فلسطين المحتلة/عواصم/14 أكتوبر/محمد السعدي: أبدى الفلسطينيون يوم أمس الاثنين غضبهم إزاء الشروط التي فرضها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبرام اتفاق سلام ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية حظي باستحسان حذر في واشنطن وبروكسل لقبوله على الأقل إقامة دولة فلسطينية.واستجاب نتنياهو في خطاب ألقاه يوم الأحد للضغوط التي مارستها واشنطن على مدى أسابيع ووافق للمرة الأولى على إقامة دولة فلسطينية شريطة أن تحصل إسرائيل على ضمانات دولية مسبقة بأن الدولة الجديدة ستكون منزوعة السلاح.وغضب الفلسطينيون من مطالبة نتنياهو لهم بأن يعترفوا أولا بإسرائيل كدولة يهودية ورفضه وقف التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية المحتلة.وقال ياسر عبد ربه مستشار عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “على المجتمع الدولي مواجهة هذه السياسة التي يريد من خلالها (نتنياهو) أن يقضي على أي فرصة للسلام، “على المجتمع الدولي عزل هذه السياسة التي يسير عليها نتنياهو وممارسة الضغط عليه بكل الوسائل حتى يلتزم بالشرعية الدولية وبخارطة الطريق” مشيرا إلى الخطة التي طرحت عام 2003 وتؤيدها الولايات المتحدة والقوى العالمية لإقرار السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.وأشار الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة أمام وحدات القوات الخاصة بالقوات المسلحة المصرية أن الدعوة للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية “يزيد من تعقيد الأمور ويجهض فرص السلام.”ويرى الفلسطينيون أن الاعتراف بذلك سيقضي على فرص عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ما تعرف اليوم بإسرائيل.ووصف البيت الأبيض خطاب نتنياهو بأنه “خطوة مهمة للأمام” نحو تطبيق رؤية اوباما للسلام.وذكر الاتحاد الأوروبي انه “خطوة في الاتجاه الصحيح” ولكنه قال انه ليس كافيا لرفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لمستوى أعلى.وفي مقابلة مع محطة تلفزيون أمريكية يوم أمس الاثنين قال نتنياهو انه يأمل في تضييق الخلافات بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن المستوطنات.ودعا اوباما لتجميد الاستيطان بشكل كامل لكن نتنياهو يريد مواصلة البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.وأوضح نتنياهو لمحطة (ان.بي.سي) “نحاول أنا والرئيس أوباما التوصل لفهم مشترك بشأن ذلك. اعتقد إننا سنجد أرضية مشتركة.”وتعهد نتنياهو بالاحتفاظ بالقدس الموحدة كاملة كعاصمة لإسرائيل في تحد لمطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية العربية عاصمة لدولتهم كما أحجم عن الخوض فيما إذا كانت إسرائيل ستزيل مستوطنات الضفة الغربية.واستبعد عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل كما طالب عباس بأن يفرض سلطته على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية طالب الوسطاء بتحدي نتنياهو لمعرفة ما إذا كان مستعدا للتصدي للقضايا المتعلقة بالأرض مثل الحدود والقدس والمستوطنات.ونوه عريقات “نتنياهو يتحدث عن مفاوضات وعن كنتونات.. كنتون دولة فلسطين بعلم ونشيد.. دولة بدون حدود بدون سيادة بدون عاصمة.”واستقبل خطاب نتنياهو بحذر من مختلف الأطياف السياسية في إسرائيل التي شهدت نحو عقدين من المحادثات المتقطعة بشأن “حل الدولتين” وهو مفهوم كان زعيم حزب ليكود قد أحجم عن تبنيه لفترة طويلة.واتهم العديد من أعضاء حزب ليكود في البرلمان نتنياهو بخرق سياسة الحزب ولكن من المستبعد حدوث تمرد واسع النطاق داخل الحزب أو أي خلافات بين وزراء ليكود في الحكومة.