قرأت مقالة الاخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في صحيفة الثورة في افتتاحيتها وكم سعدت بذلك لانني شعرت بأن المسؤول الاول في الدولة يكتب للقراء مباشرة ومن دون أي وساطة او حجاب وانني لافخر بزمالته ، وكم اتمنى عليه أن يجعلها كتابة دورية ويشرفنا كذلك بمقالة في صحيفتنا أسوة بالزميلة الثورة . ان دعوة فخامته لكل أطياف المجتمع اليمني من أحزاب سياسية ومنظمات أهلية وشخصيات وطنية ورجالات القبائل اليمنية الاصلاء الى الحوار الهادف والبناء لهو دليل شجاعة وبعد نظر وحرص وطني عال ، وما تقييم فخامته لماحدث في العامين المنصرمين من تعطيل لعملية التنمية والبناء وايقاف لحال الوطن والمواطن إلاّ خير دليل على صحة التشخيص. لاشك في أننا شركاء بالعيش ووحدة الهدف والمصير في وطننا الحبيب ويجب علينا جميعاً أن نبحث عن القواسم المشتركة بيننا وان نضع مصلحة الوطن وسعادة مواطنيه فوق كل اعتبار وليس تقاسم السلطة والحكم فقط وهذا يأتي بالتحضير الواعي والسليم للبدء بالحوار الهادف وليس حوار الطرشان وأقول ان الحوار يكون حوار طرشان حين يقوم على أساس تقاسم السلطة والحكم !! يعني كل طرف يريد قطعة من«الكيكة»!! وحتى يكون حواراً هادفأً لابد من المصارحة بين الاخوة ، بلا تجريح ولا تخوين بل تقييم للعمل الماضي بشكل واع للوصول للأسباب التي ادت الى الصعوبات والمشاكل ولأخذ العبر والدروس لعدم العودة الى ما حصل وهذا يحتاج بالدرجة الاولى الى شجاعة كبيرة وارادة قوية لايتحلى بها الا الشرفاء أهل القوة والعزم . المثل يقول أنت تعمل اذاً أنت تخطئ وهذا قانون بشري معروف، اما الجالس في بيته لاعمل له الا الانتقاد والتعليق فهو لايخطئ لانه لايعمل. نحن بحاجة الى برنامج اجماع وطني تشارك في صياغته كل القوى اليمنية الفاعلة ويكون مرجعاً للجميع للخروج من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن أجل بناء دولة تحكمها القوانين والمؤسسات لا الاهواء والرغبات. دولة ديمقراطية يحترم فيها المواطن وخياراته، دولة تحترم حرية الرأي والتعبير والاختلاف السلمي الحضاري، دولة العدل والعدالة و المساواة بين مواطنيها ، دون النظر الى مناطقهم أو قبائلهم . وانني اعتقد أنه يجب على كل من يأتي الى الحوار أن يكون الهم الوطني همه الاول والاوحد وان يتحلى بالشجاعة والحكمة للخروج من هذه الازمة بخير وعافية ، واقوى واصلب مما كنا .
أخبار متعلقة