قال ان صداقته الشخصية مع بوش ساعدت على منع كارثة عالمية جديدة
صاروخ عابر للقارات
مافرا (البرتغال)/14 أكتوبر/رويترز: شبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطط الدرع الصاروخية الأمريكية بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها أكثر مرحلة اقترب فيها العالم من شفا حرب نووية. لكن الزعيم الروسي أضاف أن صداقته الشخصية مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ساعدت على منع تحول المبادرة الأمريكية الأخيرة إلى كارثة عالمية جديدة. وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بعد قمة أوروبية روسية في البرتغال حول خطط واشنطن لنشر وحدات درع صاروخية في شرق أوروبا قال بوتين " أود ان أذكركم بالصورة التي تطورت بها العلاقات في موقف مماثل في منتصف ستينات القرن الماضي." وأضاف "التحركات المشابهة التي قام بها الاتحاد السوفيتي عندما نشر صواريخ في كوبا أثارت أزمة الصواريخ الكوبية." وقال "بالنسبة لنا من الناحية التكنولوجية فان الموقف مماثل. على حدودنا تتبلور تهديدات مماثلة لبلدنا." ووضع قرار الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف بإرسال صواريخ نووية إلى كوبا حليفته الشيوعية العالم على شفا حرب نووية عام 1962. وبعد مفاوضات شاقة استمرت أيام وافق خروشوف على سحب الصواريخ. وثار غضب روسيا بسبب القرار الأمريكي لنشر منظومة رادار في جمهورية التشيك وصواريخ اعتراضية في بولندا لتفادي أي هجمات صاروخية محتملة من دول مثل إيران. وترى روسيا في الخطة تهديدا صريحا لأمنها. وفي واشنطن رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون مكورماك بقوة المقارنة التي عقدها بوتين بين الدرع الأمريكية والأزمة الكوبية. وقال "هناك فروق تاريخية واضحة للغاية بين خططنا لنشر نظام دفاعي مضاد للصواريخ مصمم للحماية من إطلاق صواريخ من دول مارقة مثل إيران وبين القدرات النووية الهجومية للصواريخ التي كان يجري نشرها في كوبا خلال الستينات." وأضاف "لا يوجد أي وجه للمقارنة تاريخيا لا شكلا ولا مضمونا." وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس "حتى ضمن تصريحاته.. مازال(بوتين) يعترف بأننا قدمنا بعض المقترحات الايجابية وطرحنا بعض الأفكار المثيرة للاهتمام." وفي محاولة لتهدئة المخاوف الروسية قالت واشنطن الأسبوع الماضي إن واشنطن عرضت إرجاء وضع أجزاء من درعها الصاروخي في أوروبا في حالة عمل إذا تعاونت روسيا في المشروع. وقال جيتس"مازلت أتعشم ان نتمكن من تحقيق تقدم..والمشاركة مع الروس. ولكن التصريحات أحيانا تكون مثيرة للمتاعب إلى حد ما." وفي إظهار للعواقب المحتملة قال قائد عسكري روسي كبير أمس إن موسكو قد تستأنف إنتاج الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة المدى المشابهة للصواريخ التي كانت تهدد غرب أوروبا في منتصف الثمانينات. وقال الكولونيل جنرال نيكولاي سولوفتسوف في موسكو "إذا اتخذ قرار سياسي في موسكو لإنتاج هذا الطراز من الصواريخ فمن الواضح أنها ستنتج في روسيا في المستقبل القريب لأننا نملك كل ما نحتاجه". وفي محاولة لوقف الخطة الأمريكية وعد بوتين بالسماح لواشنطن باستخدام رادار تستأجره روسيا في أذربيجان كان قد شيد ابان الحقبة السوفيتية لمراقبة منطقة المحيط الهندي أو حتى استخدام رادار جديد أوسع نطاقا في جنوب روسيا. كما اقترح إنشاء نظام دفاعي صاروخي مشترك يشمل أيضا دولا أوروبية. وأوضحت واشنطن أنها مستعدة للتعاون مع روسيا لكنها أصرت على أن العرض الروسي هو إضافة وليس بديلا للدرع الصاروخية. وقال بوتين "للأسف لم نتلق ردودا على مقترحاتنا." لكنه أضاف أنه ليس من المحتمل أن يتحول الخلاف بشأن الدرع الصاروخية الأمريكية إلى أزمة دولية كبرى. وتابع "نحمد الله على أننا لا نعاني من أزمة صواريخ كوبية الآن وهذا يرجع قبل كل شيء إلى التغير الجذري الذي حدث في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا."