحميرية والقتبانية ويبلغ عدد سكانها (65،514) تقريباً يدينون بالدين الاسلامي. وقد استطاع بعض علماء الروس وأوروبا المهتمون بعلوم الشرق أن يصلوا إلى تلك الجزيرة ليشاهدوا فيها العجائب والغرائب فقد ألف أحد العلماء الروس كتاباً كاملاً عن تلك الجزيرة وذلك حين زارها في عام ( 1074م) الذي ذكر فيه أن حياة السقطريين يمكن أن تفتح لنا صفحات مجهولة في التاريخ العالمي المرتبط بدور الجزيرة العربية القديمة في تطور الحضارة الانسانية القديمة واعتبر هذه الجزيرة متحفاً نباتياً طبيعياً بذاته، ولقد وصف العلماء هذه الجزيرة أيضاً بأغرب جزيرة في شبه الجزيرة العربية، وتعد العاشرة بين أغنى الجزر في العالم من حيث الأنواع النباتية الفريدة التي تبلغ خمسة وسبعين نوعاً نادراً في العالم وخمسة عشر نوعاً تنفرد به الجزيرة دون غيرها منها شجرة دم الأخوين ، وبعض أنواع اللبان إضافة ألى وجود الحيوانات ذات السلالة الأوروبية والبرتغالية التي اعتبرت سقطرة بأنها من أهم المحميات الطبيعية الكونية، إضافة إلى مجموعة جبالها الفريدة التي تعد من أقدم المجموعات على الكرة الأرضية التي تنبت عليها نباتات مختلفة وتنبعث منها عيون عذبة ومن أغرب ما يوجد في تلك الجزيرة وجود عين للماء العذب بجانب الساحل البحري لتلك الجزيرة.