غزة / متابعات :تمكن عدد من الشبان الفلسطينيين من الوصول بإمكانياتهم المتواضعة إلى العالمية بعد قبول لجنة الاختيار فيلما وثائقيا جديدا لهم مع 52 فيلما آخر من بين أكثر من ألفي فيلم اختيرت للمشاركة في منافسة الفيلم القصير الدولي الثاني عشر لمهرجان ميلانو السينمائي بإيطاليا.ويتناول فيلم “الاتصال الأخير” مشاعر أفراد وجيران عوائل فلسطينية تلقى أصحابها اتصالا هاتفيا من ضابط مخابرات إسرائيلي يطالبهم في ساعات الليل المتأخرة بالخروج السريع من بيتهم خلال دقائق تمهيدا لقصفه من قبل الطيران الحربي.ومن بين مشاهد الفيلم طفلة فلسطينية تروي لحظة الخوف والفزع الذي تملك عائلة صديقتها عندما أخبرهم الوالد بالاتصال الذي حول حياتهم إلى كابوس خلال ثوان كانت كفيلة بالقضاء على أحلام العائلة التي خرجت إلى الشارع مذعورة بحثا عن ملجأ آمن.أسئلة كثيرةكما يسلط الفيلم الضوء على حالة الذعر الشديد التي أصيبت بها طفلة فلسطينية أخرى تبادر إلى الحديث عن خوفها على المنزل.إضافة إلى أسئلة كثيرة تدور في مخيلة كل من عاش مثل هذه اللحظات الصعبة في قطاع غزة حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية نحو خمسين بيتا إلى أن أوقف الفلسطينيون القصف عندما أخذوا يتجمعون في أي بيت تهدد إسرائيل بقصفه.ويقول مخرج الفيلم عوض أبو الخير إن حديث زميله المصور والمنتج يعقوب أبو غلوه عن معايشته الحية لحال المواطنين المهددة بيوتهم بالقصف، ولد لديه إصرارا وتحديا لإخراج فليم يظهر معاناة هذه الشريحة من الناس.وأضاف أن الفيلم يمثل “صفعة على وجه المشاهد الذي يعطي مبررا وذريعة للاحتلال ليمارس إرهاب الدولة المبرمج والمنظم ضد مدنيين عزل من أطفال ونساء وشيوخ تحولت حياتهم إلى كابوس مزعج، تتجدد لحظاته كلما رن جرس الهاتف”.ويذكر أبو الخير أنه تمكن ورفاقه من إنجاز الفيلم بإمكانات متواضعة جدا، لافتا إلى أن الكاميرا المستخدمة لم تكن سينمائية “ومع هذا تمكنا من إنتاج الفيلم بتكنيك السينما”.وأكد أنه رغم كل ذلك فإن اللغة السينمائية كانت عالية وواضحة تصل في درجة وضوحها إلى المستوى العالمي، معبرا عن أمله أن يحالف الفوز الفيلم الذي شارك في إعداده نخبة الشباب الفلسطيني الطموح والمبدع.[c1]* استفادة من التجربة :[/c]وبدوره استفاد يعقوب أبو غلوه الذي يعمل مصورا تلفزيونيا في وكالة أسوشيتد برس من تجربته التي اكتسبها خلال تغطيته للأحداث الدامية بين الاحتلال والمواطنين، ومعايشته قصص الفلسطينيين المأسوية في إنتاج الفيلم.ويقول أبو غلوه إن تكرار مشاهد المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين كان المحرك الرئيسي لإنتاج الفيلم ليكون بمثابة توثيق للحالة التي يعيشها الفلسطيني من رعب وخوف في بلده.وأشار إلى أن قربه من الكثير ممن تلقوا الاتصال بالإخلاء ومعايشته لمعاناتهم دفعه إلى جمع ما لديه ولدى زملائه من مشاهد أغنت الفيلم وأثرته بالكثير من اللقطات المؤثرة.وذكر المنتج الشاب أن المعاناة الحقيقية التي واجهته وزملاءه كانت عند محاولتهم إيصال الفيلم إلى ميلانو، مشيرا إلى أن إغلاق المعابر الحدودية أعاق وصوله في الوقت المحدد واستغرق الكثير من الجهد والاتصالات المكثفة بغية تأمين وصول النسخة الأصلية للفيلم، التي نجحوا في نهاية المطاف من تأمينها عبر بريد دولي خاص.
|
رياضة
الاتصال الأخير.. فيلم فلسطيني بمهرجان ميلانو السينمائي
أخبار متعلقة