عبر عن مخاوفه من أن ينزلق لبنان في براثن حرب أهلية
بيروت/14 أكتوبر/ نديم لادقي: التقى بعض زعماء لبنان المتنافسين وجها لوجه للمرة الأولى منذ أشهر خلال مأدبة غداء بالسفارة الفرنسية في بيروت أمس الأحد فيما يعتبر النتيجة الملموسة الوحيدة لجهود وساطة قام بها وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر على مدى ثلاثة أيام. وقال كونشر إن المأدبة التي استضافها تمثل مرحلة جديدة في مساعي فرنسا لحل أزمة لبنان السياسية المستمرة منذ ثمانية شهر وبداية لحوار بين الحكومة التي يدعمها الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله. وقال كوشنر للصحفيين في مطار بيروت في ختام زيارته "في لبنان هذا انتصار لأننا نجحنا في جمع كل هؤلاء الأشخاص معا." وأضاف أن الزعماء تحدثوا مع بعضهم البعض لكنه أقر بأنه لايزال هناك الكثير من العمل قبل إمكان تحقق انفراجة. وقال إنه قد يعود لبيروت في النصف الثاني من أغسطس. وأضاف "نأمل أن يتحقق تقدم .. هذه ليست قضية ميؤوسا منها." وأكد كوشنر مجددا على مخاوفه من ان ينزلق لبنان مرة أخرى في براثن حرب أهلية إذا لم يتم قريبا حسم الأزمة المعوقة من خلال المفاوضات. وتوجه كوشنر إلى القاهرة حيث يتوقع ان يبحث الأزمة اللبنانية مع وزيري خارجية مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال مسؤولون ان كوشنر عقد قبل مغادرته بيروت اجتماعا قصيرا في المطار مع وزير الخارجية الاسباني ميجيل انجيل موراتينوس الذي كان قد وصل للتو في بداية زيارة إلى لبنان. وقال موراتينوس للصحفيين "نحن مهتمون بالمساعدة في وضع نهاية لهذه الأزمة." وحضر مأدبة الغداء جميع الزعماء الكبار في ائتلاف الأغلبية الحاكم باستثناء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. ولم يحضر أيضا زعيما المعارضة الشيعية وهما رئيس البرلمان نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لكنهما والسنيورة أرسلوا مندوبين. وكان ميشيل عون زعيم المعارضة الرئيسي الذي حضر مأدبة الغداء. وقضى عون تسعينات القرن الماضي في المنفى في فرنسا. وذكر كوشنر أن مباحثاته مع الجماعات المختلفة في بيروت ركزت على قضيتين أساسيتين هما تشكيل حكومة وحدة والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 25 سبتمبر. ولم تتوقع مصادر سياسية لبنانية شيئا يذكر من زيارة كوشنر بسبب تعقيدات الأزمة والصلات الخارجية لأطراف محلية بقوى مثل سوريا وإيران والولايات المتحدة. وانزلق لبنان إلى أزمة سياسية في نوفمبر عندما استقال جميع الوزراء الشيعة وعددهم خمسة ووزير مسيحي من حكومة السنيورة بعد أن رفضت الحكومة مطالب المعارضة بتمثيل حاسم يعطيها حق تعطيل القرارات. ورفض السنيورة بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية السنية مطالب المعارضة بتقديم استقالته. وتنصب التناحر في الوقت الراهن بين الأغلبية الحاكمة ومعارضيها على جلسة للبرلمان يوم 25 سبتمبر لاختيار رئيس جديد ليحل محل الرئيس إميل لحود. ويخشى كثيرون أن يسقط لبنان في براثن حرب أهلية إذا لم ينتخب رئيس جديد قبل انقضاء فترة ولاية لحود في 24 نوفمبر.