شخصيات خالدة
كارل ريموند بوبر هو واحد من أهم فلاسفة العلم في القرن العشرين ، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق. إنكليزي نمساوي المولد يهودي الديانة «ولد يهوديا لكنه تحول إلى المسيحية» ويعد فضلا عن ذلك واحدا من أهم فلاسفة السياسة والاجتماع ، ونصيرا مخلصا للديموقراطية ، وداعية للمجتمع المفتوح فيلسوف متخصص في فلسفة العلوم وعمل مدرسا في معهد لندن للاقتصاد. يعتبر بوبر أحد أهم واغزر المؤلفين في فلسفة العلم في القرن العشرين كما كتب بشكل موسع عن الفلسفة الإجتماعية والسياسية.ولد كارل 1902 في فينا ودرس الرياضيات ، التاريخ ، علم النفس ، الفيزياء ، الموسيقى ، الفلسفة وعلوم التربية. وحصل عام 1928 على درجة الدكتوراة في مجال مناهج علم النفس الإدراكي. وبدء كتابة أول أعماله ، الذي نُشر في صورة مختصرة بعنوان «منطق البحث»عام 1934 وفي طبعة كاملة عام 1979 بعنوان « المشكلتان الرئيستان في النظرية المعرفية». هاجرعام 1937 إلى نيوزيلندا حيث قام بالتدريس في عدة جامعات هناك ، وألف كتاب «المجتمع المفتوح وأعدائه» 1945 ، والذي اكتسب من خلاله شهرة عالمية ككاتب سياسي.وأهم سمة تميز أعماله الفلسفية هي البحث عن معيار صادق للعقلانية العلمية.وفي الفترة مابين 1949 ـ 1969 عمل أستاذاً للمنطق والمناهج العلمية بجامعة لندن. حصل في عام 1965 على لقب «سير».... اشتغل بوبر على أكثر من اتجاه ولكن دائما بمنهج واحد. بالأساس بوبر ( 1902فينا - 1994لندن) هو فيلسوف متخصص بفلسفة العلوم ولكنه أنتج أعمالا معتبرة في الاجتماع والسياسة والاقتصاد والتحليل النفسي. من هنا تكمن قدرة المنهج الذي اتبعه بوبر في التفكير على أكثر من مستوى إنه باستمرار منهج «العقلانية النقدية». عاش النمساوي بوبر في بيئة علمية فقد كان أبوه حائزا على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة فينا وأمه مغرمة بالموسيقى ومن عائلة تشكل الموسيقى اهتمامها الأول. درس الرياضيات والتاريخ وعلم النفس والفيزياء والموسيقى وعلوم التربية. وحصل على الدكتوراه في مجال مناهج علم النفس الإدراكي. هرب من هتلر سنة 1937إلى نيوزلندا ثم انتقل إلى لندن ليعمل أستاذا للمنطق والمناهج العلمية بجامعة لندن وحصل في عام 1965على لقب «سير». مارس بوبر النقد على كل التوجهات العلمية والفلسفية القائمة في عصره . و كرّس بوبر الكثير من جهده الفلسفي لنقد المذاهب التاريخانية ، أي تلك المذاهب الفلسفية التي تعتقد أن للتاريخ خطا ومسارا لا بد أن يسير عليه وتستخدم هذه المذاهب هذه الأفكار من أجل التنبؤ المستقبلي للتاريخ البشري. ينقد بوبر هذه المذاهب لأنها تحد الجهد البشري في طريق واحدة وتعادي من يخالفه دون دليل أو سند لا من منطق ولا حتى من التجربة التاريخية التي أثبتت كذب الكثير من تنبؤات هذه المذاهب.خصص بوبر كتابه «المجتمع المفتوح وأعداؤه» لنقد أبرز الفلاسفة الشموليين أو الفلاسفة الذي أنتجوا أنساقا فكرية شمولية.استعاد بوبر الجذور التاريخية للمذاهب الشمولية ابتداء من اليونان. خصص فصلا أوليا لهيراقليطس الفيلسوف الذي اكتشف فكرة التغير. «إنك لا تستطيع أن تنزل مياه النهر الواحد مرتين». كانت هذه الفكرة مزلزلة ولكن إعاقتها جاءت بالذات من خاصية كل مذهب تاريخي وهي ربط كل تغيير بقانون المصير الحتمي والثابت. توفي كارل آيدموند بوير عام 1994 في مدينة لندن بعد رحلة كافح فيها لتطبيق منهجه الذي طالما دعا له «العقلانية النقدية» فالعقلانية والنقد هي سمات التفكير العلمي وعقلانية البحث تكمن في مدى قدرة الباحث على نقد هذه المعرفة.