إذا اعتقد المسلم أن الصوم واجب عليه ، وركن من خمسة أركان دينه ، وجب عليه عقد النية .. والنية محلها القلب .. والتلفظ بها ليس واجباً بإجماع المسلمين .. وعامة المسلمين إنما يصومون بالنية .. وصومهم صحيح بلا نزاع بين العلماء ، والله اعلم .. حكى ذلك ابن تيمية – رحمه الله – في فتاويه (2/468) .. وقال : (( كل من علم أن غداً من رمضان ، وهو يريد صومه ، فقد نوى الصيام ، سواء تلفظ بالنية ، أو لم يتلفظ))!.. وهذا أول ركني الصيام .. والركن الثاني : هو الإمساك عن المفطرات .. وأول وقتها طلوع الفجر لقوله تعالى : (( .. وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، ثم أتموا الصيام إلى الليل .. )) البقرة – 187 – فإذا شك الصائم : هل طلع الفجر ؟ أو لم يطلع ؟ فله أن يأكل ويشرب حتى يتبين الطلوع .. ولو علم بعد ذلك انه أكل بعد طلوع الفجر ، ففي وجوب القضاء عليه نزاع .. والأظهر انه لا قضاء عليه ، وهو الثابت عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وقال به طائفة من السلف والخلف .. وقال الأئمة الأربعة بالقضاء ، والله أعلم . ودليل عدم القضاء عندي – بعد الاستدلال بفعل عمر ، قوله تعالى : (( ولا جناح عليكم فيما اخطاتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم.. )) الأحزاب – 5 – وقال على لسان المؤمنين : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .. )) البقرة – 288 – وقال صلى الله عليه وسلم : (( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ..)) فإذا صار الصائم ملتزماً أركان صيامه فقد تم صومه ، ولله الحمد. ويسقط وجوب الصيام على المريض والمسافر .. ويجب عليهما القضاء .. وتفطر المرأة الحامل إذا خافت على جنينها .. وتقضي عن كل يوم يوما .. وتطعم عن كل يوم مسكيناً .. لقوله تعالى : .. وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )) وكذلك المرضع ، إذا خافت انقطاع الدر على رضيعها ويرى عبدالله بن عمر ، وعبدالله بن عباس – أن الحامل والمرضع تفطران .. وعليهما الفدية ، ولا يجب عليهما القضاء .. وفي مسند (( البزار )) : كان ابن عباس يقول لام ( ولد حبلى ) : (( أنت بمنزلة الذي لا يطيقه ، فعليك الفداء ، ولا قضاء عليك )) وقد صحح الدارقطني هذا الأثر .. والله أعلم !
|
رمضانيات
الصيام .. والصائم !
أخبار متعلقة