أقواس
تعتبر المصنوعات اليدوية رافداً قويا من روافد الاقتصاد الوطني لاسيما عندما ينظر إليها من جهة الاختصاص الداعمة لهذه الحرف التي تعود فوائدها المثمرة على الفرد والمجتمع، ونختار على سبيل المثال واحدة من هذه الحرف ألا وهي كيفية تصنيع المغالق اليمنية القديمة والأقفال اليمنية (الغثيمي) .هذه الحرفة التي كادت أن تموت الحاج أحمد محبوب العروسي لو لا تنبهه قبل موته بتعليم أولاده هذه الحرفة الجميلة الممتعه التي تتوارثها هذه الأسرة أباً عن جد ابتداء من عهد مؤسسها الحاج أحمد محبوب العروسي هذا المخترع الذي أوجد هذه الأقفال القوية التي تساوي في قوتها وضمانتها المغالق والأقفال ذات الصناعة الرومانية والإيطالية الحديثة وهذه المعلومات على حسب ما يعرف عنه الحداد المحترف في أعمال الحدادة القديمة بسوق الحدادة في صنعاء القديمة الأخ القدير زيد القضبة.فنقول من خلال ما أدلى به من معلومات عن هذه الحرفة الأخ زيد القضبة إن هذه الأقفال الغثيمية تكون مصنوعة من مادة الحديد الهندوان وتبدأ من صناعة الأقفال الصغيرة التي تزن تقريبا (100) جرام وتنتهي بصناعة الأقفال الكبيرة التي تزن كيلو جرامين أثنين تقريبا وأشهر الصناعيين المحترفين لهذه الحرفة بعد عائلة آل العروسي هم بيت حمزة وعائلة الصايدي وعائلة الحافي وأولاد يحيى السراري وكل هؤلاء من سكان صنعاء القديمة.أما بالنسبة لصناعة الأقفال هذه فكلما كان القفل صغير الحجم كلما صعبت صناعته وأخذ وقتاً أطول من الكبير ومع صمود هذه الحرفة النادرة مع محترفيها ومحبيها إلا أنه لا أحد يعير هذه الحرفة اهتماماً لا من الجانب الفردي ولا من الجانب الرسمي بالرغم من أن هذه الصناعة تعد مهمة ومربحة لو لقيت رواجاً واهتماماً دعائياً في أوساط المجتمع وتشجيع صناعها ودعمهم من خلال تنمية قدراتهم وتدريبهم للطلاب المهتمين والعاشقين لهذه الهواية والصناعة الجميلة لكي يتطور إنتاجها بالتالي يتم تصديرها للخارج مثل بقية الحرف اليدوية الأخرى، وأود أن أشير هنا إلى أن الحاج أحمد محبوب العروسي مات عن عمر يناهز المائة عام قبل سبعة شهور تقريبا وكان في حياته أثناء عمله في هذه الصناعة يستغرق يوماً واحداً في صناعة القفل الواحد كبيراً كان أم صغيراً وربما يأخذ منه الصغير وقتاً أطول.وأخيراً أتمنى وأرجو أن يسلط الضوء على هذه الحرفة ولو بمزجها بقليل من التحديث إن أمكن ذلك وإبرازها بشتى الوسائل الممكنة شأنها شأن الصناعات الحرفية المشهورة الأخرى ونحن متفائلون بأن هذه الصناعة لو لقيت دعماً لكي تستمر لعادت على اليمن بالدخل الوفير بالذات لو طورت قليلاً لكي تصبح مضمونة المتانة مثل غيرها من الأقفال والمغالق الأوروبية المشهورة.