عدن مدينة الحب والسلام وليست مدينة حرب وخصام.. ما حدث يوم الأربعاء الموافق 2009/5/13م من اشتباك مسلح وتبادل إطلاق النار دام لساعات بالرصاص الحي في قلب مدينة عدن التاريخية (كريتر) بين أفراد من رجال الأمن ورجال حراسة مسلحين جاؤوا من خارج المدينة إلى مبنى صحيفة «الأيام» الذي هو نفسه منزل رئيس تحرير الصحيفة الأخ هشام باشراحيل وأخيه تمام.. ما حدث في هذا اليوم هو بالدرجة الأولى عدوان على مدينة عدن.. وعلى أبناء وأهالي عدن!أنا لست هنا بصدد الحديث عن حيثيات الحدث، بل عن الحدث ذاته (الاشتباك المسلح) الذي لم يكن يوجد من بين أطرافه مسلح واحد من أبناء المدينة.. المتصارعون كلهم من خارج مدينة عدن.. وعدن هي حلبة المصارعة .. ما شأن أبناء وأهالي عدن فيما حدث.. فيما لا ناقة لهم فيه ولا جمل.. شأن كل الصراعات الدموية التي دارت رحاها في عدن طيلة الأربعين من السنين الماضية!!يا ناس.. يا عالم.. يا هوه.. عدن مدينة عرف بها العالم جزيرة العرب.. وكانت ثاني ميناء على سطح الكرة الأرضية بعد نيويورك.. وكان يحكمها عسكري يلبس الشورت الكاكي المكوي جيداً.. وتتدلى من على خاصرته عصاة صغيرة مصقولة ولامعة.. هي كل سلاحه.. كان يمشي في الشارع بقامته الممشوقة كأنه القانون يسير على قدمين.. تطمئن لهيئته النفوس.. ويسر الناظرين!حمل السلاح في زمن الاستعمار (البغيض) كان من المحرمات بموجب القانون الصارم.. حتى العصاة كانت تعد سلاحاً يعاقب حاملها ان لم تكن تخضع لوزن وطول محدد بالأوقية والسنتيمتر!هكذا كانت عدن.. مدينة لا تألف العنف ولا تعرف الإرهاب ولا الجريمة.. أما بعد الاستقلال.. وبعد أن ضاعت عدن.. وضاع الاستقلال.. ضاع أبناء وأهالي عدن!زمان كانت عدن جنة.. ليست بالأشجار والثمار والأنهار، بل جنة بالحب.. وحيث يكون الحب يكون الله.. الله محبة.. هكذا قالت كتب السماء وقالت الرسل والأنبياء.. وحيث تكون الكراهية والحقد والبغضاء والأنانية يكون الشيطان!فيا أبناء وأهالي هذه المدينة المسالمة.. أين أنتم.. أعيدوا لنا الجنة.. أعيدوا لنا الفردوس المفقود.. وقولوا كلمتكم.. قولوها عالية مدوية.. قولوها قوية هادرة.. عدن لن تكون بعد اليوم حلبة مصارعة!!
أخبار متعلقة