لضمان عملية تعليمية منسجمة وذات سمات حضارية لأجيالنا
تولي الدول المتقدمة وبمختلف شرائح مجتمعاتها اهتماماً بالغاً بالمعلم.. باعتباره حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية، وكونه قناة توصيل وتحقيق لأهداف الدولة التربوية والمحرك الرئيس والفعال لكل عناصر العملية التربوية، وبدونه تعتبر هذه العناصر جامدة وغير مؤثرة. ولتحقيق وإعداد المعلم المناسب القادر على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية القريبة والبعيدة.. فإن عملية اختياره وتأهيله المستمرة تعتبر قضية أساسية في خطط وزارة التربية والتعليم، ونجاحها في هذه القضية نجاح لها في مجمل قضاياها التربوية التي تشغل اهتمام كثير من المرتبطين بالعملية التربوية، كما أنها تشغل كافة شرائح المجتمع عن طريق أبنائها، وكأني بلسان حال المجتمع حينما يهم القول أمام أي ظاهرة سلبية أو إيجابية "هذه هي التربية وهذا هو أثر المعلم!".لقد اصبحت التحديات العلمية المتنوعة تفرض على المؤسسات التربوية الانجذاب إليها والتأثر بها، وإعادة صياغة كافة برامجها بشكل يجد استجابتها الدائمة للتغير والتجديد، كما أصبحت هذه التغييرات العلمية الهائلة تتطلب من ذوي القرار التربوي في بلادنا إعادة النظر في صياغة وتطبيق السياسات التربوية في مجال إعداد المعلم المتطور، وبطريقة تؤهله وتهيئه لمواكبتها وتضمن له استمرار التأثر بها والاستجابة لمعطياتها.. فلا يقف المعلم حاجزاً بينها وبين الجيل الناشئ، وذلك لضمان عملية تعليمية منسجمة وذات سمات عملية حضارية.ويقصد بالتأهيل الإعداد المناسب للشخص المراد له امتهان مهنة محددة، وتزويده بالمهارات المناسبة المساعدة له في أداء مهام مهنته الجديدة. فقد أكدت وثائق (اليونسكو) الصادرة بشأن أوضاع المعلمين أن التعليم مهنة، وهو شكل من أشكال الخدمة العامة يتطلب من المعلمين المعرفة الفنية والمهارات المتخصصة التي يكتبها ويحافظ عليها، بل ويطورها من خلال الدراسة الدقيقة والدائمة، وإذا حرصنا على أن يؤدي المعلم مهمته بشكل صحيح فليس أهم من أن نحقق أهم عناصر نجاحه الكافية في تمتعه بالشخصية المناسبة، حيث تلعب شخصيته دوراً أساسياً في نجاح مهمته التربوية والتعليمية وفي استئثار مكامن نجاحه الأخرى المتمثلة بمستواه الأكاديمي والتأهيلي..لأننا إذا حرصنا على إخراج نماذج طلابية ناجحة فلا أقل من أن نصلح حال هذا (المخرج) أي المعلم، ذلك من خلال عقد جلسات اختبار لشخصيته من حيث مظهره العام وقدرته على التعبير وخلوه مما يثير سخرية الطلاب أو يضعف من قدرته كقائد أو كقدوة يحتذى به.[c1]أحمد راجح سعيد[/c]