شخصيات خالدة
لاكشمي ميتال اسم له وزنه في عالم الاستثمار، هو رجل أعمال هندي وأحد عمالقة صناعة الحديد والصلب في العالم، ورئيس مجموعة «ارسيلور ميتال»، ويعد أغنى رجل بأوروبا وبريطانيا والهند، ورابع أغنى رجل في العالم، هو رجل تمكن من الصعود والتألق في عالم الثراء، وحسب خطواته بدقة بالغة الأمر الذي أهله لكي يعتلي عرش الحديد والصلب في العالم. ولد ميتال سنة 1950م، بإحدى القرى الهندية، نشأ في وسط عائلة متواضعة الحال، والده موهان كان تاجر عصامي من ولاية راجستان بشمال غربي الهند، ويقال أن والده سماه باسم «لاكشمي» تيمناً بآلهة الثروة عند الهندوس، وتعود جذور عائلة لاكشمي إلى مجموعة مارواري والتي عرفت بعشقها للتجارة، وقد تلقى تعليمه بالهند وحصل على بكالوريوس التجارة والمحاسبة من إحدى الجامعات بكلكتا. عرفت عائلة لاكشمي بحبها للتجارة هذا الأمر الذي أنعكس بعد ذلك عليه، كان والده شخصية تجارية طموحة عندما قامت باكستان بالانفصال عن الهند عام 1947 انتقل الوالد إلى كلكتا وهناك بدأ أعماله في مجال الحديد والصلب، وبدأ عمله ينتعش تدريجياً، وبعد أن تخرج لاكشمي نزل للعمل مع والده، فانخرط في هذا المجال واكتسب العديد من الخبرات.في عام 1979 انتقل لاكشمي إلى إندونيسيا وهناك قام بتأسيس مصنع « اسبات إنترناشونال» للصلب، وفي عام 1995 قرر الانفصال عن أعمال العائلة، فقام بالاستقرار بلندن، ومارس نشاطه التجاري هناك لأكثر من 23 عام، وفي لندن توالت صفقات لاكشمي الناجحة، إلى أن قام بشراء شركة «ارسيلور» الأوربية بمبلغ 17.50 مليار جنيه إسترليني، هذه الصفقة التي تعد من أهم الصفقات في حياته، وصعد ليعتلي عرش الحديد والصلب على مستوى العالم أجمع. اخترق لاكشمي عالم التجارة في مجال الحديد والصلب بقلب قوي فهذه التجارة على وجه الخصوص طالما أبتعد عنها رجال الأعمال نظراً لعدم استقرارها فتتسم بالصعود والهبوط المفاجئ، إلا أنه تمكن بمهارة من النجاح في هذا المجال الاستثماري فقد صعدت أسعار الحديد والصلب في العالم أجمع على مدار السنوات القليلة الماضية مما عاد بالكثير من الفائدة عليه، ويتكهن عدد من خبراء الاقتصاد أنه نظراً للأوضاع الحالية في الأسواق والتي تتسم بنقص الإنتاج مع ارتفاع تكاليف المواد الخام فإن هذا الأمر يضمن بقاء الطلب قوياً والأسعار مرتفعة لعدد من السنوات المقبلة، وهو ما سينعكس إيجابياً على ثروة لاكشمي.كان ميتال صاحب حس تجاري استثماري متميز، وكان يؤمن بالمجازفة المحسوبة فتمكن من الاقتراب من أسواق لم يكن يجرؤ أي من رجال الاستثمار من الاقتراب منها، وكانت سياسة لاكشمي هي الاتجاه نحو شراء المصانع الصغيرة الخاسرة، وشركات الصلب التي تعاني من ضائقة مالية، فيعمل على تحويل خسائرها إلى أرباح مضمونة وإعادة هيكلتها مرة أخرى، وعند انهيار الإتحاد السوفيتي سارع إلى شراء المصانع الخاسرة في بلدان أوروبا الوسطى والشرقية.