أمريكا : على اريتريا التوقف عن التدخل في شؤون الصومال
(جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية يتحدث في مؤتمر صحفي)
جنيف/مقديشو/14 أكتوبر/رويترز: ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن المدنيين في العاصمة الصومالية مقديشو يتعرضون بشكل شبه يومي لأعمال وحشية مثل القصف والاغتصاب واحتجاز الرهائن.وأضافت أن أكثر من 117 ألف شخص فروا من المدينة منذ الثامن من مايو بعد اندلاع احدث جولات القتال بين القوات الحكومية والجماعات المتشددة المتنافسة.وذكرت المفوضية أن من المعتقد ان أكثر من 200 شخص لاقوا حتفهم في الشهر الماضي وحده اغلبهم مدنيون وتشير تقارير المستشفيات الى ان 700 شخص اصيبوا في الاشتباكات.وقال وليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي “من الواضح ان الوضع الانساني حرج حيث ترتكب الفظائع بشكل متواتر.. مثل قصف المدنيين وحوادث الاغتصاب الواسعة النطاق واحتجاز الرهائن.»وأضاف “الفظائع الخطيرة تقع بشكل شبه يومي وتسبب معاناة هائلة للسكان المدنيين.»واسفر تمرد للمتشددين بدأ في اوائل عام 2007 ويمثل احدث حلقة في سلسلة الصراعات المستمرة منذ 19 عاما في الصومال عن مقتل زهاء 18 الف مدني فضلا عن الاف المقاتلين.وقال سبيندلر “يبدو ان الموقف يزداد سوءا على سوء.»وتزداد صعوبة وصول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الى المدنيين النازحين بسبب تدهور الاوضاع الامنية.واضاف ان المفوضية اضطرت الى تعليق توزيع مساعدات ضرورية على اكثر من 30 ألف نازح قرب الكيلو 13 عند المشارف الجنوبية الشرقية لمقديشو بسبب القتال المحتدم من اجل السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي من العاصمة الى بلدة افجوي.وتابع سبيندلر “تناشد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الاطراف المتحاربة ضمان امن وسلامة السكان المدنيين.»واجتذب الصراع جهاديين اجانب الى الصومال وأتاح الفرصة لتفشي القرصنة قبالة سواحله وزعزع استقرار المنطقة بأكملها مما دفع جيران الصومال في شرق افريقيا الى رفع مستوى التأهب الامني.على صعيد أخر قال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الافريقية ان اريتريا تلعب دورا ضارا في جارتها الصومال ويجب عليها ان تكف عن هذه الافعال ان كانت تريد تحسين علاقاتها مع واشنطن.وأشار كارسون باصبع الاتهام الى اريتريا في اذكاء العداوات في الصومال. وتقاتل الحكومة الصومالية المتشددين.وأوضح كارسون في مقابلة مع رويترز “الدور الذي لعبته اريتريا في الاونة الاخيرة لم يكن مفيدا في تسهيل العودة الى الاستقرار السياسي والاحوال الطبيعية هناك (الصومال).»واتهم اريتريا “بالمساعدة والتحريض” على انتقال الاسلحة الى الصومال ودعم جماعة الشباب الاسلامية المتشددة وزعمائها.واتهمت حكومة الصومال اريتريا ايضا بمساندة المتشددين ببنادق هجومية من طراز ايه.كيه-47 وقذائف صاروخية وأسلحة اخرى.ونفى الرئيس الاريتري اسياس افورقي هذه الاتهامات قائلا ان عملاء امريكا ينشرون الاكاذيب.وقال كارسون “تراودنا رغبة قوية في ان يكون لنا علاقات عادية جيدة مع حكومة اريتريا لكن هذا رهن بان تتصرف اريتريا كمواطن صالح في مجتمعه.«لو كانت اريتريا مستعدة ان تكون لاعبا موثوقا به في المنطقة وان تتصرف على نحو رشيد في ادارة حكمها فان الاحتمالات طيبة لاقامة علاقات افضل.»وارسلت اثيوبيا خصم اريتريا الرئيسي الاف القوات الى الصومال في عام 2006 للمساعدة في الاطاحة بالحركة الاسلامية التي كانت تسيطر على العاصمة مقديشو ومعظم المناطق الجنوبية. وانسحبت تلك القوات في اوائل العام الجاري ولكن اثيوبيا احتفظت بوجود حدودي قوي لمواجهة اي تهديد من جانب الاسلاميين.ولكن محللين غربيين يقولون ان اثيوبيا واريتريا تقاتلان حربا بالوكالة في الصومال. ومازالت الدولتان تشعران بمرارة من صراع حدودي قتل فيها 70 الف شخص.واعترفت اديس ابابا في الاسبوع الماضي ان عسكريين اثيوبيين يقومون بمهام استطلاعية داخل الصومال ولكن كارسون قال انه لا يوجد لديه ما يشير الى عودة الاثيوبيين بأي”عناصر قتالية كبيرة.»وتقاتل الحكومة الانتقالية الصومالية التي يدعمها الغرب جماعات اسلامية في اعمال عنف ادت الى زيادة عدد النازحين في الصومال لاكثر من مليون شخص. وتقول وكالات اغاثة ان ثلاثة ملايين شخص يحتاجون الى مساعدات غذائية عاجلة في واحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم.وبالاضافة الى ذلك قال كارسون ان مخيمات اللاجئين في كينيا تكتظ بعشرات الالاف من الصوماليين المتدفقين الى شمال البلاد كل شهر.وتعاني كينيا من مشكلات سياسية خاصة بها مع تعرض حكومتها الاتئلافية لانتقادات لعدم معالجتها الفساد او تنفيذ اصلاحات بسرعة كافية.وقال كارسون”نشعر بقلق من الطريقة البطيئة التي يسير بها تنفيذ اتفاقيات كوفي عنان التي ادت الى انهاء العنف الذي وقع بعد عملية ديسمبر 2007 التي كان بها خلل كبير في كينيا.” مشيرا بذلك الى اتفاقية توسط فيها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان.