مع الأحداث
أعلن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الأسبوع الماضي عن تطهير مديرية بني حشيش وبعض المديريات في محافظة صعدة من عناصر الفتنة والتخريب والإرهاب الخارجة على النظام والقانون والتي عاثت فساداً في حياة المواطنين وأخلت بالأمن والسكينة العامة وقامت بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.ولئن كانت قواتنا المسلحة والأمن قد تعاملت بالحسنى وبالكثير من اللين في إطار أخلاقيات التسامح والتي زادت عناصر الفتنة والتخريب والإرهاب عتواً ونفوراً فقد وجدت نفسها أمام تصعيد الأعمال الغادرة والجبانة من قبل عناصر الفتنة والتمرد الذين يريدون إعادة شعبنا إلى عهد ما قبل الثورة التي تحرر بها شعبنا من الاستبداد الإمامي والاستعمار مضطرة للقيام بواجباتها في العمل على إعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الاجتماعي وقطع دابر الأعمال الإجرامية التي طالت حتى المصلين وممارسة الاغتيالات الجبانة للمشائخ والوجهات الاجتماعية في أنحاء محافظة صعدة وقطع الطرقات والتمادي بإيذاء المواطنين في بعض المديريات وتهديد حياتهم حتى هجروا منازلهم وقراهم وقبلوا بالتشرد حفاظاً على حياة أسرهم بعد أن رأوا بأم أعينهم أبشع أساليب الإرهاب التي يمارسونها في إزهاق الأرواح حيث يضعون من لا يواليهم في شوالات ثم يحكمون ربطها والقيام بضرب الضحية حتى يفارق الحياة أو يلقون ببعض أطفالهم من قمم الجبال وذلك من أجل إرهاب المواطنين وإرغامهم على الإذعان لمشيئتهم ولا ننسى هنا أن نعيد إلى الذاكرة أن القيادة السياسية والحكومة قد عملت رغم كل شيء بكل السبل والوسائل على إعادة عناصر الفتنة والتخريب والإرهاب إلى طريق الصواب وشكلت لجاناً متعددة من العلماء ومن مجلس النواب ومن الأحزاب والشخصيات الاجتماعية لحمل عناصر الفتنة على الرجوع عن غيهم واحترام النظام والقانون بل ورحبت الحكومة بالمساعي القطرية الطيبة وذلك من أجل حقن الدماء وليعودوا مواطنين صالحين كغيرهم من المواطنين لكنهم ظلوا يراوغون ويلفون ويدورون ويطرحون شروطاً جديدة في كل مرة بغرض كسب الوقت وكإجراء تكتيكي يتيح لهم كسب المزيد من المؤن والذخائر والأسلحة حتى أنسوا في أنفسهم القوة وانطلقوا لتوسيع نطاق عملياتهم الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الخوف.. وسولت لهم خيالاتهم المريضة أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافهم الشريرة في إعادة اليمن إلى عهود التخلف والظلام الإمامي ولم يحسبوا أن القوات المسلحة وقوى الأمن والأجهزة الأمنية قادرة على تحطيمهم حيثما يكونون .وأن الجبال التي أجبر بسطاء المواطنين على حفر الأنفاق فيها لم تعصمهم أو تحميهم من ضربات قواتنا المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء وإذا كانت القيادة السياسية والحكومة قد حرصت على أن يظل خيار القوة آخر الخيارات على مدى أربع سنوات فقد صار لزاماً بعد أن صعدت عناصر الفتنة والتمرد والإرهاب جرائم التقطع والاغتيالات والاعتداءات الغادرة على جنود الأمن والقوات المسلحة في مواقعهم. مجابهتهم وملاحقتهم حتى يسلموا أسلحتهم ويخضعوا لسلطات الدولة ولم ولن ينفعهم الذين أمدوهم بالأموال ولم ولن ينأوا بهم عن المصير المحتوم تلك العناصر الرديفة لهم في نشاطاتهم الإجرامية التي تبث شائعات سوداء تهدف في مقدمة ما تهدف إليه ضرب المعنويات بما في ذلك معنويات القوات المسلحة والأمن ولن تفلح طروحات بعض الأقلام الرخيصة التي تبحث عن ذرائع لمختلف جرائم القتل والغدر والخيانة وتشوه على قاعدة الاختلاف إلى العهد الإمامي الكهنوتي الذي تم القضاء عليه نهائياً في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م والذي أقام عليه شعبنا نظامه الجمهوري الخالد الذي ضحى في سبيل الدفاع عنه بمئات الآلاف من الشباب الذين حققوا بتضحياتهم الغالية النصر الناجز والحازم بدحر حصار السبعين يوماً في فبراير عام 1968م والذي ولت فيه خفافيش الظلام إلى الأبد مدحورة مذمومة . نشير إلى ذلك أن شعبنا الذي انتصر لإرادته للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية لم ولن تقهر إرادته فقد أصبح بفضل وعيه الإنساني والاجتماعي وبتاريخه العظيم وميراثه الحضاري وبما صدره من مآثر عظيمة في ظل الإسلام وإيمانه بحقه في العيش حراً كريماً سيداً على نفسه أقدر على المواجهات والدسائس والتحديات أي كان نوعها ولونها وأهدافها ولن يعود الشعب اليمني الموحد إلى تحمل مثل الاستبداد الأمامي والهيمنة الاستعمارية بعد أن صار أبناؤه أحراراً في صدورهم وعقولهم .لذا نجد أن أبناء القبائل الأبطال يسابقون للوقوف جنباً إلى جنب القوات المسلحة والأمن في التصدي لعناصر الفتنة والتمرد والتخريب والإرهاب حيثما كانوا. والذي نعلمه جيداً أنه سبق وأن خططوا كما رأينا خلال الأيام القليلة الماضية لتفجير الأوضاع الأمنية في بعض المحافظات الأخرى لتخفيف الضغط على قواهم في بعض مديريات محافظة صعدة ولكن هيهات لهم ذلك فقد أحبطت مخططاتهم في حرف سفيان وفي مديرية بني حشيش وسيتم تطهير أي منطقة قد يظهرون فيها ولن يجدوا مفراً من النهاية التي اختاروها لأنفسهم .وكلمة أخيرة نهمس بها في آذان المتأيلسين المذبذبين سواء في مؤسسات الدولة أو الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني الذين يعتقدون أنهم قد استطاعوا بأساليبهم المزايدة أن يجعلوا أنفسهم فوق الشبهات نقول لهم : ثقوا بأنكم لا تشكلون خرقاً خطيراً. لأن أجهزة الدولة تعرفكم تماماً وأنتم تحت السمع والبصر وأعلموا أن ترككم دون أي مساءلة هو من قبيل «لعل وعسى» أن ترشدوا وتصحو ضمائركم وتنعموا بنعمة مبدأ المساواة والتعايش وحق أبناء الشعب اليمني في الحياة الحرة الكريمة.