مروان صالح الجنزير :يوسف شاهين هو واحد من المخرجين القلائل الذين برزوا وأظهروا الفن السابع في مصر والعالم العربي فهو صاحب النظرة الإخراجية التجديدية التي شهدتها السينما المصرية مع بداية السبعينات وراحت تأخذ طابع الأحداث أو مايسمى تجسيد الوقائع التي حدثت وراحت تنهال على مسامع الأمة العربية في زمن القومية . يوسف شاهين المولود في مدينة الإسكندرية في العام 1935م عاش مع أسرة متوسطة وبرغم ذلك ذهب شاهين إلى أغنى المدارس الخاصة في الإسكندرية وهي مدرسة (فيكتوريا التي حصل منها على شهادة الثانوية. مرت السنوات وتوقف سن المراهقة عند يوسف شاهين بين العامين 1950م -1951م عندما نال شهادة من احد الجامعات الأمريكية حيث درس هناك فنون الإخراج السينمائي والتمثيلي ، بعد انتهائه من الدراسة في الولايات المتحدة أتجه يوسف شاهين إلى بلاده مصر ، واستطاع هناك أن يخرج أول فيلم سينمائي له في العام 1952م والذي حمل اسم ( بابا أمين) بعد ها بعام واحد أخرج فيلمه الثاني (أبن النيل) والذي عبر به مهرجان كان السينمائي بعدها يوسف شاهين أخذ معه سفينته الإخراجية متجهاً بها نحو الإبداع حيث عمل على أخراج عدد من الأفلام منها (صلاح الدين)،(صراع في الوادي) (وباب الحديد) (وعودة الابن الضال) و(جميلة الجزائرية)وحتى أخر فيلم له والذي حمل عنوان (هي فوضى ) حيث عرض عام 2007م. أتسمت شخصية يوسف شاهين على مدى عقود خمسة بصفة التمرد التي لم تظهر فقط في أعماله وإتما في حواراته الإعلاميه وتناوله الجريْ الأشد القضايا السياسية والأخلاقية الحساسة. شاهين الذي لم يحصل على أي نوع من التمويل منذ أخراجه فيلم (العصفور) الذي حمل فيه القيادة السياسية في مصر مسؤولية هزيمة حزيران عام 1967م وراحت أغلب أفلامه تنتج من قبل صغار المنتجين تارة وتارة أخرى باعتماد شخصي منة نتيجة لطرحه الصريح لأحنك القضايا السياسية . حصل شاهين على العديد من الجوائز طول فترة وجوده في هذا الحقل الفني جائزة (الدب الفضي) من مهرجان برلين الدولي عن فيلمه (إسكندرية ليه). عانى يوسف شاهين من مرض السرطان لمدة طويلة حتى أنه أقعده في أيامه ألأخيرة وأدخله في غيبوبة انتهت بوفاته داخل مستشفى القوات المسلحة في مدينة المعادي بمصر يوم الأحد الماضي.