في حوارية جمعتني وصاحب أحد معارض الأدوات الكهربائية وقد شكوت إليه تلف الموزعات واللمبات الكهربائية بصورة وبسرعة متوالية لم نألفها من قبل.ولأن الحال هكذا فلم يكن اللقاء مع البائع للمرة الأولى فقد ارتدت معرضه مرات كثيرة وعديدة.. وشكوت إليه مدى معاناة الناس من رداءة هذه الأجهزة الكهربائية وتسببها في إحداث حوادث حريق وتماسات كهربائية أدت إلى كوارث بلغت حد وفاة بعض الأفراد. فأجاب الرجل على تساؤلاتي باختصار وإيجاز: أنه لا يوجد في السوق كله سوى هذه النوعية منها والمستوردة من الصين وسنغافورة وأسماء وعناوين لا أتذكرها في هذه العجالة.إجابته دعتني إلى سؤاله : لماذا لا تجلبون معدات كهربائية يابانية أو إنجليزية كالتي عهدناها طويلة العمر وقوية، تجنب الناس هذه المعاناة والمآسي حتى وأن كانت غالية الثمن؟فأجابني وبضحكة ساخرة “ إذا جلبنا هذه المعدات فعلى الدنيا السلام .. سنضطر بعدها إلى إغلاق معارضنا ونعود إلى قرانا لأن الزبون سينتفع بهذه المعدات وسيكف عن التردد علينا .. بينما نتكلف إيجارات المحلات الشهرية الباهظة ودفع الضرائب العالية الثمن للدولة ولن نجني سوى الخسارة”.من خلال إجابته الصريحة والصادقة تجلت أسباب معاناتنا وصرفنا المستمر وترددنا على هذه المعارض، إن في حياة وديمومة المعارض وأصحابها موتنا، وربما يظن بعض القراء أنني أضخم المشكلة ، فالأمر أبعد من ذلك ولا يقتصر على نهب جيوبنا ، بل على مدى ما تسببه هذه المعدات الهشة من حوادث وتماسات كهربائية تؤدي إلى حرائق في المنازل ووفاة أهلها.والسؤال الذي يضع نفسه هو - أين الرقابة ؟ وأين جمعيات حماية المستهلك من ذلك يا خلق الله .. تعبنا واستنزفت صرفياتنا وكبرت معاناتنا .. يا محافظ عدن ويا مجلسه المحلي أين أنتم من ذلك ؟.
أغيثونا يا خلق الله!!
أخبار متعلقة