صنعاء /سبأ:كشفت دراسة يمنية حديثة أن عدد الموانئ اليمنية القديمة قبل الإسلام كانت 22 ميناء اهمها ميناء المخا ( موزع) وعدن, وقنا في حضرموت وسمهرم( خروري) في عمان, وان معظمها كانت مصائد للأسماك.وأظهرت الدراسة التي نالت بها الباحثة ذكرى عبد الملك المطهر درجة الدكتوراه بتقدير عام جيد جدا من قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عدن أن هذه الموانئ الخمسة كان تمثل حلقة وصل بين اليمن والعالم الخارجي, وانها محطة للتبادل التجاري مع العالم.وقالت:» أن هذه الموانئ جرى فيها تبادل للسلع التي كانت أبرزها في الصادرات اللبان والبخور, والواردات التي أهمها الأقمشة والأواني الفخارية والزجاجية, من الهند ومصر وعمان, وغيرها من الدول.كما كشفت دراسة وجود عدد كبير من الموانئ الصغيرة اليمنية قديما والتي لم تصل إلى مستوى الموانئ الكبيرة ومنها الشحر، شرمة ، مصينعة ، شروين، راس فرتك، دمقوت، ريسوت، وميناء جزيرة سقطرى..مؤكدة أن هذه الموانئ كانت تخدم التجارة المحلية.الدراسة التي حصلت عليها وكالة الانباء اليمنية/سبأ/ أشارت إلى أن الدراسات الأثرية لمخلفات تلك الموانئ في عدد من المواقع الأثرية أثبتت وجودها.وتناولت الدراسة الموانئ اليمنية القديمة المهمة وتحديدا ميناءي المخا و اوكيلس وقنا وسمهرم، وأوضحت أن أقدم ميناء هو المخا كان خلال القرن الرابع الميلادي في عهد الملك «كرب ايل وتر « ملك «سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت»، فيما أشارت إلى انه لم تذكر اوكيلس في نقوش المسند ولكنها ذكرت في المصادر الكلاسيكية كمرسى للسفن القادمة من الشمال أو الصاعدة من الجنوب.وأظهرت الدراسة أن ميناء المخا كان صالحا لترسو السفن فيه بعكس كثير من المناطق الساحلية الأخرى للبحر الأحمر، بالإضافة إلى قربه من الحبشة وتميز الأراضي المجاورة له في السهل الغربي لجنوب الجزيرة العربية بالزراعة حيث تنتهي الأودية الكبيرة في موزع وما يعني ذلك من توفر للمياه والتربة الجيدة اللتين أدتا إلى تجمع السكان أما للصيد أو للزراعة أولا ومن ثم التجارة فيما بعد.وبحسب الدراسة فان الدارسين اختلفوا في ذكر المخا وموزع وبما أن موزع منطقة داخلية وليست ميناء فان ذكر الكلاسيكيين لها وإهمالهم المخا يعني أن تحولا يجهل طبيعته قد حصل واكسب موزع الأهمية الأولى وقد يكون المخا مرسى لموزع وان إقامة التجار فيها سببا في شهرة المدينة على ساحلها.وبينت الدراسة انه مع نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي أصبحت قنا من اكبر موانئ ممالك اليمن القديم وتأثر الميناء بالصراع الداخلي في مملكة حضرموت وفي القرن الرابع الميلادي استطاع الملك شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان إخضاع أجزاء كثيرة من حضرموت خاصة أجزائها الجنوبية الساحلية ومنافذها على البحر واستمرت تمارس دورها تحت الحكم الحميري.وارتبط إنشاء ميناء قنا مطلع القرن الأول الميلادي بتجارة اللبان وتوسع التجارة البحرية المعتادة بين الرومان ومصر والهند وتميز الميناء بموقعه الاستراتيجي وخلفيته من مناطق حيوية زراعية منتجة، وأصبح ميناء حضرموت ومنفذها الرئيس ولأهميته في النشاط التجاري فقد حرصت السلطة على ربط الميناء بالداخل بشبكة طرق جيدة للقوافل.ولفتت الدراسة أن النقوش المسندية ذكرت ميناء سمهرم دون معظمها في عهد الملك الحضرمي ايل عز يلط الأول والذي أراد أن يمد نفوذه إلى منطقة اللبان وان ينشئ في الوقت نفسه ميناء لتصديره وسرعان ما تطور غير انه عانى من التدهور بسبب الأزمة السياسية في مملكة حضرموت وارتبطت نهايته بانتهاء الاستقلال السياسي لحضرموت.وبينت الدراسة أن الميزة التجارية للموانئ اليمنية واحتكارها التجارة العالمية واهم بضائع العصر أدت إلى نشوء حالة من التنافس بين الممالك اليمنية القديمة على الموانئ .. مرجعة أهمية هذه الموانئ إلى وظيفتها التجارية التي تعد متنفساً لتصدير فائض إنتاج المنطقة الخلفية وتامين حاجات المجتمع من السلع ، مؤكدة قدرات اليمنيين في تحقيق توازن بين الإمكانيات الاقتصادية والإنسان والإفادة من شاطئ اليمن مع شعوب وأقوام كثيرة في تداول المعارف مثل ركوب البحار والاتجار مع البلدان الأخرى.
22 ميناء يمنياً قديماً خدم التجارة المحلية والعالمية
أخبار متعلقة