سلوى صنعاني في حوار جريء مع صحيفة ( 14 اكتوبر )
حاورتها / ريما شيخ :مثل قملها الجميل كانت روحها أجمل وهي تسرد لنا حكايتها المستمرة مع بلاط صاحبة الجلالة رحلة تخوض غمارها وسط بحر من المتاعب والمشاق للبحث عن الحقيقة والتخفيف من آلام الناس من خلال قلمها.. وحب كبير لصحيفتها ومدرستها صحيفة(14أكتوبر) تترجم مكنوناته عبر مساحات الفرح الإنساني الذي ينعكس على محياها لتألقها ونهوضها من جديد .. وعين تدمع لألمها وكبوتها .محطات سافرت ومازالت تسافرعبرها إلى الحاضر والمستقبل بكل حب وثقة وأمل.. و مواقف حياتية سجلتها في ذاكرة الزمن وتستحضرها لتقول : [c1]كثيرة هي المواقف التي تثير حفيظة القلم فيسطرها[/c]* حدثيني عن موقف اثارك أو أغضبك فدفعك إلى أن تمسكي بالقلم وتكتبي ؟كثيرة هي المواقف التي تثير حفيظة القلم فيمضي ويسطرها وجميعها يحمل الهم الأنساني .اتذكر منها موقف اثار غضبي جدا ...عندما سافرت وأبي إلى الهند للعلاج وكان ذلك في صيف 87 م . وفي القنصلية في بومباي قابلت أناساً كثراً... وقد ذهبت لأخذ المصروف اليومي المقرر لكل مريض بينما تركت والدي في المستشفى . سألت عن ذلك الوضع .ولماذا انتظار الناس ؟ كان سائق لا أتذكر اسمه رجلاً بسيطاً في القنصلية أخذني على إنفراد وشرح لي الوضع كله ، بأن هؤلاء الناس قد جاؤوا محتاجين إلى عون القنصلية ولكنهم لم يجدوا آذان صاغية لهم ، وأخذني لزيارة بعض الحالات المرضية في مستشفيات بومباي وضواحيها وهناك رأيت العجب ، هناك مرضى يعانون من امراض خطيرة وفدوا إلى بومباي وضواحيها للعلاج على حسابهم الشخصي ، ولم تمكنهم قدرتهم على تسديد فاتورة العلاج ...وقد وجدتهم محجوزين تحت حراسة العسكر، ومنهم طفلة مصابة بالسرطان ، وهناك امرأة استئصل رحمها أيضا رهن الاحتجاز وجثة مطلوب صاحبها للمحاكمة لتسديد فاتورة العلاج ، وقابلت اناس وفدوا إلى بومباي بمنح من الدولة شاملة كاملة لانهم يعانون من زكام المكيفات المركزية في مكاتبهم ومنازلهم ولا هم لهم سوى السياحة .تحركت مباشرة إلى القنصل ولم اجده وفجأة برز أمامي السكرتير الحزبي ولا يحضرني اسمه ، والذي هددني بالترحيل ووالدي المريض فورا إلى عدن إن لم اكف عن الأسئلة والبحث، ولم أكترث لتهديداته بل نسيت والدي وإحتياجه للعلاج في ثورة غضبي . ابرقت للأستاذ عمر الجاوي شرحت له الظروف واحتياجي للمساعدة . في اجراء تحقيق صحفي حول الوضع.ولم يمض يومان حتى جاءت برقية من وزير الخارجية آنذاك الأستاذ عبد العزيز الدالي إلى القنصلية محتواها أمر نافذ بتسهيل مهمة الصحفية سلوى الصنعاني وتوفير سيارة لتنقلها ومصور .وكانت صدمة السكرتير الحزبي عنيفة بل هزت البرقية كيان القنصلية برمته من أعلاها إلى ادناها وباشرت مهمتي ......ونشرت تحقيقا في اربع حلقات على صدر صحيفة ( 14 أكتوبر) . الذي باشرت الصحيفة نشره قبل عودتي إلى عدن . التحقيق هز عرش السلطة ، ووجدت نفسي امام رئيس الوزراء الذي استدعى وزير الصحة وجرت التحقيقات حول ما نشر ، واتوا على الحقيقة المرة . على اثر ذلك تم مسآلة الوزير ومحاسبته ومحاسبة القنصلية ....ذلك ما اثلج صدري لان للكلمة صدى بل وفعل ... ذلك في الأيام الجميلة عندما كنا نجد تجاوبا مع السلطة المعنية اما اليوم فحدث ولا حرج . فمثلا قبل عامين حدثت أعمال شغب في مدرج الحبيشي اثناء مباراة لكرة القدم .ونحن نعرف انها لعبة حضارية ولاتستدعي استخدام الذخيرة الحية ضد الجمهور في المدرج بل ومن غير المعقول إن تقوم قوات مسلحة مدربة على القتال الميداني برعاية وحفظ الأمن في الملاعب ولكن هذا ما حدث وتمخض عن ذلك التصرف المشهور سقوط قتلى من الجمهور. كتبت مقالة وجهتها مباشرة إلى مدير الأمن في المحافظة لمحاسبة الجنود المتسببين في الضرر نشرتها الأيام تحت عنوان «ما هكذا تورد الإبل» وللأسف لم اجد أي اجابة أو أي محاسبة أو حتى صدى ، وكثير من المواقف والأحداث ما تثيرالغضب وتلهب الأحاسيس نتناولها بإقلامنا وللأسف لا نجد أي استجابات حالنا يشبه بمن “ يؤذن في مالطة “ [c1] زوجي أحرق كتبي ![/c]* هل يمكن إن تستحضري محطات استوقفتك في مرحلة حياتك وكان لها جل الاثر في تكوينك الانساني أو الادبي ؟كثيرة ولاأستطيع سردها في هذه المساحة الضيقة وبهذه العجلة . منها ملازمتي لوالدي في مستشفيات عديدة علمتني بل وأعطتني الصبر والجلد على اللمات... حرماني من اللعب مع اقراني لأنني كنت أتحمل مسؤولية أطعام الأسرة منذ صغري بمعية شقيق عمري عبد القوي جعلتني اشعر بحرمان الآخرين ...وتستوقفني طفلة تحمل سلة «الخمير» تقود بي إلى طفولتي ، فأمضي واشتري منها كل ما في حوزتها حتى أرى السعادة والابتسام على وجهها.ومدرستي وهي بيتي الثاني وأسرتي الثانية ومربيتي التي بكيت في ليلة زفافها لأنها ستفارقني وكانت بمثابة الأم لي وهي الأستاذة وديعة عزعزي التي أغدقت عليَ بحنانها ،حتى إنها ولكثرة حزني أخذتني لأبات ليلة في منزل الزوجية وهي لم تكمل الأسبوع فيه حتى تخفف عني آلامي لبعدها عني . وأستاذي القدير الذي رحل عن دنيانا عبدالله عبد القيوم عندما أتيت إليه باكية منتحبة قبيل امتحانات الثانوية العامة بيومين وكنا نشكوا من قلة الكتب ليلتها زوجي الغيور قد احرق كتبي فهربت مع إن الهروب في ظل المجتمع المحافظ عيبا كبيرا ولكني هربت ولا ادري وجهتي بل بعقلي الباطن وجدت قدماي تقودني إلى مدرستي الثانوية ..حيث كان أستاذي وبمعيته الأستاذ رشاد مشبح في المبنى . لجأت إليه ...ودمعي يسبق كلماتي . وما كان منه سوى إعطائي بعضا من الكتب ومصروف ...ورافقني إلى منزل زميلة لي هي الأخت نور عبد الله وتركني عندها..حتى أكمل مشوار المراجعة وحمايتي من زوجي حتى أنهيت امتحانات الثانوية العامة بنجاح . وهذه إحدى محطات التحدي في حياتي وهي كثيرة والمحطات التي شكلت كياني الإنساني ، أما الأدبي فتأثيروالدي ...ومرافقتي المستمرة للأستاذ عمر الجاوي واحتكاكي بقامات كبيرة من حوله كالأستاذ الجرادة والقرشي عبد الرحيم سلام و د.عبد الرحمن عبد الله والأستاذ محمد عبده عثمان الحكيمي ود.أحمد بلال . وتلك الأمسيات الجميلة والثرية التي أثرت وجداني وأفرزت نجاحات باهرة وأولها إقامة مهرجاني القمندان الأول والثاني بنجاح . تمكنت خلالها من كتابة و إعداد كتاب عن “ الأمير أحمد فضل القمندان “يعتبر مرجعا في المكتبة اليمنية إلى جانب كتاب آخر قبله اعددته عن العلاقات العامة – السوفييتية تحت عنوان «علاقة حية » .
[c1]مؤسسة 14 أكتوبر مدرستي [/c]* ماذا تعني لك مؤسسة 14 أكتوبر ؟ تعني الكثير..هي مدرستي التي تعلمت فيها أبجديات العمل الصحفي على أيدي اساتذتي الكرام أحمد سالم الحنكي – عبد الله شرف – عبد الباسط السروري – احمد مفتاح – وطه حيدر معروف حداد ، وجميعهم رحلوا عن أحبتهم وبقيت كالسيف وحدي .[c1]وبكيت [/c]* قيل لي انك كنت حزينة جدا خلال الفترة التي تدهورت معها مؤسسة (14 أكتوبر) إلى حد انك كنت تبكين احياناً ، لماذا ؟كذلك كان هو حالي فعلاً ، أي موظف في أي مرفق او مؤسسة يشعر بالإنتماء إليها .. بل الإنتماء الشديد جدا كما أسلفت كانت أسرتي وبيتي الثاني وقد التحقت بها وهي في عمرها السابع عشر. فترة ليست بالقصيرة.. توالت السنون ومعها تراكمت تجارب العمل الصحفي الحقيقي وارسى رجالها ونساؤها تقاليد صحفية حزمة حافظوا عليها بأرواحهم وعلموها لنا.. انطلاقا من ميثاق الشرف الصحفي . فهل عتب علي أن أبكي وأنا أرى هذه التقاليد العريقة، والتجارب الناجحة تنسف أمام عيني باستهتار وتدمير مقصود من بعض القيادات التي لاصلة لها بالعمل الصحفي ولا قيم المهنة وشرفها وأخلاقياتها.. بل ذهب البعض منهم إلى تحجيم أساتذتها الذين كل واحد منهم يشكل مدرسة منفردة في الحقل الصحفي.. اقزام يتسلطون ويتنفذون فيها و بأهلها بصورة تبعث على الأسى والحزن ، وقليلا أن احزن و قليلا أن أبكي . تقلصت نسخاتها وتدهورت أوضاعها و تقلصت مساحاتها وفاءاتها.. حتى تكاد تختفي تلك التصرفات وتؤلمني الحالة التي أوصلوها إليها.. نسفوا كل ما بناه عمالقة الإعلام بكل سهولة . جعلوها هرمة.. وهي المتألقة الشامخة . بل و جعلوا فيها أداة للتكسب والترزق ورموا عرض الحائط كل القيم والأخلاق الصحفية .. إن أي صحفي لديه ضمير حي يستنكر مثل هذه التصرفات اللااخلاقية التي تضر بالمهنة و بسمعة المؤسسة التي تظللنا بحنانها ورعايتها . [c1]أحبها و أحزن لوجعها و أفرح لفرحها[/c]* في الذكرى(40) لتأسيس الصحيفة شاهدناك وكأنك في حفل عرس لشخص عزيز عليك وكنت تقدمين وقائع الحفل بحماس كبير وحقيقة كنت تزدادين جمالا وتألقا في تلك اللحظات كما أنت شعلة متقدة ما سر هذا ؟؟كنت فرحة بالأجواء الاحتفالية البهيجة من حولي والوجه مرآة للوجدان.. كنت أشع اتقادا من فرحتي الكبيرة ونحن معا أسرة أكتوبر تطفئ شمعتها الأربعين.. إنني أحبها و أحزن لوجعها و أفرح لفرحها.. بعد تلك التجربة المريرة التي مرت بها وهي حالتها أشبه بالذي يحتضر جاءت القيادة الجديدة وتكاثفت جهود أسرتها ولملمت شملها بعد أن تفرقت بها السبل . وعالجتها بمثابرة وحرص حتى تعافت وعادت الحياة إلى شرايينها ونهضت ومعها نهضنا جميعا..ألا تريدوني أن أكون فرحة لهذا.. انها حبيبتي. وهي كيان ورمز لايمكن لنا إلا أن نحبه ونبادله الوفاء والعرفان بالجميل .[c1]النهوض بعد الكبوة[/c]* ماذا كان يعني لك ذلك الاحتفال ؟ لكل مناسبة معنى .وان كان عنوانهما الفرح . احتفال الذكرى الأربعين لصحيفتي..هي النهوض بعد الكبوة.. وهي التألق بعد ان فقدت بريقها..الاحتفال يعني اللمة الأسرية الموحدة في شعور أنساني موحد هو الفرح..الفرح الذي له معنى التواصل والعطاء الخلاق.. لتستمر( 14 أكتوبر) ولتبقى حتى وإن مضينا نحن.. تبقى هي الشعلة التي تتناقلها الأجيال ... وأنتم الجيل الجديد الذي نسلمه الشعلة في عامها الأربعين . لها البقاء ولأحبتها طولالعمر .
[c1] روح جميلة وقلم أجمل[/c] * قال أحد الزملاء انك جميلة وقلمك أجمل ، مارأيك ؟ربما بالغ بعض الشيء.أو نظر إلي بعين الزميل المحب . وأحمد الله على نعمة حباني بها وهو التفاف وحب زملائي من حولي..ولا أنسى حبي لهم جميعا وفرحي لهم في أفراحهم وجزعي لملماتهم . ولا أبالغ إن قلت إن رحيل كوكبة من هؤلاء الأحبة ظل جرحا مفتوحا ونازفا في داخلي وعلى وجه الخصوص أساتذتي الذين ذكرتهم سالفا وزملاء عمري طه حيدر واحمد مفتاح ومعروف ومحمد البرحي وهؤلاء على الأخص كنت ارتبط بهم وبإسرهم وأولادهم وسيظلون أولادي طالما حييت.. وأتواصل معهم دوماً .[c1]الكلمة كالسيف الماضي في فعله[/c]* عرفت قلم سلوى صنعاني بالجريء والموضوعي في معالجة القضايا الاجتماعية على الساحة ،هل سبب لك ذلك مشكلة أو أوقعك في مطب يوماً ؟ما كان ليقرأ ماسطرته على صدر الصحف والدوريات إن لم يكن متسماً بالموضوعية والجرأة في معالجة قضايا مجتمعنا بكل أنواعها فالصحفي والكاتب يجب إن يخلق جسورا من التواصل مع الناس من خلال طرق قضاياهم وتصوير معاناتهم ووضع الحلول والتدابير لها. ومهمة القلم يجب إن لا تقف عند نقل المشكلة أو المعاناة بل والأهم من ذلك إن تكون لديه رؤية ثاقبة وخلفية معرفية تمكنه من الإسهام في وضع الحلول لتلك المشكلة . والموضوعية في التناول مهم . فلا يرم بإحكامه جزافاً على الآخرين فربما يظلم الآخرين . فالكلمة كالسيف الماضي في فعله .وأنا لا أحب أطلاق أحكامي وناري إلا بعد ترو وبعد بحث للأسباب والوقوف عليها..ومحاولة طرح الحلول بموضوعية وحكمة.ومن خلال تجربتي الصحفية وتطرقي لمثل هذه المشاكل وضعني ليس في مطب بل مطبات مع المسؤولين وذوي الاختصاصات الذين يرفضون النقد .ولو اتيح لي المجال لفضحت زعماء الفساد بالاسم لانني لا أخاف سوى الله .أجل واجهت مشاكل عديدة في حياتي من أجل تكميم فاهي....ولكنني احب التحديات وكما اسلفت الخلاقة وليس الهدامة .وعندما اتناول الهم الانساني للمواطن واوجه انتقاداتي لهذا المسؤول أو ذاك ،فليس لانني احمل ضغينة لأحد بل لأنني اريد انصاف المواطن وتخفيف حزنه وآلامه من خلال التطرق إلى معاناته.وقد أسلفت بودي لو إن رؤساء الصحف التي اكتب فيها يسمحون لي بذكر اسماء المتسببين في إيلام الناس لن اتردد ولكن المحاذير والسنن المفروضة في الساحة الاعلامية كثيرة ولاتسمح بذلك.[c1]مهنة متاعب وانتصارات [/c]* ماالذي قدمته لك مهنة المتاعب ؟قدمت لي المتاعب والانتصارات وهي ساحة حرب بالنسبة لي ضد القهر والظلم والفساد دروبها الوعرة الشائكة أرهقتني للبحث عن الحقيقة والوصول إلى قلب الحقيقة معناه الانتصار.وتحدي الذات وتحدي القدرات ..وامتحانها..وقمة السعادة لايشعر بها من يعمل في مهنة البحث عن المتاعب الا عندما يصل إلى الحقيقة ويقدمها إلى الناس عارية من أي شوائب.واكثر بل وأجمل ماقدمته لي أنني أجد نفسي فيها .[c1]إحذروا تلميع من هم غير أهل له ![/c]* نصيحة للجيل الجديد من الوالجين إلى عالم صاحبة الجلالة؟التاهيل أولا ولايقتصر على الشهادة الجامعية بل الاطلاع المستمر والقراءة.ثم التمسك بالقيم والأخلاق..فمهنة الصحافة لها شرفها وإخلاقياتها ..التقرب من الناس وتحسين معاناتهم وتجسيدها والتناول الجريء والموضوعي والبعد عن التزلف والنفاق والبعد عن تلميع من هم غير أهل له. فهذا يضر بقلم الصحفي ويهز صورته أمام قرائه.وقبل إطلاق أي أحكام على الناس يجب إن يحكم الضمير ...والتحلي بالصبر في هذا الميدان المليء بالمتاعب والأوجاع.والاخلاق ثم الاخلاق ثم الاخلاق .[c1]ماذا أحب وماذا أكره ؟[/c]* ماهو السؤال الذي كنت ترغبين في ان اوجهه لك ؟ماذا احب وماذا اكره ؟. وأحب أن أسعد .وسعادتي لايمكن لها إن تتحقق اذا شعرت إن من حولي أشقياء .فلا أسعد الابسعادة الاخرين .وأكره النفاق والتزلف والزيف والكذب والبعد عن الحقائق أوتزييفها .وفي الاخير أشكر لك أولا هذه الأسئلة الذكية المتقدة بالذهاء الصحفي وأشد على يدك مهنئة بمستقبل صحفي ونجاحات باهرة في ميدان الصحافة ولزميلاتك معك .وأشكر صحيفتي الحبيبة هذه الساحة المتاحة لطرح ما في الوجدان .
مع الزميلة أفراح صالح

في خفل تأبين الفقيد أحمد مفتاح