مدن ومعالم
إعداد / عبدالكريم علي مهدي :تعتبر صنعاء من أقدم المدن التاريخية والسياسية وهي عاصمة للجمهورية اليمنية ، تقع في قلب الهضبة اليمنية في منتصف قاع صنعاء وبين جبل نقم وعيبان على ارتفاع (2200م) فوق سطح البحر وتقوم صنعاء القديمة عند السفح الغربي لجبل نقم ، وهي احدى جنان الأرض وأقدم المدن ، يرجع تاريخها إلى العصر السبئي ، وسمّيت بمدينة "سام" نسبة إلى سام بن نوح الذي يروى في كتب التاريخ أنه أول من بناها كما سميت بمدينة "أزال" نسبة إلى أزال بن يقطن بن عامر ، وسميت صنعاء نسبة إلى جودة الصنعة وهو آسم عرفت به منذ القدم . ورد ذكر صنعاء في نقوش المسند التي تعود إلى أواخر القرن الأول الميلادي دليل على مكانتها التاريخية التي ازدادت أهميتها حتى صارت عاصمة للدولة الحميرية في عهد الملك/ يوسف اثار ذي نواس آخر ملوك الحمير بين في مطلع القرن السادس الميلادي ، ومن بعد ذلك اتخذها الاحباش عاصمة لهم ومن بعدهم الفرس ، وظلت عبر العصور مدينة هامة أو عاصمة لإحدى الدول الحاكمة ، وهي محطة تجارية هامة قديماً وحديثاً تمتاز بطابعها المعماري الأثري القديم وقصورها الشامخة التي يبلغ ارتفاع بعضها إلى ثمانية أدوار ومطلة على الحدائق المسماة (بالمقاشم) ويحيط بصنعاء سور يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي ، وقد توسع السور بتوسع الأحياء الجديدة ، كحي بير العزب الذي يرجع تاريخه إلى القرن 12م والقاع الذي يرجع تاريخه إلى القرن 16م وقد تهدم سور صنعاء ولم يبق منه إلاّ جزء من الجهة الشمالية وجزء من الجهة الجنوبية إلى جانب باب اليمن الباب الباقي من أبواب صنعاء التي تهدمت بتهدم السور ، وتمتاز صنعاء بمناخها المعتدل طوال العام ويكثر فيها الأدباء والشعراء والمؤرخون وأشتهرت بالعديد من الآثار التاريخية من ذلك قصر غمدان والسماسر .المساجد : يوجد في صنعاء العديد من المساجد والجوامع المتقاربة والتاريخية ، معظمها بمآذن غاية في الروعة والجمال والزخارف وبعضها بقباب جميلة ، وأعظم جوامع صنعاء الجامع الكبير الذي يعد من الآثار الاسلامية الخالدة لما فيه من البناء الضخم المتقن بالفن المعماري المميز واسطوانته فيها بعض الآثار الحميرية وانقاض قصر غمدان وأغلبها حجر واحد من الأساس إلى منحنيات العقود ، وسقفه العجيب الذي يستوقف الناظر إليه المنقوش بنقوش جميلة متنوع أشكالها على الاخشاب ، بنى الجامع الكبير بأمر الرسول صلى اللَّه عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة إذ أرسل وبر بن يحنس للأنصاري لبنائه وأخذ في التوسع وخاصة في عهد الدولة اليعفرية ، وأروى بنت أحمد الصليحي وهو من المدارس العلمية والفكرية الهامة طوال فترة التاريخ الاسلامي حتى اليوم وتتبعه المكتبة وهي أشهر مكتبة تضم العديد من المخطوطات في صنعاء العديد من المآذن والقباب التي لا تقل جمالاً وروعة مثل قبة المهدي عباس القرن 18م وقبة البكيرية التي تعود إلى الفترة العثمانية وتجدد بناؤها بأمر من السلطان / عبدالحميد وقبة طلحة وقبة المتوكل وغيرها من الآثار التاريخية الأخرى ، ويوجد في صنعاء قصر غمدان الممتد من شرق الجامع الكبير وشمال شرق باب اليمن وهو قصر تاريخي شهير ذكره المؤرخون في العديد من كتبهم فقيل أنه كان مرصعاً بالرخام الملون ، يظلله عشرون سقفاً وكل سقف عشرة أذرع ، وكانت غرفة الرأس العليا مجلس الملك ، وقد أطبق سقفها برخامة واحدة شفافة فيعرف الجالس في الغرفة الغراب من الحدأة من تحت الرخامة ، وكان على متنها أربعة تماثيل لأسود فإذا هبّت الريح ودخلت أجواءها سمع لها زئير كزئير الأسود ، كما توجد سماسر أخرى لإيواء الحيوانات بكل أنواعها ومسمياتها .أما الأسواق فهي من المكونات الأساسية لأي مدينة قديماً وحديثاً وأسواق صنعاء مثال حي حيث يوجد العديد من الأسواق يختص كل سوق بصنعة أو سلعة .أما الحمامات البخارية ، فقد عرفها اليمنيون قبل الاسلام ، وكانت تبنى بجوار المعابد كما أصبحت تبنى بعد الاسلام بجوار المساجد لغرض النظافة والطهارة .ولمدينة صنعاء الكثير من المنتزهات في كل الجهات نذكر منها:1 - الروضة منتزة في موسم الاعناب تقع شمال مدينة صنعاء على بعد (9) كلم وهي مدينة تاريخية وأثرية .2 - وادي ظهر وقرية القابل اللذان يبعدان عن صنعاء بمسافة (14) كلم ويمتازان بزراعة الأعناب والفواكة وبهما آثار جميلة كدار الحجر الذي أصبح معلماً تاريخياً عجيباً يتوافد إليه الزائرون من كل صوب حدب .