أفكار
ما أقدم عليه حزب الله اللبناني يمثل جريمة متكاملة الأركان بحق مصر, فما جري كان عبارة عن تخطيط لعمليات تخريبية على أرض مصر, أما قصة توصيل الأسلحة إلى حركة حماس, فهي قصة وهمية لاتعدو أن تكون ستارا أو غطاء شعبيا في حال انكشاف الجريمة, وهو مافعله حسن نصر الله بعد توقيف الشبكة الإرهابية, وذلك عبر الرسالة المتلفزة التي مررها عبر قناة الحزب الفضائية المنار فما حدث هو أن نصر الله خطط مع أجهزة الحزب لعملية ضخمة على الأراضي المصرية بدليل الوجود في قلب القاهرة الكبرى, وأيضا على الممر الملاحي لقناة السويس. فالحزب خطط, وأرسل أحد عناصره الى مصر, والأخير جند عددا من المصريين والعرب, بلغ عددهم خمسين شخصا حسب قرار الإتهام الصادر من النائب العام المصري, اعترف حسن نصر الله بأن عددهم عشرة فقط. وهو أمر يكشف أن أمين عام الحزب كان على دراية تامة بكافة تفاصيل المخطط, ولم يجد غضاضة من الخروج والاعتراف التفصيلي بالمخطط, واستخدام الستار المعد بدقة وهو القضية الفلسطينية.وإذا كانت العملية تهدف, كما يقول نصر الله نقل أسلحة إلى الفلسطينيين, لماذا لم يتم نقلها مباشرة عبر الجنوب اللبناني, أو عبر أراضي الحليف السوري, لماذا المخاطرة بنقل السلاح إلى مصر ثم تهريبه إلى القطاع, هل نقل السلاح الى مصر بهذه السهولة والبساطة؟ حسن نصر الله يعلم تماما أن نقل سلاح إلى الأراضي المصرية يمثل مخاطرة كبري, وأن مصر في حال خلاف مع الحزب سياسته وتحالفاته, وفي خلاف أيضا مع إيران, ومن ثم فإن كشف هذه المعلومات سوف يؤدي إلى تصعيد الخلافات, وكشف المخطط برمته.لكل ذلك أعتقد أن العملية قد خطط لها بدقة, وأنها عملية كانت ترمي إلى القيام بسلسلة تفجيرات إرهابية لزعزعة أمن مصر واستقرارها, وأن الحزب في هذه العملية مجرد ذراع إيرانية تسعى إلى التمدد في المنطقة, ومصر قادرة عبر أجهزتها المختلفة, ويقظة أبنائها على حماية أراضيها وشعبها, وعلى ضرب الإرهابيين وكشف مخططاتهم, وأرجو ألا ينخدع البسطاء من الناس بلغة نصر الله ومحاولاته ركوب القضية الفلسطينية, فالقصة لاتعدو توظيف القضية لخدمة السياسة الإيرانية التي تتمدد الآن في عالمنا العربي. [c1]* صحيفة «الأهرام» المصرية[/c]