الرباط / متابعات:تفتقت عبقرية بعض الشباب المغربي الذي يعمل في مجال تهريب السلع بين الحدود المغربية الجزائرية عن فكرة طريفة وفعالة لتفادي حجز البضائع المُهربة من الجهتين.ويستعمل هؤلاء المهربون الحمير وحدها دون ركوبها كوسيلة لتهريب السلع لاسيما البنزين والوقود المُهرب من الجزائر بسبب إغلاق الحدود المغربية الجزائرية.ويُذكر أن الحدود المغربية الجزائرية فتحت لأول مرة منذ إغلاقها في بداية التسعينات، في شهر شباط (فبراير) من السنة المنصرمة من أجل عبور المساعدات الإنسانية لغزة، لكنها أغلقت مرة أخرى حتى الآن. واهتدى المهربون عبر الحدود البرية المُغلقة إلى حيلة استخدام الحمير لحمل البضائع المهربة خاصة في فترات اشتداد دوريات مراقبة الحدود على أنشطة وحيل المهربين من الجانبين معاً.ويقوم المهربون المغاربة باتفاق مع زملائهم الجزائريين بتوجيه الحمار من خلال جهاز تشغيل الصوت walkman وسماعات صوتية يتم وضعها على أذنيه، فيسمع أوامر صاحبه بصوت جهوري بأن يواصل السير ولا يتوقف أبداً مهما حدث.ويحكي أحد الذين اشتغلوا سابقاً في تهريب السلع عبر حدود البلدين الجارين أن هذه الحيلة الطريفة فعالة وتؤتي ثمارها بفضل معرفة الحمار لتضاريس المنطقة ومسالكها الجبلية الصعبة.وأضاف أن طريقة جعل الجهاز الصوتي في أذني الحمار لا تجدي نفعاً خاصة إذا ما وجد هذا الحيوان في طريقه إلى الجانب الآخر حراس الحدود الذين يعتقلون الحمار ويحتجزون البضائع، وأحياناً قد يردونه قتيلاً إذا لم يرغب في التوقف.وزيادة على توجيه الحمار من خلال سماعات صوتية، ينفذ بعض المهربين طريقة في غاية الدهاء، مفادها ترويض الحمير للفرار عند رؤية اللون الأزرق ـ وهو لون البذلة الرسمية لرجال مراقبة الحدود، حيث يقوم الشخص المهرب صاحب الحمار بارتداء اللون الأزرق، ثم يضربه ويعنفه بشكل كبير إلى أن يصاب الحيوان المسكين بخوف شديد وبالفوبيا من أي شيء لونه أزرق. وهكذا يطلق المُهرب الحمار ليسير وحده، وفي أذنيه سماعات صوتية مُسجل فيها أوامر صاحبه بالمشي، إلى أن يصل إلى الوجهة الثانية لتفريغ الحمولة من البضاعة المُهربة، لكن حين يبصر الحمار رجال المراقبة ببذلتهم الزرقاء فإنه يطلق أطرافه للريح هلعاً من اللون الأزرق. ويعلق محمد بركة، الباحث المهتم بقضية الحدود المغربية الجزائرية، على هذه الطرق الطريفة بكونها تخرج من رحم معاناة عشرات الشباب الذين لم يجدوا سُبل العيش الممكنة، فلجأوا إلى تهريب السلع بين الحدود لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم.واستطرد بركة أن المخاطر التي تعتري مغامرة التهريب واحتمال الاعتقال من طرف رجال الأمن أدت إلى ابتكار طريقة الحمير التي تسير وحدها إلى وجهتها المعلومة لاستبدال البضائع بين الطرفين.ويخلص الباحث المغربي إلى أن المهرب يعتقد بذلك أنها الطريقة الأخف ضرراً حيث بالنسبة له يعتبر حجز سلعته فوق ظهر الحمار أفضل من اعتقاله هو لو كان برفقة دابته.وكتب الصحافي الساخر رشيد نيني حول هذه الطريقة واصفاً هذه الحمير بأنها حمير عابرة للحدود وبكونها ذكية وليست غبية أبداً، مضيفاً أنها أضحت هدفاً لحراس الحدود الجزائريين، فلا تصل حمولتها إلى المكان المتفق عليه.وبسخريته المعتادة، طالب نيني الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو، المعروفة بنصرتها للحيوانات، بأن “تنكب على ملف هذه الحمير المغربية المغتالة غدراً على الحدود”.ونادى الحكومة بالاهتمام بمصير الحمير، خصوصاً أن المغرب يعد من أهم مصدري الحمير في العالم، حيث يصدر سنوياً إلى إسبانيا وفرنسا حوالي 1500 حمار أصيل.وتتكون البضائع المهربة من الجزائر إلى المغرب أساساً من البنزين والوقود والحليب، في حين تشتمل السلع المهربة من المغرب إلى الجزائر على الخضر والفواكه والسكر وغيرها من البضائع.