أكد توقيع اتفاقيات بـ مليار و35 مليون دولار
بكين/ سبأ: قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إن زيارته الحالية للصين وهي الثالثة تأتي بعد زيارتين سابقتين مهدتا لهذه الزيارة ، حيث تم التوقيع خلالها على حزمة من الاتفاقيات في مجال التعاون الثنائي وبمبلغ مليار وخمسة وثلاثين مليون دولار, يتم من خلالها تمويل مشاريع استراتيجية سواء في مجال الكهرباء أو شبكات الطرق أو المعاهد الفنية والمهنية وتكنولوجيا المعلومات، وهذه هي المعالم الرئيسية لهذا التعاون. وأضاف فخامة الأخ الرئيس قائلا في حديث للفضائية اليمنية: إن اتجاهنا شرقاً للصين وهي من الدول الصديقة التي ساندت الثورة اليمنية منذ بدايتها ولعل ما يميز التعاون مع الصين أنها لا تتدخل في شؤون اليمن ولا تفرض أي شروط أو إملاءات سواء في إطار توجهاتها الاشتراكية أو العولمة رغم أن علاقاتنا مع الغرب ممتازة، الا ان من المؤسف أن كل ما يقدمه الغرب من مساعدات يكون مشروطاً وعلى العكس مع الأصدقاء في الصين أو كوريا أو اليابان. وتابع قائلا: المواطنون في اليمن سوف يشعرون وفي القريب العاجل بالمشاريع التي سيتم إنجازها سواء كانت مشاريع خدمية أو تكنولوجية أو معاهد فنية ومهنية أو شبكات طرق ومنها الطرق السريعة التي ستربط بين المدن أو في مجالي الطاقة والصحة. وقال وكما قلت على الرغم من العلاقات الجيدة التي تربطنا بالاتحاد الأوروبي إلا أنه للأسف فإن تلك المساعدات وكما قلت مشروطة حول الإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة ، مع انه لكل بلد خصوصياته, وهذه أشياء نحن في اليمن تبنيناها بأنفسنا وبإرادة سياسية مستقلة سواء ما يتعلق بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان أو مشاركة المرأة أو توسيع المشاركة الشعبية .. فلقد تبنينا ذلك دون أن تفرض علينا من أحد .. ولم نسمع من الصين الصديقة التي يبلغ تعداد سكانها مليار وثلاثمائة مليون نسمة أي حديث عن أي تجاوزات في مجال حقوق الإنسان أو غيره, ولم تفرض علينا الصين أي إملاءات في مجال التعاون الثنائي أو ما تقدمه من مساعدات لليمن. وحول سؤال عن مرور /50/ عاماً على تأسيس العلاقات اليمنية الصينية وتوقعاته لمستقبل العلاقات بين البلدين قال فخامة الأخ رئيس الجمهورية إن العلاقات بين البلدين متميزة وللصين مواقف مشرفة مع اليمن فاثناء الهجمة الإمامية الرجعية على النظام الجمهوري في عام 1967م كانت الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي سابقاً من الدول التي وقفت إلى جانب الثورة اليمنية وصمدت إلى جانبنا أثناء حصار العاصمة صنعاء والتي كانت مهددة حينها بالسقوط, وسوف تشهد العلاقات اليمنية الصينية تطوراً ملحوظاً ومضطرداً وخاصة بعد انفتاح الصين العقلاني والمتدرج والذي حافظت فيه الصين على قوة نظامها السياسي الشيوعي واتجهت نحو سياسة السوق لتحرير الاقتصاد الصيني وبطريقة هادئة ونظامية وحققت نتائج باهرة ونهضة اقتصادية ربما أكثر من غيرها من الدول حتى في بعض دول الاتحاد الأوروبي فالتطور الاقتصادي الهائل الذي حدث في الصين يحتاج إلى دراسة من الباحثين". وحول سؤال عن تطلعات فخامة الاخ الرئيس إلى أن يتحقق في مدينة عدن خلال السنوات القادمة ما تحقق في هونج كونج قال الأخ الرئيس عندما توجد الإرادة السياسية ليس هناك مستحيل, وللأسف الشديد فإن الاستعمار البريطاني مكث في اليمن حوالي /130/ عاماً ولم يحقق لليمن ومدينة عدن شيئاً يذكر فالإستعمار يظل استعمار وهو يبحث عن مصالحه لا عن مصالح الآخرين ، ولقد دخلنا بعد الإستقلال في صراعات ومشاكل داخلية ودمر حتى ما تم وراثته من الاستعمار وهو شئ لا يذكر, ولكن ما تحقق بعد استعادة الوحدة المباركة في الـ22 من مايو 1990م نستطيع أن نقول أكثر من عشرة أضعاف ما كان موجوداً ليس في عدن فحسب بل في جميع المحافظات الجنوبية والشرقية. وأضاف أنا أتطلع وبعد لقائي برجال الأعمال في الصين وقبلها في اليابان أن يأتوا إلى اليمن وقد أوضحت في أكثر من خطاب أننا نرحب بكل الإستثمارات وسنقدم لهم كل التسهيلات, وأنا أتخيل هذا المنظر الجميل وهو في شارع المعلا في مدينة عدن وكيف يمكن أن نرى عدن بعد الاستقلال والوحدة في المستقبل وخلال السنوات القادمة وهي مثل هذه المدينة الجميلة في ظل وجود الأمان والاستثمارات والترحيب بالمستثمرين.. ولقد التقيت بالمستثمرين من هونج كونج ودعوناهم للمجئ إلى صنعاء وعدن ليطلعوا بأنفسهم على مختلف فرص الإستثمار في اليمن سواء في المنطقة الصناعية أو المنطقة الحرة وإقامة صناعات استراتيجية أو في مجال السياحة والطب أو الإستثمار في جزر ميون وسقطرى والزبير وحنيش وزقر وكمران وسنقدم لهم كل التسهيلات وسنوجد المزيد من القوانين والأنظمة التي تشجع المستثمرين بحيث تمتص هذه الاستثمارات الكثير من العمالة التي تتدفق على الأسواق اليمنية من شبابنا من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية وغيرها. وحول سياسة اليمن إزاء جذب الإستثمارات قال فخامة الأخ رئيس الجمهورية: أن سياستنا هي جذب الإستثمارات وحمايتها وهناك قوانين منظمة لذلك ونحن على استعداد أن نراجع قانون الإستثمار وبما يساعد المستثمرين ويذلل الصعاب أمامهم . وفي رده على سؤال عن لقائه أمس في هونج كونج مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام بالمملكة العربية السعودية وماذا تم بحثه .. قال الأخ الرئيس إن سمو الأمير/ سلطان أخ وزميل وصديق وكان اللقاء معه جيداً والمباحثات ناجحة وليس بمستغرب أن تكون المباحثات على هذا النحو لأن اليمن والسعودية بلد واحد وتربط بينهما أواصر أخوية متينة ومصالح مشتركة وحسن جوار وكانت المباحثات بين الجانبين جيدة سواء على الصعيد الثنائي أو العربي أو الدولي, حيث تم استعراض كل ما يهم العلاقات على تلك الأصعدة واتسمت بالوضوح والصرا حة والشفافية كما تم البحث مع أخي سمو الأمير سلطان للترتيبات الخاصة بمجلس التنسيق اليمني السعودي الذي سينعقد في يوم الـ22 من مايو في مدينة الحديدة وسينتقل بعد ذلك إلى محافظة حضرموت. وحول مستقبل العلاقات بين البلدين خاصة في ظل ما تشهده من تطور مستمر منذ التوقيع على معاهدة جدة التاريخية قال الأخ الرئيس: إن السعودية بلد شقيق وجار وتهمها علاقاتها مع اليمن ولن تبخل في دعم اليمن والوقوف إلى جانبه وكما سمعت من أخي خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز أو ولي العهد بأنهم لن يبخلوا في الأخذ بأيدي أشقائهم في اليمن لدعم مسيرة التنمية واليمن بلد جار وهو يقف إلى جوار اشقائه في الجزيرة والخليج.. ونتطلع بأن يخرج مجلس التنسيق اليمني السعودي برئاسة الأخوين / عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد بالمملكة العربية السعودية بنتائج جيدة. وفي رد فخامته عن سؤال حول زيارته القادمة لباكستان ولقائه بالرئيس الباكستاني برويز مشرف وماذا سيتم بحثه خلال هذه الزيارة من قضايا وموضوعات قال فخامة الأخ الرئيس زيارتي لباكستان تأتي من أجل تبادل وجهات النظر بين البلدين وهناك جملة من القضايا الثنائية والعربية والإسلامية التي تهم البلدين والأمة الإسلامية وتربطنا بأشقائنا في باكستان علاقات أخوية متميزة .. فباكستان بلد شقيق ويهمنا أن نقف إلى جواره في السراء والضراء وهناك الكثير من القضايا التي سيتم بحثها مع أخي الرئيس برويز مشرف.