“ البشر وليس المال وحده سلاح المستقبل “قضية بحاجة إلى إعادة نظر حتى نستطيع الوصول إلى ما وصل إليه من سبقونا وحققوا نجاحاً وتقدماً ، الفخ الذي وقعت فيه العديد من الدول وبالأخص منها «العربية» عندما تتصور أن مظاهر التقدم والحضارة هو ان تنفق الكثير من المال في مجالات معينة وما تجنيه من النتائج المثمرة أقل بكثير من حجم الإنفاق ، ظناً منهم أن المال وحده يكفي للبناء والنهوض متناسين أزمتنا البارزة في واقعنا الحالي وهي إعادة بناء العنصر البشري.الإنسان هو النواة الأولى لرقي المجتمعات وتقدمها، فهو أعظم مورد وطاقة إنتاجية في الحياة والتركيز على تلك الطاقة من خلال تنمية قدراته وتعزيز ثقافة الوعي والانتماء الوطني وحب العمل وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة واحترام النظم والقوانين ستنعكس إيجاباً علي محيطه ومجتمعه. كيف نغفل عن حقيقة أن الإنسان هو الوسيلة الوحيدة لقيام نهضة حضارية يتوجب أن نعطيه اهتمامنا وعنايتنا منذ نشأته الأولى وتلقينه القيم والمثل والأخلاق الكريمة.إن الغصة تكاد تخنق المرء لعدم الالتفات للإنسان وبنائه من الداخل حيث يعتقد الآخرون أن مظاهر الحضارة والتمدن في إنفاق المال على النهضة والتوسع العمراني من إنشاء مبان ضخمة «عمارات ، فيللات، مراكز تجارية، أبراج».. وآليات فخمة وحديثة وشوارع مزينة بالورود والزهور الطبيعية والأنوار المضيئة والمشاريع العملاقة لبناء الكباري والجسور والأنفاق والاهتمام بكل ما يتعلق بالترف والرفاهية، كل ذلك الشغف لا يمثل أكثر من كونه جسداً دون عقل وشجرة بلا ثمر.. لن يحقق أي نتيجة مرجوة بعيداً عن رغبة الإنسان في الانجاز والتميز وإيمانه بإمكاناته وتفاعله مع محيطه بذلك فقط نصل إلى أهم النتائج بالقضاء على الفساد المستشري في أوصال المجتمع ونمضي قدماً لبناء حضارة متمدنة قائمة على الأخلاق والمبادئ السامية والشعور بالمسؤولية أمام الله والوطن .
|
اتجاهات
المـال وحـده لا يكفـي !!
أخبار متعلقة