الدول التي تحسب حساباً للتعليم والمعلم، وتراهن على المستقبل الذي ينتظر منه التغيير والتثوير لصالح الجيل والوطن والناس عموماً، لا يكون إلا في مصاف الاهتمامات المتقدمة، بل وفي أولويات الجبهات التي منها يشن حرباً ضد الجهل، والتخلف، وفتح نافذة للانطلاق نحو العلا..وهذه الدول قد قطعت أشواطاً لا بأس بها، لكنها قياساً على مستوى الجوار، قد أصبحت في تحد واضح أمكن من خلاله أن يكون للمعلم مكانة مرموقة ومنها ينطلق العطاء والبذل.. كما هو الحال للجان المناهج التي تلعب دوراً في مجال تنقيتها وتبسيطها وجعلها تواكب الجديد المهم والمفيد، للفائدة المرجوة.ولو نظرنا إلى دول مثل (عمان، الكويت، الإمارات العربية المتحدة) كأمثلة، لو نظرنا إلى هذه الدول التي نشأت فيها نهضة التعليم من فترة قريبة.. لوجدنا أنها قد وصلت إلى الذرى، خاصة الكويت، وذلك لأن المناهج يضعها متخصصون، تربويون، ويتم الاهتمام بالمعلم ومسارات التعلم وفقاً لخطط مرسومة، تحقق أهدافاً تكون هي المرتجاة للأجيال باستمرار.في بلادنا كل شيء متوفر.. لكن الرؤية قاصرة، وتحاسب الجهات المعنية التربية وكأنها أي مؤسسة حكومية خدمية، لذلك يكون المنطلق خطأً، ولا يمكن أن يكون المعلم مثله مثل أي موظف عادي، ولذلك ترى المعلم/ التربوي في الدرك الأسفل من سلم الحياة، وعطاؤه يكون مرهوناً بما يحتسب له، ولذلك يتضاءل عطاؤه ويصبح في خانة المعوز، والمكثر للعمل في أماكن أخرى تمكنه من مواصلة حياته وأسرته بشرف وكرامة.. لكن ذلك ينعكس سلباً على المسيرة التعليمة والسبب عدم إيلاء المعلم/ التربوي حقه المنصوص عليه، والمؤمل فيه.. وهكذا تجد إهداراً لا حدود له.. والسبب أيضاً جهل تلك الجهات (المشرعة والممولة) بالرسالة التربوية والتعليمية.. الخ.إننا ومن منطلق الاهتمام بالجامعة والرياضة.. نطالب باهتمام أكبر للتربية والتربويين، وأنه إذا ما تم الاهتمام أولاً بهذه الشريحة الفاعلة، فإنه سيكون مردود ذلك على المراحل اللاحقة.. والعكس ليس صحيحاً، وأنظروا إلى التعليم الجامعي اليوم وإلى العاملين فيه وقارنوهم بالتربويين ومجالاتهم الخلاقة..نحن في اليمن نرى أن يتولى مجلس النواب ومجلس الشورى مهامهما الوطنية بصدق وأمانة.. وأن يخلقا مكانة للمعلم والتربوي، بحيث يكون الدخل مساوياً للعطاء، ومتكافئاً مع الرسالة السامية.. أما الـ (50 - 60) ألف ريال.. فلم يعد لها مكان في حياة أبسط موظف ناهيك عن معلم مرب.. ولذلك لابد من قهر التشريع هذا وتثويره ليكون الميزان عادلاً، ولكي نصل إلى النقطة (الصفر) من مسيرة دول الجوار على أقل تقدير..اهتموا بالمعلم والسلسلة المترابطة في أداء الرسالة.. وإلا فإن التقهقر سيتضاعف، وسنندم حين لا ينفع الندم.لا تبخلوا على التعليم ورسله، لأنهم صانعو الحياة والتطور.. ولذلك امنحوهم الحقوق.. وليس الكلام.. والسلام!
|
اتجاهات
الرهان على التعليم والمعلم!
أخبار متعلقة