قوات التحالف تقتل 26 مسلحا في جنوب العراق
بغداد/ 14 أكتوبر/رويترز: اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أطرافا سياسية عراقية بالعمل مع مخابرات دول إقليمية ودولية من اجل إسقاط الحكومة وقال ان التأمرعلى حكومته هو تأمر على العراق.وقال المالكي في لقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف العراقية يوم الأحد أذيع أمس الاثنين ان مرونة العملية الديمقراطية في العراق والتي تسمح للآخرين بالتحرك بحرية "لا تسمح لهم الاتفاق مع مخابرات الدول الإقليمية والدولية." وأضاف "التواطؤ مع الدول الأخرى على حساب العملية الديمقراطية خارج عن الديمقراطية."، ومضى يقول "ان من يتآمر على الحكومة المنتخبة وحكومة وحدة وطنية هو تأمر على العراق."كانت القائمة العراقية التابعة لرئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي والحزب الإسلامي العراقي الذي يرأسه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أعلنتا في وقت سابق عن نيتهما تشكيل جبهة سياسية جديدة وصفتها كتل برلمانية اخرى انها تضم أعضاء سابقين في حزب البعث المنحل.ووصفت الكتلة الكردية التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين في وقت سابق الجبهة بأنها "تضم أسماء خونة للشعب الكردي... وعناصر شوفينية معادية لحقوق وتطلعات الشعب العراقي بقوميتيه الرئيسيتين العربية والكردية."وانتقد الائتلاف الشيعي تشكيل الجبهة وقال أنها محاولة للانقلاب على الحكومة.واتهمت هذه القوى الحزب الإسلامي والقائمة العراقية بعقد اجتماع خارج العراق لإنشاء جبهتهما "تحت رعاية دولة مخابرات دولة اجنبية" وان الهدف هو إنشاء جبهة سياسية "تعادي المسيرة الديمقراطية للشعب العراقي ونسف منجزاته الدستورية."وقال المالكي "ان الذين يتآمرون على العراق هم ليسوا بعيدين عن الضوء بل أنهم تحت الضوء... أردت ان أدق ناقوس خطر وجرس إنذار بوجه المتآمرين."ودعا المالكي هذه الأطراف الى التوقف مهددا باتخاذ إجراءات وقال "اذا لم تتوقف عملية التامر... ليس فقط سنكشف عن الأسماء بل سنتخذ الإجراءات." واضاف "انا اعتقد اننا في مرحلة تحتاج الى المزيد من ضبط النفس ومزيد من اعطاء الفرص للذين تورطوا من السياسيين في ممارسات وأعمال وفرشوا السجادة الحمراء لتدخلات المخابرات الإقليمية والدولية في العراق."وكشف المالكي عن إجراءات قال أنها بدأت منذ يوم السبت وأسفرت عن "اعتقال بعض الذين يعملون لصالح هذه القوى السياسية والمرتبطين مع بعض الدول الإقليمية." وأضاف "الآن هم في طريقهم إلى بغداد من اجل التحقيق معهم."كانت القائمة العراقية والحزب الإسلامي قد استنكرتا هذه الانتقادات وقال الحزب الإسلامي في بيان قبل أسبوعين ان الهدف من إنشاء الجبهة هو "تأسيس تحالف واسع تحت قبة البرلمان.. وبعيدا عن التخندق الطائفي والقومي." وأضاف البيان "لن نتآمر وإنما نعمل تحت مظلة القانون وفي وضح النهار وليس عندنا شيء نخفيه عن شعبنا."ولم يتم حتى الآن الإعلان عن الجبهة الجديدة وقد علل الحزب الإسلامي سبب التأخير في بيانه بالقول انه ياتي في سياق "الحرص على مشاركة الجميع دون استثناء احد أو إقصائه." على صعيد آخر قال الجيش الأمريكي إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قتلت نحو 26 "مسلحا" بعد تعرضها لهجوم مكثف من جانب مسلحين شيعة خلال غارات في محافظة ميسان بجنوب العراق فجر أمس الاثنين.وقال مسؤول في مكتب مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي المعادي للولايات المتحدة في مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان إن 17 من أعضاء جيش المهدي التابع للصدر قتلوا وإن 45 آخرين أصيبوا.وهذه واحدة من أعنف المواجهات بين قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة وجيش المهدي التابع للصدر منذ بدء حملة أمنية في العراق قبل أربعة أشهر.وقال مسؤولون محليون إن القوات البريطانية والعراقية شاركت في الغارات في العمارة وفي بلدة مجر الكبير القريبة والتي قال الجيش الأمريكي إنها استهدفت مسلحين يقومون بتهريب الأسلحة من إيران الى العراق.وصرح اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث العسكري الأمريكي بأن القوات الأمريكية شاركت أيضا في العملية التي وصفها بأنها واحدة من أكبر العمليات خارج العاصمة العراقية بغداد منذ أشهر ضد شبكات تسعى لتهريب الأسلحة من إيران الى العراق.ولمحافظة ميسان حدود مشتركة طويلة مع إيران الشيعية التي تتهمها واشنطن بتسليح الميليشيات الشيعية في العراق وتدريبها. وتنفي طهران الاتهام.وقال الجيش الأمريكي في بيان إنه خلال العمليات تعرضت قوات التحالف لنيران أسلحة صغيرة كثيفة وهجمات بقذائف صاروخية في العمارة ومجر الكبير.وقال البيان "باستخدام التصعيد المناسب للإجراءات اضطرت القوات البرية لطلب الدعم الجوي القريب وقتل 20 إرهابيا على الأقل".وذكر المسؤول في مكتب الصدر في العمارة ان أعضاء في جيش المهدي قتلوا في مجر الكبير. وتنشط ميليشيا جيش المهدي في جنوب العراق بالإضافة الى معقلها في حي مدينة الصدر ببغداد.وفي الناصرية المجاورة لمحافظة ميسان تدور مواجهات مسلحة مماثلة بين عناصر من جيش المهدي من جهة وقوات الجيش والشرطة العراقية من جهة أخرى وسط المدينة. وفي بغداد قتل سبعة أشخاص وأصيب 25 آخرون لدى انفجار سيارتين مفخختين قرب محطة للوقود وفق ما ذكرت مصادر الشرطة التي قالت إن الضحايا كانوا في طابور لشراء الوقود.وفي هجوم آخر قتل عقيد في وزارة الداخلية العراقية وأصيب اثنان من حراسه في كمين تعرض له موكبه، كما قتل أربعة مدنيين عراقيين وأصيب 13 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في سوق للخضار في الفلوجة.