كتب / إقبال علي عبدالله اليوم السادس والعشرين من ابريل / نيسان / 2008م تمر الذكرى الثانية لرحيل الأستاذ والأخ والصديق الصحافي المخضرم / معروف سعيد حداد / الذي ولد وعاش ورحل عن الدنيا وهو يحمل الابتسامة على شفتيه العريضتين والحب النادر في زماننا هذا في قلبه المتسع لكل الناس أصدقاء وأعداء وإن كان الأعداء هم أنفسهم انقلبوا أصدقاء ثم أحباء وساعة الرحيل كانوا أقرب من الأخ القريب إليه. معروف سعيد حداد .. أعذرني وأنا الأقرب القريب إليك ، لم أكن في وداعك الأخير وأنا أعرف بساعة الوداع ، وهذا اعتراف مني في ذكرى رحيلك الغالي ، بأنني لم أكن مستوعباً قلباً جميلاً يسكن في جسد رجل عجز الجمال نفسه عن وصفه، قد توقف .. كم أنت رحيم الهي وإله الكون والعالمين أن تزف ألينا نبأ صعود روح / أبن حداد إليك ونحن في ساعة الذروة من العشق مع محبوبة / معروف ، الصحافة التي عشقها وعشقته وإعطاءها ولكنها بخلت عليه بالعطاء .. فرحل عنها وهو غريب عنها رغم عشرته معها أكثر من أربعة عقود. أخي الأكبر ، صديقي الذي كان ظلي منذ الصباح حتى عودتي في أول المساء إلى منزلي ، وبعدها رفيقي ومعلمي منذ الصباح حتى لحظة حملي القلم لكتابة خبر أو تعليق لصحيفة (الحياة) اللندنية ووكالة الأنباء الكويتية (كونا) ووكالة اشسوثيبرس الأمريكية عند العصرية أو المغربية بحكم إنني كنت مراسلاً وكنت أنت مخزن وأرشيف معلوماتي ووقود استمراري في التواصل مع هذه الوسائل الإعلامية العالمية.. نعم أقول أخي وصديقي وأستاذي اليوم وبعد عامين من رحيلك عني أعترف مجدداً دون استئذان ولا موعد مع العودة .. فكيف العودة ومعروف قد رحل.معروف أنت لم ترحل ولن ترحل من قلبي قبل ذاكرتي.. صورتك صوتك ، احرفك ، اسمك الجميل كل ذلك مع ابتسامتك ودعابتك وحبك وعشقك لـ 14 أكتوبر الصحيفة التي أخذت عمرك ولم تعطك لحظة وفاء حتى وأنت راحل عنها واسمها في شفتيك قبل الشهادة ، كل ذلك تسكن في كل ركن بالصحيفة وفي قلب كل تلاميذك وفي عيون عدن المدينة التي رحلت عنها وهي شهادة انتمائك للوطن .. وعنوانك ومسيرة حياتك النضالية من أجل حريتها واستقرارها عدن التي من قلبها صرحت : (نعم للوحدة ، لحرية الكلمة ، حق العيش الكريم ، نعم لنا نحن تلاميذك في صاحبة الجلالة (الصحافة) في أن نكون في مقدمة الصفوف التحقيق حلم الأحلام (الوحدة). معروف / أعذرني ساتوقف لأن استمرار الحديث عنك يعني حديثاً عن الثورة والوحدة في صدر رجل أمن بهما رغم أن الوفاء لم يقابله حتى رحيله .. نعم قلمي وقبله قلبي يتذكرك ولكنهما يعتذران لك في عجزنا عن الوفاء وأنت صاحب الوفاء. لحظة قبل الاختتام .. قبل رحيلك بيوم قلت لي : ( لا أريد أن أكون مغترباً في وطني) .. وأقول لك اليوم وأنت في عالم الخلود: ( قبل يومين احتفلنا بعيد ميلاد العزيزة / جميلة شبيلي التي هي همزة الوصل بين كل زملاء الحرف ومازالت الأجمل في زمن أصبح الوفاء تهمة أشبه بتهمة الفساد).
عـــــــامــــــان .. و (معروف) ليس بيننا !!
أخبار متعلقة