حكايات من ادب شكسبير
إعداد/ تشارلز وماري لامبترجمة / طارق السقاف كان انطوني مع يوليوس عندما دخل الأخير إلى المجلس الأعلى للحكم ولكن وبمجرد مقتل يوليوس غادر انطوني متوجها الى منزله بعدها ذهب خادم انطوني لمقابلة بروتوس وسأله أن كان بإمكان انطوني مقابلة بروتوس بدون إيذاء لمعرفة الأسباب الرئيسة لاغتيال يوليوس فقال بروتوس لخادم انطوني» إن سيدك روماني حكيم وشجاع اطلب منه الحضور وسنخبره وسيعود آمنا إلى بيته»، وعندما وصل انطوني توقف متأملا جثة يوليوس مسجاة على الأرض فقال بحزن عميق» اوه يا يوليوس العظيم، هل هذه هي النهاية؟ هل هذه نهاية العظماء؟» بعدها استدار باتجاه بروتوس وزملائه قائلاً بريبة وحذر بعد أن مسح عنه حزنه» أيها السادة إني لا اعلم ماهي خططكم بعد هذه الفعلة،من هو التالي؟ من سيأتي دوره ليقتل بعد يوليوس؟ ان كان أنا، فاقتلوني الآن بالسيوف نفسها التي لاتزال مدمية لأموت مع يوليوس العظيم» فسارع بروتوس قائلاً محاولا تهدئته وتطمينه « يا انطوني العزيز ان سيوفنا ليست موجهة لك، ان كانت أيدينا مدمية فقلوبنا حزينة، لقد قتلنا يوليوس من اجل المصلحة العليا لروما العظيمة، إننا نحبك كأخ لنا انتظر حتى نخبر الناس بما حدث، بعدها ستعرف لماذا قمت بهذا العمل على الرغم من حبي ليوليوس فقال انطوني وقد بدا وكأنه تأثر بكلام بروتوس أيها الأصدقاء إني لا اشك مطلقا بحكمتكم إنني معكم جميعاً كما أتمنى منكم- بعدها إخباري الأسباب الرئيسة لعملكم هذا لماذا في اعتقادكم كان يوليوس خطراً؟ هل لي بطلب بسيط؟ أيمكنني حمل جثة يوليوس إلى الساحة العامة بحيث أتكلم عنه للعامة بكل خير كصديق» ، لم يعجب هذا الطلب كاسكا، ولكن بروتوس طمأنه قائلاً» ساتحدث للناس أنا اولاً وسأخبرهم بالأسباب التي دفعتنا لتقل يوليوس وساقول بأننا سمحنا لانطوني بالكلام نيابة عن يوليوس: فقال كاسكا بريبة وقلق» لا اعلم ماسيحدث كما إني اشعر بالقلق بعدها غادر بروتوس ورفاقه القاعة تاركين انطوني لوحدة مع جثة يوليوس المسجاة على الأرض نظر انطوني بألم وحزن لجثة يوليوس وبدأ يتحدث معه كما لو انه على قيد الحياة قائلاً: أوه ياسيدي العظيم يوليوس أرجوك سامحني لكوني لم أثار لمقتلك لقد كنت عظيماً لإمبراطورية عظيمة ولكني أعدك باني لن أقف مكتوف اليدين حيال من قتلك، ستكون هناك حرب عظيمة بيننا لنثار لك حتى لو كلفتني هذه الحرب الكثير، إنني أعدك بذلك لن انعم بالراحة حتى اقتل بروتوس وكاسيوس».بعدها مباشرة دخل خادم مبعوثا من شخص يدعى اكتافيوس قيصر وهو ابن أخ يوليوس قيصر ولقد دعاه يوليوس لزيارة روما قبل وفاته واكتافيوس الآن على بعد بضعة أميال خارج المدينة ولم يعرف ماجرى لعمه ذلك الصباح. قال انطوني للخادم « عدو اخبره بما حدث لعمه، ان روما ألان ليست آمنة بالنسبة له. لا، انتظر حتى اخبر الشعب بما حدث عندها تستطيع إخباره بما حدث» في صباح اليوم التالي وفي الساحة العامة اخبر بروتوس عامة الشعب بالأسباب التي أدت لقتل يوليوس فتجمع عدد ضخم من الناس للاستماع فقال بروتوس يا شعب روما العظيم، أردت إخباركم إنني لطالما أحببت يوليوس من أعماق قلبي وكذلك اصاقاؤه وقد اضطررت لقتله لأني أحب روما أكثر لقد أراد السلطة وأراد أن يجعلكم جميعا عبيدا له هل تحبون أن تكونوا عبيداً ليوليوس وهو حي أم أحرارا وهو ميت ؟ إنني مستعد للتضحية بحياتي أن كان ذلك في مصلحة وطننا الغالي روما:، وعند نهاية حديث بروتوس للشعب، دخل مارك انطوني إلى الساحة العامة حاملا جثة يوليوس مع عدد من الخدم حوله في الوقت الذي كان يهتف فيه الشعب» يحيا بروتوس، ليكن هو ملكنا الجديد بدلاً عن يوليوس لنحمله لمنزله»، فقال بروتوس بعد ان تأكد بان كلامه قد أتى مفعوله» اشكر لكم شعوركم الطيب أيها الشعب العظيم سأغادر منزلي بمفردي وقبل مغادرتي استسمحكم عذراً بالبقاء مع انطوني والسماع لما يقوله ولقد سمحنا له بالكلام لمحبتنا ليوليوس وهو صديقة فليتفضل»، فقال احد أفراد الشعب فليتكلم ولكن لايجب عليه ان يشتم الملك بروتوس فقال آخر انه من الأفضل لروما ان يموت يوليوس» سكوت قال الرجل الأول لنسمع ما عند انطوني ليقوله فصرخ جميع الشعب لنسمع مايقوله بدأ مارك انطوني الكلام قائلاً بثبات» أيها الشعب الروماني أيها الأصدقاء أيها الوطنيون الشرفاء ياشعب هذا الوطن العظيم ان الأشياء السيئة التي يقوم بها القادة تعيش بعد حياتهم كما ان الأشياء العظيمة التي قاموا بها تنسى بمجرد موتهم، لقد كان يوليوس صديقي وكان صادقا وعادلاً معي لا استطيع أن أنكر فضله علي، فكان دائماً مايبكي عندما يصرخ المساكين، لقد قال. بروتوس بان يوليوس كان يريد السلطة وتوسيع نفوذه أكثر وأكثر ، ولكني عرضت على يوليوس التاج الملكي للحكم ثلاث مرات ورفضه يوليوس، جميعكم أحب يوليوس في يومٍ ما، وكانت لديكم أسباب وجيهة لمحبته، فلماذا لاتبكون الآن لمقتلة؟ بدأ الشعب بالتحدث بعضهم مع بعض لبرهة، فقال احدهم» لقد ارتكبوا خطأ فاحشا بحق يوليوس « فقال آخر صائحاً» لم يكن هناك من هو أنبل واخلص لصديقة من انطوني انظروا كم اغروقت عيناه بالدموع على صديقة الراحل» فقال انطوني مستأنفا بالأمس كان يوليوس أقوى وأعظم رجل في العالم، وألان هو ملقى على الأرض انظروا إليه استطيع تحريك مشاعركم ضد بروتوس ومافعله هو ورفاقه ولكني لن افعل النهم أبناء روما العظيمة كما إنني ان فعلت ذلك فقد ارتكب خطأ بحق هذا الرجل العظيم المسجاة جثته على الأرض وبحقي ايضاً الآن مبادئنا لاتسمح لنا بقتل إخواننا الرومان» استمر انطوني في كلامه بعد ان أحس بان كلماته كانت لها الأثر الأكبر على سامعيها من عامة الشعب قائلاً» لدي هنا وثيقة كتبها يوليوس إنها وصته بخصوص املاكة بعد وفاته لا أريد قراءتها لكم لان أن فعلت ذلك لكنتم قد قبلتم جثته «ولكن عامة الناس بدأت بالصراخ قائله اقرأها، اقرأها فقال انطوني بدهاء لا ليس من اللائق ان تعلموا إلى أي مدى كان يولويس يحبكم لأني لو فعلت فسوف تغضبون» فعاد الناس بالصراخ بإلحاح قائلين اقرأها اقرأ الوصية إنهم (بروتوس ورفاقه) ليسوا بالرجال النبلاء اقرأ الوصية» فوقف انطوني بجانب الجثة محولا أثارة عاطفة الشعب الى أقصى درجة قائلاً لهم وهو يشير الى الجثة» هنا غرس كاسيوس سيفه، وهنا الثقب الكبير الذي أحدثه كاسكا في جسد يوليوس فصار ينزف بشدة، إما هنا فكان ما أحدثه سيف بروتوس فكان الدم غزيراً، لقد كان بروتوس الصديق المقرب ليوليوس وقد أحبه يوليوس كثيراً وعندما رأي يوليوس بروتوس يطعنه بسيفه سقط يوليوس ويالها من سقطة وكنتيجة لذلك سقطت انا وانتم جميعاً بهذه الفعلة الشنيعة وسيطر هؤلاء القتلة عينا، آه انتم تبكون اخيراً» فصرخ الشعب قائلاً بألم وغضب اوه يايوليوس العظيم، أيها القتلة الأنذال ستدفعون ثمن فعلتكم البشعة، احرقوا منازل القتلة» هنا استوقفهم انطوني قائلاً» لقد نسيتم الوصية هاهي، بموجب هذه الوصية أوصى يوليوس قبل موته بالمال ومقداره خمسة وسبعون لكل مواطن روماني، كما انه ترك لكم كل حدائقه وحقوله لتكون ملكا خالصا لكم ، تأثر الناس كثيراً بهذه الوصية فاختلطت مشاعرهم بالحزن والألم الشديدين ليوليوس وبالكراهية لقتلته فقالوا بغضب يجب علينا حرق منازل القتلة فحملوا جثة يوليوس وغادروا المكان وقد ملاهم الغضب من القتلة بعدها قال انطوني لنفسه لقد بدأت بشيء ما لننظر ماسيترتب عليه من نتائج» أتى الخادم إليه قائلاً « لقد وصل اكتافيوس روما ياسيدي ، لقد خرج كل من بروتوس وكاسيوس من المدينة لقد تبين لبروتوس وكاسيوس كم كان انطوني خطرا عليهم ولكن كان ذلك متاخراً، لذا فأما بجمع جيش وجهزوه لقتال جيش انطوني واكتافيوس بعدها سمع كل من بروتوس وكاسيوس بان انطوني واكتافيوس قد رحلا إلى فيلبي وهي مدينة هادئة بالقرب من جيشهما فقال بروتوس دعنا نغزوا بجيشنا فيلبي مباشرة» فقال كاسيوس» لا أظن بان من الحكمة ان نكون هناك من الأفضل لأعدائنا ان يأتوا هم إلينا فيشعر جنودهم بالإرهاق والتعب عندها نستطيع ان نجهز عليهم بجيشنا رد عليه بروتوس ان جميع الناس بين هنا ومنطقة فيلبي أعداؤنا، فعندما يأتي انطوني الينا سيستطيع جمع اكبر عدد من مؤيديه إلى جيشه أثناء زحفه ألينا ان جيشنا قوي كما عهدناه لذا فإنها فرصتنا التي يجب علينا اغتنامها وإلا سنخسرها للأبد» كان كاسيوس صامتا وبعد تفكير وافق ليذهب هو وبروتوس مع جيشهما لملاقاة العدو. ظل بروتوس مستيقظاً بعد ان غادر كاسيوس خيمته وفجأة ظهر شبح يوليوس لبروتوس فصرخ الأخير قائلاً:لماذا عدت؟» فرد عليه الشبح» لأخبرك بأنك ستراني في فيلبي بعدها غادر الشبح الخيمة بسرعة كما ظهر . كان كل من انطوني واكتافيوس وجيشهما في فيلبي فقال اوكتافيوس وألان يا انطوني لقد تم ما توقعته لقد كنت تخشى بان العدو قد يبقى في أعلى التلال ولكنه قد نزل فرد انطوني إنني اعرفهم جيداً فهم بعملهم هذا يريدوننا ان نعتقد بأنهم ليسوا بخائفين». كان كاسيوس يستعد للمعركة وبدأ مطربا برؤيته للطيور الجارحة تتبع جيشه أينما ذهب وكأنها تنتظر لان تنقض عليهم بعد ان يصبحوا جثثا فقال كاسيوس لبروتوس محذرا ان خسرنا هذه المعركة سوف تقاد كسجين في شوارع روما بصورة مهينة فرد عليه بروتوس بثبات لا ياكاسيوس لاتشغل تفكيرك بهذا فبهذا اليوم سوف ننهي ماقمنا به من قتل ليوليوس في الواقع لا اعلم ان كنت ساقابلك ثانية ولكني أتمنى ذلك ، لذا لا أقول لك وداعا وإنما إلى اللقاء فإذا لا التقينا ثانية بعد انتصارنا سنتذكر هذا جيداً وسنضحك كثيراً، و الآن أقول لك إلى اللقاء»، وبدأت المعركة، فمن ناحية بدأ الأمر وكان جيش انطوني سينتصر ومن ناحية أخرى بدا وكان جيش بروتوس هو الذي سصنتصر، اخيراً بدأ كأن جيش بوتوس هو الذي سنتصر اخيرا بدأ رجال كاسيوس بالتراجع كما اضرم رجال انطوني النار على خيام جند كاسيوس، ورأى كاسيوس بان جيشه يتساقط ويخسر المعركة فلم يكن يرغب في ان يقبض عليه رجال انطوني لذا طلب من احد جنوده ان يقتله ففعل هذا الأخير ما أمر به وجد بروتوس جثة كاسيوس ملقاة على احد التلال ونظر الى سيف صديقة وهو مغروز في قلبه فأدرك الأمر وعرف كم كان صديقة شجاعاً وتذكر شبح يوليوس وأيقن بأنه سيخسر المعركة استمرت المعركة وبدأ جيش بروتوس بالتساقط الواحد تلو الأخر وسمع بروتوس مع بعض من رفاقه بان العدو أصبح قريباً جداً منهم ولكن مثل كاسيوس كان بروتوس شجاعا ففضل الموت على الرب فأمر احد جنوده بان يرفع سيفه بقوة وثبات بعدها رمى بروتوس بنفسه على السيف المرفوع وعند أطلاقة صرخة الموت قال» ان يوليوس ألان راض لم أقتلك ولو بنصف لهفة قتلي لنفسي»، بعد وصول جيش مارك انطوني الى المكان نظر الى جثة بروتوس وهي ملقه على الأرض فقال متاثراً لقد كان أنبل الأعداء جميعاً لقد أراد الآخرون انتزاع السلطة من يوليوس فلم يفكر بشيء الا مصلحة وطنه وشعبه لقد كان بحق رجل عظيم.