تبليسي / وكالات :حدد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الخامس من يناير المقبل موعدا لإجراء انتخابات رئاسية بعد يوم من أسوأ اضطرابات يشهدها عهده وانتهت بإعلان الطوارئ.ووسع ساكاشفيلي أمس حالة الطوارئ لتشمل كافة أنحاء البلاد بعد يوم من مواجهات عنيفة مع أنصار المعارضة وإعلان الطوارئ في العاصمة واتهام روسيا بتدبير الاحتجاجات التي استمرت ستة أيام.وانتشرت وحدات من الشرطة والجيش الجورجي في وسط العاصمة تبليسي، حيث ساد هدوء حذر وسط تأكيدات قادة المعارضة أنهم سيعلقون احتجاجاتهم تفاديا لوقوع مزيد من الأضرار.وكانت أحزاب المعارضة في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة نظمت احتجاجات الجمعة الماضية أمام البرلمان هي الأولى منذ ما يعرف بثورة الورود التي أطاحت سلميا بالرئيس السابق إدوارد شيفارنادزه وأتت بالرئيس ساكاشفيلي الموالي للغرب.وتصدى ساكاشفيلي لخصومه بعد ستة أيام من الاحتجاجات المتواصلة التي طالبت أثناءها المعارضة بتقديم موعد الانتخابات وبتنحيته من منصبه، واتهمته برعاية الفساد وانتهاك حقوق الإنسان ومحاولة قتل أحد معارضيه.وشملت إجراءات الحكومة إعلان الطوارئ في العاصمة وفرض الرقابة على الإعلام وقمع احتجاجات المعارضة، إضافة إلى اتهام ساكاشفيلي نفسه روسيا بالتدبير لانقلاب في بلاده، فطرد ثلاثة من دبلوماسييها.ويمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد التوتر في العلاقات بين روسيا وجورجيا المختلفتين أصلا بشأن النزعة الانفصالية لمنطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبيتين اللتين تلقيان دعم موسكو.وقال وزير الاقتصاد الجورجي جيورجي أرفيلادز إن ساكاشفيلي أعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 15 يوما بعد أن كانت معلنة في تبليسي فقط ولمدة يومين.ونقلت أسوشيتد برس عن القيادية في المعارضة إفليان كياندرافا أنها نصحت أنصارها بالامتناع عن الاحتجاج في الشوارع للمحافظة على سلامتهم.يشار إلى أن ما بين 100 و550 من أنصار المعارضة نقلوا إلى المستشفيات في تبليسي بعد مواجهات بينهم وبين الشرطة استخدمت فيها الحجارة والهراوات والزجاجات الفارغة والغاز المسيل للدموع قبل أن تنتهي بإعلان الطوارئ.وفي إشارة إلى القلق الدولي من تطورات الأوضاع في هذه الجمهورية القوقازية، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيرسل مبعوثه الخاص لجنوب القوقاز إلى جورجيا لمقابلة "كل الأطراف المعنية".وعبر رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس عن "قلقه"، ومعربا عن أمله في أن تفعل السلطات والمعارضة الجورجية ما بوسعهما لتجنب تدهور الوضع.وعبر البيت الأبيض أول من أمس الأربعاء عن "قلقه" من الوضع في جورجيا، ودعا إلى"حوار بناء" بين تبليسي والمعارضة، مع العلم أن الطرفين يتشاطران موالاة الغرب.أما موسكو فأضافت إلى الرد الغاضب على قرار جورجيا طرد ثلاثة من دبلوماسييها استدعاء القائم بالأعمال الجورجي في موسكو أمس وإبلاغه بإجراءات روسية مماثلة.وكان الرئيس الجورجي أعلن في خطاب متلفز أن لديه أدلة على تورط رجال استخبارات ودبلوماسيين روس في موسكو وتبليسي بتدبير الاحتجاجات وبالقيام بأنشطة "هدامة".وكان توقيف أربعة ضباط روس بتهمة التجسس في جورجيا لفترة قصيرة في سبتمبر 2006، تسبب في أزمة دبلوماسية خطيرة بين البلدين وتعليق الرحلات الجوية والبرية والبحرية بينهما.وأصدرت موسكو بيانا وصفت فيه الاتهامات الجورجية بأنها استفزاز غير مسؤول هدفه صرف النظر عن المشاكل الداخلية، في حين قال متحدث باسم الكرملين إن ثمة "هستيريا مناهضة لروسيا" داخل القيادة الجورجية.وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامونين إن ثمة أزمة حقوق إنسان جدية في جورجيا وإن الصور أظهرت شكل الديمقراطية على الطريقة الجورجية.