أن يتولى العميد الركن / احمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري مهمة إنجاز ما قصرت به اللجنة المنظمة لبطولة كاس الخليج فان ذلك قد يجد له ما يبرره ، لا لان الرجل فضل ان يعمل بصمت ولكن لان الحدث كان بمثابة تحد لليمن أمام أشقائه وقد كان جليا الزخم الكبير الذي خلفه النجاح على المستوى الوطني أو المحيط الإقليمي والعربي .الآن وقد انتهت المناسبة فإننا بحاجة لتقييم ما حدث وكيفية البناء عليه بما يؤدي إلى استمرار هذا النهج وتلك الروح التي رافقت البطولة منذ انطلاقتها وحتى نهايتها ، نحن بحاجة لإدارة شئوننا بتلك العقلية التي جعلت العلم والتخطيط منهجا للنجاح في هذا التحدي رغم جسامة العوائق التي برزت عند إقرار استضافة مدينتي عدن وأبين لفعاليات بطولة كاس الخليج في نسختها العشرين . اليوم الجميع من الرئيس حتى المواطن معنيون بالإجابة على التساؤلات التي برزت خلال البطولة ، وأولها كيف تمكنا من توفير الأجواء الأمنية المتميزة ، وكيف استطعنا ان نبهر ضيوف اليمن بذلك الترتيب وتلك الأجواء التي كانت أهم الرسائل التي أزالت ما كان قد علق بأذهان الأشقاء عن اليمن وأوضاعها الأمنية ، وقدراتها الإدارية ، لكننا أيضا مطالبون بالوقوف أمام أسباب الإخفاقات التي ظهرت في أداء الكثير من الجهات الحكومية . السؤال الأبرز في هذه البطولة هو الكيفية التي تمكن من خلالها قائد الحرس الجمهوري من مجابهة المخاوف التي برزت مع الضخ الإعلامي المشكك بقدرة اليمن على استضافة البطولة ، وكيف تمكن بإرادة مستشعرة للمسئولية من البحث عن معالجات لكافة العوائق التي كانت تعترض إنجاح هذه الاستضافة، والسؤال الذي لايقل عنه أهمية هو : لماذا فشلت وزارة الشباب والرياضة ومعها اللجنة العليا للبطولة ، وهل سيمر هذا الفشل مرور الكرام ودون حساب ؟ . الحقيقة التي كنا نجهلها جميعا أن الاستعانة بالخبرات العالمية وخصوصا مع التطور العلمي والتقني الهائل هو الذي مكن قطر من الفوز باستضافة التصفيات النهائية لكاس العالم في 2022م وهذا هو ما حدث بالضبط في بطولة كاس الخليج ، إذ أن الاستعانة بإحدى الشركات الأمنية المتخصصة بتامين الفعاليات الدولية وتوظيف العلاقات السياسية مع قيادات الدول الشقيقة كانا من العوامل الرئيسية التي أدت إلى نجاح الاستضافة . الواضح أن المخاوف التي كانت قد أثيرت قبل البطولة لم تكن قائمة على أسس حقيقية فالجماهير الرياضية التي تدفقت بعشرات الآلاف إلى شوارع مدينتي عدن وزنجبار أظهرت وضعا مغايرا وإدراكا عميقا لمعنى الانتماء الوطني حتى بعد الفضائح والإخفاقات التي منيت بها الرياضة اليمنية في ظل القيادة الحالية للوزارة ، وقيادة الاتحاد التي أسرفت في البهرجة الشخصية على حساب البناء الحقيقي للاعبين . البناء على النجاح الذي تم في خليجي عشرين يتطلب الإدراك بان الإرادة الحقيقية تستطيع أن تتحدى الصعاب ، والثقة بالنفس والاعتماد على العلم في إعداد الخطط والتجهيزات ، وهذا ما اعتمد عليه العميد احمد علي عبد الله صالح حين قرر أن يخوض غمار التحدي . نعرف جيدا أن الرجل قد تحمل مسئولية ، كان من المفترض أن يحملها غيره ، لا باعتبار اللجنة المنظمة هي المعنية بانجاز ما يشرف اليمن ويعكس قدرته على الاستضافة ، لكن المفجع ان من فشلوا في أداء مهامهم قد انبروا لادعاء البطولة ، وأكثروا من التصريحات العنترية ، فيما فضل هو البقاء خلف الأضواء يعمل بصمت ، ويتابع كل تفاصيل البطولة منذ اقتراب موعد انطلاقها وطوال أيامها وحتى مغادرة كافة المنتخبات مطار عدن .الانبهار الذي أظهره ضيوف اليمن بقدر ما عكس حجم الصورة المغلوطة التي كانت قد انطبعت في ذهن هؤلاء بفعل التغطيات الإعلامية غير المنصفة فإنها أيضا عكست النجاح في توفير كافة المناخات الملائمة للاستضافة وإقرار ان الإدارة المتمكنة للبطولة قد أدت مهمتها على أكمل وجه بعيدا عن الضجيج والخطب التي اخفت وراءها العجز والفشل ، إن من الإنصاف أن يعرف الجميع حقيقة أولئك الذين عملوا بإخلاص وتفان من اجل خلق ذلك الفرح والعرس الذي اتسع بمساحة منطقة الخليج والجزيرة العربية .
|
اشتقاق
مهندس النجاح
أخبار متعلقة