المفتتح
الفراغ من المشاكل التي يعاني منها الشباب ، والفراغ انواع منها فراغ الوقت ومنها ايضاً فراغ العقل ، فقد يعاني الشخص منَّامن فراغ في الوقت - وقت فائض لا يجد مايملأه به - ولكن هذا النوع من الفراغ من الممكن ان نتغلب عليه والتغلب عليه لايحدث الا بهدف في عقل الشباب ، بتحقيق هذا الهدف نقتل فراغ الوقت ، ولكن ان كان عقل الشباب يخلو من الافكار ويشكو من فراغ ، فراغ من القيم وفراغ من الاهداف ، فهذه هي المشكلة التي يصعب حلها . من الملاحظ ان الشباب يكثرون الشكوى من الفراغ ومن انهم لايجدون مايملأون به اوقاتهم ، ولكن اذا وجهنا سؤالاً لاحد هؤلاء الشباب : ماهو هدفك ؟ فأنا اجزم انه سيقف والحيرة تملؤه لايجد اجابة لهذا السؤال ، بل انه قد يشعر بأنه لاول مرة يسمع هذا المصطلح ( الهدف ) ، فعلاً يعاني الشباب من خلو عقولهم من الاهداف ، ونحن هنا لانتكلم عن هدف تحرير القدس او طرد الامريكان من العراق ، فبالرغم من انها اهداف سامية الا انهما لن تتحقق ان لم تندرج اهتمامات الشباب الذين هم امل الامة وعصبها النابض بالحياة من الاهداف البسيطة التحقيق الى تلك الاهداف السامية . فالهدف ممكن ان يكون قراءة كتاب والاستفادة منه ، تعلم رياضة ما والابداع فيها ، تعلم لغة ما ، قد يكون تطوير مهارة او التخلص من عادة سيئة وهكذا من الاهداف الكثيرة ، وليس الحديث هنا عن قراءة كتاب بشكل عابر لقتل وقت فراغ .... لا ... ولكن المقصود هو الاصدار على تحقيق هذا الهدف اياً كان وتكريس الوقت اللازم لتحقيقه وتذليل كل الصعوبات امام تحقيقه وان يشغل كل عقلي ووقتي ، هذا هو المقصود بالهدف من المفترض ان يملأ الشباب عقولهم باهداف كثيرة افتقدناها في حياتنا واصبح الشباب بلاهدف لايعرف مايريد سوى انه ينهض في الصباح لايعلم لما ، قد يذهب للمدرسة او الكلية لمجرد الدراسة كواجب ولكن اساله ماهدفه من الدراسة ؟ لنكن واثقين ان معظمهم لايعلمون وهذا لانهم لم يعودوا انفسهم على صنع الاهداف وتحويل الاعمال العادية او التي نراها بسيطة الى اهداف نكرس لها وقتنا وطاقاتنا علَّنا نخرج من حالة الفراغ العقلي القاتل التي يعاني منها الشباب والتي نراها في اعينهم وهم في صفوف المدرسة ومدرجات الجامعة وعلى زوايا الحارات يقضون اعماراً لايعلمون فيها مستقبلهم .عثمان عصام عثمان عبده