دراسة نقدية
مبارك سالمين:كتاب "الشعر المعاصر في اليمن : دراسة فنية " لعبد الرحمن إبراهيم هو في الأصل أطروحته لنيل درجة "الماجستير" التي اجيزت بتقدير "امتياز" في مناقشة علنية بكلية التربية " جامعة عدن " ، وعبر فصولها الثلاثة ينطلق عبدالرحمن من خبرته الخاصة التي تومض هنا أو هناك في كتابة نصه المعرفي الموازي للنصوص التي قام بدراستها ، حتى وان اعلن في مقدمة اطروحته انه يلتزم المنهج التكاملي فذلك ليس إلا لغرض التوفر على حرية الحركة من جهة وتحقيق شرط الاكاديمية التي تشترط تحديد منهج الدراسة كشرط رئيس لتمرير الاطروحة للنقاش والاجازة من جهة اخرى ، فعبدالرحمن جاء للنقد من الشعر وبعيداً عن ضغط احادية المنهج استطاع ان يكتب النقد بنفس الشاعر الذي لم يبارح مضائق الشعر.[c1]المنهج التاريخي [/c]المنهج التاريخي : منهج لايقف عند حدود جمع المعلومات ، لكنه يتجاوز الجمع والعرض والترتيب ويهتم بالتفسير واستخلاص التعميمات والنتائج ( ويستعمل في سبيل جمع المعلومات ونقدها وترتيبها وتنظيمها وتفسيرها واستخلاص النتائج العامة منها كثيراً من وسائل البحث العلمي وادواته التي تستخدمها مناهج البحث الاخرى ).الشيباني 1989م ص 82) وقد قدم عبدالرحمن مقارنته النقدية مستخدماً المنهج التاريخي بكامل طاقته ، حيث استهل الدراسة ممهداً بالتاريخ : " لكل مرحلة من مراحل التحرك الثوري شعرها وشعراؤها .. " الدراسة ص 19. والحديث عن المراحل من صميم اعمال المنهج التاريخي . ثم يأتي الفصل الاول ليؤسس لمدخل تاريخي عالي النبرة ـ اذا جاز التعبير ـ من خلال مبحثيه ، الأول : جدلية العلاقة بين المتغيرات والشعر ، والثاني : ملامح الصراع بين القديم والجديد، والمقصود هنا المتغيرات السياسية والاجتماعية كمقدمة لتفسير تاريخي " مادي " "جدلية ..." و " ملامح الصراع .. " لايفصل بين الشعر والسياسة والاجتماع مع التأكيد بأن انعكاس أحدهم على الآخر ليس " ميكانيكاً " " غير آلي "وحسب الناقد " لايمكن عند دراسة الحركة الشعرية الجديدة اغفال جوانب الحياة العامة وانعكاساتها سلباً وايجاباً على الشعر والأدب والثقافة .. " الدراسة ص 30 .وفي هذه المقدمة " التمهيد والفصل الأول من الدراسة " يكون الباحث حدد بوضوح وفي اطار ممارسة بحثية محددة ، طبيعة المنهج التاريخي واستخداماته في متنه النقدي ، واعتقد بأنه قد انجز مهمته بنجاح ، حيث لم يقف عند الاثار المكتوبة " وهي بالنسبة للباحث النصوص الشعرية اليمنية المعاصرة للفترة 1970 ـ 1990م " ، موقف الراصد للشعراء والنصوص التي كتبت في الفترة المستهدفة بالدراسة وانما تجاوز ذلك الامر إلى النقد والتحليل والبحث في المعاني والدلالات التاريخية والفنية ، وهو الأمر الذي ظهرت تجلياته في سائر فصول الدراسة " .. على ان تجليات المنهج التاريخي ـ سواء في الفصل الأول أو في الفصلين اللاحقين ـ قد كان لها التماعها ، خاصة عند الوقوف امام النصوص التي احتشد بها الفصل الأول من الدراسة .. " الدراسة ص 13. والحديث هنا عن تجليات المنهج التاريخي يذهب بنا إلى الاحساس بأن الباحث / الناقد لم يستهدف التاريخ لذاته : وانما لجوانب منهجية مضمرة لديه ، وسيلة للدخول في المتن الشعري المراد دراسته من باب محدد ، ولا نملك في هذه الدراسة المعنية بالفصل الثالث، حق الاستطراد ، ويكفي ان نقول هنا بأن الباحث قد اضاء العتمة واشعل شمعته .[c1]قصيدة النثر في اليمن[/c]قصيدة النثر قضية خلافية في الساحة الثقافية العربية ، خلافية على المستوى الثقافي واللغوي ، فمن بين القضايا التي اثيرت حولها على سبيل المثال : أولاً : موقعها من التجنيس الأدبي ، هل هي قصيدة ، أي شعر ؟ أو نثر شعري أو شعر منثور أو نثير) كما ذهب البعض ؟ أو نص مفتوح " عابر الأنواع" كما يصفها عزالدين المناصرة في كتابه الجديد "إشكاليات قصيدة النثر " ، الذي درس فيه اسماء عربية بارزة في مجال كتابة قصيدة النثر أمثال : أنسي الحاج ، عباس بيضون ، بول شاؤول ، سليم بركات وغيرهم ، وثانياً : ما أثير حول مصادرها ومرجعياتها ، وهل هي غريبة الجذور أو عربية الأصل ، وماهي محدداتها الايقاعية " أن وجدت " ؟ وجميع هذه الاشكاليات ذات بعد تاريخي ، الأمر الذي يستدعي بالضرورة المنهج التاريخي أولاً للخوض في اشكاليات قصيدة النثر ثم تأتي فيما بعد الدراسة الفنية لها .لقد دارت رحى معارك كثيرة حول هذه الاشكاليات وغيرها ، وقد قدم عبدالرحمن اضاءة تاريخية وبقدرة بحثية لاتنكر، وهو الأمر الذي ينسجم مع ما اختاره من منهج للدراسة ، حيث افتتح الفصل الثالث بتوطئة حول الشعر وتوصيفه وعلاقته بالموسيقى ، مروراً بالحديث عن شعراء التجديد " الطموح والتجاوز " والشعر المرسل والشعر المهجري ، وزمن جماعة شعر في خمسينيات القرن الماضي ومرجعيات قصيدة النثر ، واختتم طوافه التاريخي بما ذهب اليه ادونيس وانسي الحاج ، وما اعلناه من رغبة وحماسة " لقصيدة النثر في فرنسة والترويج لها والاتكاء على الشروط التي وضعتها " سوزان برنار " في كتابها الشهير " قصيدة النثر من بودلير إلى وقتنا الحاضر " كمسوغات نقدية لهذا الشكل من الشعر ، الشروط التي لخصها أنسي الحاج في مقدمة مجموعته الشعرية الاولى " لن" الصادرة عام 1960م ، وقد استغرقت مقدمة الفصل " المبحث الأول " ـ 40 ـ صفحة تقريباًَ ، اسماها عبدالرحمن " مدخل نظري " وكنت اتمنى لو لم يقترب حجمها من حجم المبحث التطبيقي لأنه الأهم ، كما كنت اتمنى لو اطلق عليها عبدالرحمن مدخل " نظري / تاريخي " تجاوباً مع المنهج المعلن للدراسة ومع مضمون المبحث الذي تناول الشأن النظري تاريخياً .[c1]تاريخية المبحث التطبيقي[/c] هل رتب عبدالرحمن الشعراء حسب تسلسل ظهورهم ، أو تكريسهم ادبياً ، أو حسب التواريخ الموقعة في ذيل كل نص ؟ وجميع هذه الاسئلة تصب في الجانب البنائي كمبحث يعتمد المنهج التاريخي ، ويبدو لي ان الباحث لم يعتمد تاريخية النصوص لصعوبة منهجية وضحها في مقدمة الدراسة " ... وهي صعوبة في المحددات التاريخية ، وتذييل القصائد بفترة كتابتها ، وهذه قضية مهمة في البحث العلمي ... " الدراسة ص 16. وقضية تربك الباحث ـ حسب قوله ـ إذا اعتمد المنهج التاريخي في صدارة منهجه التكاملي ، وبسبب هذه الصعوبة اعتمد الباحث في اختياره للنصوص على الذائقة لديه وهي مؤشر جيد بالنسبة لباحث هو في الأصل شاعر مقتدر ، وقد قادته ذائقته ليس إلى اختيار النصوص وانما ايضاً إلى ترتيبها ـ حتى وان لم يقل ذلك ـ إلى موجتين متتابعتين ، وذلك افتراض تاريخي بغرض الخروج من مأزق التسلسل التاريخي للنصوص واصحابها ، غير ان الموجتين اضطربتا بوجود قليل من عدم التجانس بسبب تأخر بعض النصوص التي كان من المفترض ان تتصدر الموجة الأولى ضمن النصوص المختارة اقصد عبداللطيف الربيع "رحمه الله" وجميل ثابت ماالذي يجعلهما من حيث الترتيب بعد الشاعر علي المقري ، وكم سيكون جميلاً لو تقدما واتى علي المقري في ذيل الموجة الاولى ليمهد للشيباني في مفتتح الموجة الثانية ضمن النصوص المستهدفة بالدرس ، وصعد جميل ثابت إلى الموجة الاولى .. الخ ، مع علمنا ان التجييل في الشعر ليس إلا لاسباب تنظيمية لغرض البحث العلمي ،وحتى ان كانت هذه الملاحظة المنهجية شكلية فإنها لاتخلو من فائدة بحثية اثناء عملية التحليل ان لم تكن على المستوى الفني فعلى المستوى التاريخي .لاشك ان الإرث المتصل بقراءة وتحليل قصيدة النثر محدود والدراسات المعاصرة على المستوى اليمني محدودة ، ولعل من أهمها دراسة الدكتور المقالح " ملامح التجربة المعاصرة لقصيدة النثر في اليمن " والدكتور حاتم الصكر في كتابه " قصيدة النثر في اليمن ، أصوات وأجيال " ، ودراسة اخرى للباحث رياض القرشي ، كان قد نوه اليها عبدالرحمن في تمهيدة لقصيدة النثر في اليمن ، وفصل في دراسة للدكتور عهد فاضل تناول فيه ستة شعراء شباب من اليمن ، وسبب هذه المحدودية يكمن ـ كما اعتقد ـ في ان الحركة النقدية ليست بمنأى عن تطور حركة الشعر، ولتأخر ظهور قصيدة النثر في اليمن قياساً إلى ظهورها في بعض البلدان العربية الاخرى وأوروبا وبالذات فرنسا تأخر نقدها ، ولاسباب اخرى لايتسع المجال هنا لتناولها، وبسبب هذا الوضع فان دراسة عبدالرحمن تتخذ لنفسها مكاناً بين الدراسات الرائدة في مجال تناول قصيدة النثر في اليمن ، خاصة وان الباحث قد استوعب في دراسته اسماء هامة في مضمار قصيدة النثر في اليمن ، اسماء متنوعة الانتماءات على المستويين التاريخي والجغرافي .انطلق الباحث في دراسته الفنية لقصيدة النثر في اليمن ، بعد طوافه التاريخي حول ما كتب عن قصيدة النثر ومحاولات التنظير لها ، من كون قصيدة النثر هي قصيدة التناقضات ، قصيدة التحرر من القوالب الجاهزة أي كانت ، بما في ذلك قيود انسي الحاج وسوزان برنار ، من كونها قصيدة هاربة من شراك التنظير والبلاغة النقدية والسمات المنطقية التي تحكم القصيدة " فما اقترحه الحاج نقلاً عن سوزان برنار أو تلخيصاً لاطروحتها لايلزم جميع كتابها ، أو يمثل تجارب شعراء آخرين بالضرورة " حاتم الصكر ، 2003 ص 12 ذلك لان محتوى تلك الخلاصات ليس إلا اجتهاداً لان قصيدة النثر تستدعي فك الارتباط دائماً مع المنطق ، وحتى السير على هدى الايجاز والكثافة والمجانية والوحدة العضوية ..الخ كشروط تنتظم في اطارها قصيدة النثر لم يعد ممكناً ذلك لان " بعض النصوص ليست "مؤلفة" في المعنى الذي تفهمه سوزان بيرنار ، أي انا لاتعطي الاحساس بعالم مغلق وكامل عضوياً "ميشيل ساندرا 2004 ص 111 .ذلك لان التوتر الدائم والديناميكية والحيوية العالية والفوضى المدمرة احياناً هي السمة الغالبة في حقل انتاج قصيدة النثر ، وكلما انتجت نصاً جديداً عليناا ان نبحث في شكله وابنيته وتراكيبه وايقاعه ، ذلك لان ما بين الشعر وقصيدة النثر " وشيجة حلمية .. حيث لاندري هل اصبح الشعر نثراً ام النثر هو الذي حلم انه صار في القصيدة شعراً " الصكر 2004م ص 5. ولان الامر كما يرى الشاعر قاسم حداد : التقنية صارت شخصية " لاشيء يسعف التجربة اذا لم يكن الشاعر ممتلكاً لطاقته الابداعية المميزة .. اننا جميعاً بلا مكابرة نعيش مرحلة بحث فحسب .. القادمون اجرد منا لصياغة المستقبل الشعري ، فنحن لم نزل في رماد ساخن ، اذا هيئنا للضوء فان الشتاء سيكون عامراً بفاكهة ناضجة .. " ليس هناك قانون سابق سوى شعرية الكتابة "qasim hadad ,com" من مقابلة لشاعر البحرين الكبير لجريدة الحوادث "الشعراء هم بناة العصر ".كما ان الباحث ايضاً قد استطاع ايضاً ان لاينسى ولو لبرهة واحدة ان منهجه التكاملي يتصدره المنهج التاريخي ، كما انه لم يسقط في شرك البلاغة التقليدية ، كما يحدث عند بعض الباحثين حين يعلن عن منهج للدراسة ثم ينحرف عنه باتجاه منهج آخر عند التطبيق ، فبعدالرحمن يتحدث عن الشحنات الانفعالية والايحائية البريئة والمفارقات الدلالية في قصيدة "لينا" للرازحي ولاينسى في الوقت ذاته ان يتحدث عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي الذي كتب الشاعر فيه قصيدته بعد زيارته لما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي "سابقاً" فقد بدأت مؤشرات تخلخل المجتمع السوفيتي مع تربع آخر زعيم على سدة السلطة "جورباتشوف" الذي اتخذ من نظريته لاصلاحية "البرويستريكا" اساساً لتغيير آلية النظام الاجتماعي ، وتحريره من سطوة الجمود العقائدي " هكذا يحلل الباحث بروح المنهج التكاملي الذي ذكره في مقدمة دراسته ، والامر نفسه يتكرر خلال تحليله لقصيدة كل من الشاعرين نجيب مقبل "الارومة جغرافية الدم والهجاية الاولى " وعلي المقري "نص مغلق" ، ومع هذا الاخير انطلق مرجحاً احتمال وجود علاقة بين النص المغلق ، كوحدة مستقلة والوحدة العضوية التي وردت عند سوزان برنار في الاستعراض التاريخي لعملية التقعيد لقصيدة النثر " هل اختار الشاعر علي المقري عنوان "نص مغلق" كاستجابة توكيدية لشرط الوحدة العضوية في قصيدة النثر .. نعتقد ان علي المقري لم يضع هذا الشرط نصب عينيه وهو يكتب قصيدته، وان كان من دون شك واعياً هذا الشرط ... الدراسة ص 523 ـ 254 .وهكذا نلاحظ ان التحليل الفني كان على الدوام ممزوجاً بالتاريخ ، وهو أمر محمود للباحث لانه عمل على استنطاق الفني بالتاريخي تكاملياً .استناداً لما تقدم فان التحليلات التي قام بها الباحث نصوصا معرفية موازية ترقى ـ كما اعتقد ـ إلى مستوى النصوص المختارة للدرس النقدي لديه إلا أنها لم تتعمق كثيراً في البنية الايقاعية لقصيدة النثر في مجرى تحليلها فنياً كعنصر ورد في منهجية التناول النقدي لدى الباحث "ومن البديهي ان قصيدة النثر لا تخلو من الايقاع كعنصر نغمي ، واداة جمالية لها تأثيرها على المتلقي ، مهما تمردت وتحررت من ضوابط وقيود الوزن والقافية ، فهي تستقي ايقاعاتها من منابع اللغة بحسب مقتضى اللحظة الشعورية أو الحالة النفسية "الدراسة ص 227. وهذا الاقتباس يمكن ان يؤدي إلى ورطة منهجية بسبب ديناميكيته العالية ولصعوبة الامساك بالمعرف به "ايقاعات قصيدة النثر " لان الايقاع عموماً في تضاد سافر مع التكرار والوضع فيه يذكر بمقولة الفيلسوف المادي الشهير "هرقليطس " " المرء لايستطيع ان ينزل النهر الواحد مرتين لانه في المرة الثانية ينزل في مياه جديدة« الموسوعة 1973 ص 511 وهو نفس الوضع بالنسبة لقصيدة النثر ، فأنت لاتستطيع ان تنزل في قصيدة النثر مرتين ، والرأي فيما يسمى بالايقاع الداخلي " يتراوح بين افتراضه موجوداً يتخلل العمل دون نمطية أو قوالب ، وانكار وجوده ووصفه بأنه وهم أو اسطورة ويتوسط رأي ثالث بين المتحمسين والمنكرين فيقول بأن وجوده مرهون بتغيير بنية العقل الفكرية الثقافية والنفسية " الصكر 2004 ص 18. ويرى د. جودت فخرالدين ان الحديث عن ايقاع داخلي في قصيدة النثر هو "كلام مضلل" ويرى أنه لامسوغات مقنعة له الصكر 2004 ص 31.ويبدو لي ـ ان معالجة موضوع الايقاع في قصيدة النثر من المواضيع التي مازالت قيد الدرس وتحتاج إلى المزيد منه ، وهو أمر قد ناقشه الباحث في الصفحات "227 ـ 228 ـ 229" دون ان يصل إلى تعريف للايقاع في قصيدة النثر يعتد به تطبيقاً ، فايقاعية قصيدة النثر تارة في الفكر وتارة اخرى في النفس ، وتتجلى مرة في اصوات الحروف وانواعها واخرى في هيكيلة رسم الكلمات وتوزيعها ، وفي التناسب بين البياض والسواد في فضاء الورقة وفي الصورة واحياناً لدى باعث النص واخرى لدى المتلقي ، وعلى الرغم مما قيل فيها فهي ما تزال متروكة للسجال النظري ونتائجه ، وبعيدة عن اطلاق الاحكام بشأنها ، ولأن الأمر كذلك فإنني اظن أننا يجب ان نقف وبتواضع وحذر عند حدود الحديث عن "محددات ايقاعية " حسب تعبير حاتم الصكر مؤخراً ، ولعله التعبير الاكثر واقعية وتلاؤماً مع مجرى نهر الموسيقى في قصيدة النثر ـ لان "وجود الايقاع في نص شعري مموسق ، هو أمر غير متعين أو محدد ، فكيف نراه في رتبة موسيقية ادنى تقف فيها قصيدة النثر المتنازلة عن الموسيقى التقليدية ؟ هذه معضلة في نقد قصيدة النثر حاتم الصكر jehat com من لقاء اجراه معه محمد عيد إبراهيم لجريدة القدس اللندنية بتاريخ 11 /11/2001. ذلك ان مفهوم الايقاع زئبقي" في اطلاقه ، ويكون اكثر خلافية واكثر زئبقية ونحن بصدد قصيدة النثر .وخلاصة القول ان عبدالرحمن ابراهيم قد خاض في الفصل الاخير من دراسته، في أرض بكر، هي ارض قصيدة النثر في اليمن "دراسة فنية" وله أجر الاجتهاد فهو باحث قد ساعدته خبرته الطويلة في الكتابة الشعرية ، ودراسته المتخصصة وزاده الرؤيوي من النظرات والمناهج لكي يتجنب الانزلاق تحت تأثير منهج ضاغط او املاءات سياسية ما.ومازال الدرس النقدي التطبيقي الذي قدمه يحتاج إلى قراءة متأنية متخصصة ، تمكن من استنتاج خلاصة الممارسة النقدية الفنية التي اتبعها في قراءة المتن الشعري لقصيدة النثر في اليمن.