ضمن سلسلة ندوات نشر المعرفة وتفعيل الحوار في دبي
دبي / متابعات : عادل خدشي:استضاف “مركز دبي المالي العالمي” يوم أمس الثلاثاء ندوة تعريفية حول سبل تمكين الشركات العائلية من الاستدامة وتعزيز نموها في ظل البيئة الاقتصادية الحالية، وذلك في ثامن فعالية من نوعها ضمن سلسلة ندوات نشر المعرفة وتفعيل الحوار التي ينظمها المركز لبحث أهم القضايا في القطاع المالي. وتحدث خلال الندوة، التي جاءت بعنوان “إيجاد شركات عائلية مستدامة في الشرق الأوسط”، عدد من كبار المسؤولين في “سلطة مركز دبي المالي العالمي” و”سلطة دبي للخدمات المالية” وشركات الاستشارة العالمية. وقال عبد الله محمد العور، الرئيس التنفيذي لـ”سلطة مركز دبي المالي العالمي”: “ تعد الشركات العائلية القلب النابض لاقتصاد المنطقة، ما دفع مركز دبي المالي العالمي إلى إيجاد منصة لتأسيس مكاتب عائلية متخصصة من أجل مساعدة هذا النوع من الشركات على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة واغتنام الفرص الجديدة. علاوة على ذلك، قمنا بإصدار لوائح تنظيمية خصيصاً من أجل إتاحة المجال أمام الشركات العائلية لتأسيس شركات قابضة في المركز تساعدها على إدارة ثروتها الخاصة التي تعتبر مورداً مهماً بالنسبة لها يساعدها على تجاوز الظروف الحرجة التي تعيق تحقيق مزيد من النمو والاستدامة في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة حالياً”. وقال الدكتور ناصر السعيدي، رئيس الشؤون الاقتصادية في “سلطة مركز دبي المالي العالمي”: “ تمثل الشركات العائلية أكثـــر من 90 % مجمل الشركات في الشرق الأوسط، وهي تلعب دوراً رئيسياً في المنطقة على صعيد النمو، وإيجاد فرص العمل ورفع مستوى التنافسية. وبالتالي، فإن تحقيق هذه الشركات للنجاح والنمو المستدامين يشكل العنصر الأساسي لتطوير الاقتصاد الإقليمي على المدى الطويل. وفيما تسعى الشركات العائلية إلى تحقيق التوسع في ظل تحديات الأزمة العالمية وزيادة انفتاح منطقة الخليج على العالم، فإنه يتوجب على هذه الشركات في الفترة الحالية أن تعتمد طرقاً أكثر تطوراً لإدارة أعمالها وثرواتها بغية الحفاظ على تنافسيتها واستدامتها. والأهم من كل ذلك، يجب على الشركات العائلية إيجاد هيكليات قوية للحوكمة ووضع خطط محكمة للتوريث. وإدراكاً منا لأهمية هذه الجوانب، قمنا في مركز دبي المالي العالمي بالتعاون مع “معهد حوكمة الشركات” (حوكمة) بإيجاد مجموعة من الحلول العملية للتغلب على هذه التحديات”. وشكل موضوع الأعمال الخيرية أحد المحاور الرئيسية للندوة، لاسيما وأن الكثير من الشركات العائلية تعتبر هذا النوع من النشاطات وسيلة فاعلة لدعم المجتمع الذي يحتضنها ويدعمها بدوره. وتضمنت الندوة جلسة حوارية بقيادة “جنيف جلوبال”، شركة استشارات الأعمال الخيرية الرائدة عالمياً، حيث نوقشت فيها سبل تمكين الشركات العائلية من توظيف أعمالها الخيرية بالشكل الأمثل. وقال وورين لانكاستر، المدير العالمي ومدير الاستشارات الأوروبية لدى “جنيف جلوبال”: “تهدف الأعمال الخيرية عموماً إلى مكافحة الفقر ومساعدة الشرائح الأقل حظاً على تحسين وضعها الاقتصادي، وتكون فاعلية هذه الأعمال أكبر بكثير عندما تتم بوجود خبراء يقدمون المشورة اللازمة على غرار ‘جنيف جلوبال‘ الرائدة عالمياً في استشارات الأعمال الخيرية، حيث نقدم طيفاً واسعاً من الخدمات الاستشارية، بما في ذلك الجولات الميدانية للتعرف عن كثب على إنجازات عظيمة استطاعت الاستثمارات الخيرية تحقيقها. وقد ساعدنا حتى اليوم نحو 70 عميلاً في استثمار حوالي 100 مليون دولار في منح عالمية ساهمت في رفع مستوى معيشة ما يزيد على 15 مليون شخص”.وكان موضوع استمرارية الأعمال أحد أبرز الموضوعات التي تناولتها الجلسة أيضاً، حيث قال أمين ناصر، الشريك في قسم الخدمات الاستشارات للشركات في “برايس ووترهاوس كووبرز”: “لعل أهم تهديدين يواجهان استمرارية الشركات العائلية هما النزاعات وتوريث الإدارة. ونادراً ما تنشأ النزاعات نتيجة لسوء الأداء، وإنما يكون سببها غالباً هو شعور المالكين بعدم تلبية حاجاتهم. وتظهر النزاعات كذلك عندما تكون الأوضاع ضبابية أو غير مفهومة بالشكل الكافي. وفي الحقيقة، تعتبر إدارة النزاعات وتسويتها بشكل ناجح أساس تماسك الشركة والعائلة. ويزداد لجوء الشركات العائلية إلى تطوير آليات رسمية لحل النزاعات الداخلية، الأمر الذي يتيح لقاء أفراد العائلة المتنازعين لتذليل الخلافات فيما بينهم، وحل المسائل موضع الخلاف بطريقة ودية؛ إلا أن تحكم المشاعر في قرارات الشركات العائلية يجعل من الصعب أحياناً حل هذه المشاكل بطريقة فعالة”.وقد شهدت الندوة أيضاً نقاشات حول “العائلات والحوكمة: الدروس المستفادة”؛ و”هيكليات وحلول التخطيط العائلي”؛ و”الأعمال الخيرية: الإلهام والمعلومات والمقاييس”؛ و”تجارب العائلات الإماراتية”.