غضون
- أعترف أني في بعض القضايا لا أستطيع أن أكون محايداً.. أعني القضايا التي تتطلب اتخاذ مواقف واضحة ولا تحتمل المجاملة والمداهنة والتملق.. مثل قضية الإرهاب وقضية الانتماء الوطني والمصالح العليا أو العامة.. كيف يمكن للمرء أن يقف موقفاً محايداً تجاه الإرهاب أو أن يسكت عن سلوك قولي أو فعلي مؤذ للكرامة الوطنية أو المصلحة العامة..؟ لا أستطيع أن أقف موقف المحايد أو موقف الشيطان الأخرس تجاه دعاة الكراهية والمناطقية مثلاً.. بالطبع أنا لا أزايد أو أتعالى لأني في هذا الأمر أشعر أني واحد من بين أكثر من 22 مليون مواطن لديهم نفس الاقتناع أو العقيدة، ولا يخرج عن هذا الطابور الكبير سوى عدد من الأفراد هم حالات استثنائية.- الأسطر السابقة استطالت أكبر مما ينبغي لأني كما يبدو لم أحسن تقديم الفكرة التالية بعبارات موجزة.. والفكرة هي أن لا تبقى محايداً في قضايا تقتضي المصلحة العامة منك أن يكون الخيار الوحيد أمامك هو الانحياز لها..ومرة ثانية يبدو أني أطيل الكلام ولم أصل إلى المقصود.. وهذا المقصود هو أن نبقى محايدين في القضايا المنظورة أمام القضاء.. لنترك القضاء يقرر ويجب أن نثق به..- هذا لا يعني الصمت.. فمن حق الصحفيين والكتاب أن ينقلوا للجمهور ما يدور في جلسات المحاكم.. وناقل الرسالة هنا يجب أن ينقلها كما هي وأن لا يتحيز لا للمتهم ولا للنيابة ولا للشرطة ولا للقاضي.. بمعنى أن لا يضمن الرسالة آراء شخصية لكي يوجه المتلقي لتبني موقف معين..- سأحاول الآن الإيجاز لأن المساحة لم تعد تتسع لكلمات كثيرة.. فعلى سبيل المثال كانت صحف توجه سهامها نحو المنشأة النفطية في حجيف ثم وقفت ضد الإجراء الذي اتخذته هيئة مكافحة الفساد ثم رحبت بحكم المحكمة الابتدائية وأخيراً نقض الاستئناف في الحكم الابتدائي ورحب به آخرون.. بينما المطلوب هنا هو الحياد.