[c1]ما الذي نعرفه عنها ؟[/c]تنقل انثى بعوض الانوفلس العديد من الإمراض إلى الإنسان ، لكن مرض الملاريا " البر داء " أهمها وأكثرها خطرا . حيث يصيب هذا المرض أكثر من 300 مليون شخص كل عام على مستوى العالم ويموت منهم قرابة المليونين، معظمهم من الأطفال صغار السن والنساء الحوامل. واليمن من البلدان التي لازالت الملاريا تمثل فيها احد ابرز المشاكل الصحية التي لا تهدد حياة السكان فحسب بل وتوثر على حياتهم المعيشية بسبب المراضة المستمرة وتكاليف العلاج وعدم القدرة على العمل وقلة الإنتاج ، وكلها عوامل محبطة للتقدم الاقتصادي والتنموي في البلد . ومع بداية كل خريف وإطلالة ربيع وغالبا عند ما يمن الله بالخير وتهطل الأمطار وتسيل الوديان ، فان الفرصة تكون سانحة لتكاثر البعوض ومنها بعوض الانوفلس التي تعمل أنثاه بشكل نشط في التوالد والتكاثر في الفصول الممطرة والرطبة. ولأنها تحتاج للدم إثناء حملها من اجل حضانة بيضها وتفضل الكثير منها دم الإنسان فان عملية نقل الملاريا وانتشارها بين الناس بشكل وباء مرتبط كثيرا بمثل هذا التوقيت من كل عام والذي يعرف بالانتشار الموسمي . وحيث إن بعوض الانوفلس أصبح يتواجد ليس فقط في معظم قرى وعزل ومديريات الريف اليمني بل أنها اليوم في معظم المدن الحضرية وفي مختلف المحافظات .وحتى يتم التعرف على هذا العدو الذي يهدد صحة ما يزيد عن من 55 من سكان اليمن ويودي بحياة عشرات الآلاف منهم كل عام ، لابد من النظر إليها بإمعان و الاطلاع على أسرار وخفايا حياتها فذلك يساعد كثيرا في تقديرنا حجم وخطورة الإضرار التي تقوم بها هذه الحشرة الصغيرة على حياتنا .دورة حياة أنثى بعوض الانوفلس وبعد حصولها على وجبتها من الدم تذهب لتستريح لفترة تتراوح من 2-3 أيام وهي المدة الأزمة لنضوج ، تم تبدءا بالبحث عن مكان تضع بيضها فيه حيث دائما ما تفضل المياه الراكدة النقية ولا يهم مكان الماء وكميتة فبينما كانت أماكن توالد البعوض في الماضي تنحصر على المستوعبات المائية الراكدة في الطبيعية كالغيول في الوديان والسواقي في المزارع والآبار السطحية المفتوحة و تجمعات المياه في الجبال ( الكرفان ) ، وجدت اليوم في أماكن التوالد المصنوعة من قبل الإنسان فرصة ملائمة لتوالد والتكاثر والانتشار السريع حيث أصحت أطوارها الثلاثة الأولى تتواجد في المياه المتبقية أو المتجمعة في قناني مياه الشرب البلاستيكية وفي الإطارات (التيارات ) القديمة وحتى في أكياس البلاستيك و في العلب الفارغة التي تُرمى وبها الماءاو تمليها مياه الأمطار ، كما إن الخزانات المنزلية المكشوفة وأيضا في صهاريج الماء المستخدمة في أعمال البناء و في بقايا الحفريات في الوديان التي يقوم بها عمال وجرافات الحصى " الكري" وإما السدود الكبيرة والتي تزايد عددها بشكل كبير في الآونة الأخيرة قد أصبحت من اخطر وأصعب مواقع توالد ا لبعوض لكثرتها وصعوبة الوصول إليها وضع البيض الذي يتراوح مابين 50الى 200 بيضة في كل حمل.وتقوم نفس البعوضة بتكرار العملية السابقة ثانيةُ، حيث يتكون بيض جديد تغذية بوجبة أخرى من الدم من أي شخص تقابله. ثم تضع بيضها بعد فتره استراحة أخرى 2-3 أيام وتتكرر العلمية عدة مرات حتى آخر يوم في حياتها. ويمكن أن تكرر إلى 6-7مرات لكل بعوضة. ويعمل تكرار البحث عن الدم على إيجاد أشخاص آخرين إما أن يكونوا مصابين بالملا ريا أو حاملين لها أو أشخاصا أصحا يحدث أن ينتقل إليهم المرض . وفي كلا الحالتين فانه كلما كانت الفريسة الأولى شخص لدية طفيلي الملاريا في طوره الناضج جنسيا ( الجاموتسايت ) كلما زادت فرصة أن تكتمل في معدة البعوض الدورة الجنسية لطفيلي الملاريا والتي تتراوح مابين 7-10 أيام تصبح في أخر أيامها حاملة لطور المعدي الذي بواسطته تنتقل الملاريا . وفي أحيانا كثيرة تموت ألبعوضه قبل أن تكتمل فيها هذه الدورة وينتهي معها خطرها.[c1]كيف نميز بعوضة الانوفلس عن غيرها ؟[/c]يصعب على الشخص العادي تمييز بعوضة الانوفلس عن غيرها من البعوض ما لم يكن مدرباُ على ذلك بسبب التشابه الكبير بين بعوض الانوفلس مع بقية أنواع البعوض الأخرى خاصة من حيث الشكل العام با قسامة الثلاثة الرأس والصدر والبطن الاسطوانية مع 6 أرجل مفصلية وزوجين من الأجنحة . وإذا عرفنا أن أنواع البعوض على سطح الكره الأرضية يبلغ حوالي من 3500 نوع فان الأمر ليس سهلا. وقد قسم الباحثين البعوض إلى 41 مجموعة احدها هي مجموعة الانوفلس الذي يصل عدد المنتميين إلية إلى 430 نوع ينقل منهم الملا ريا 45 نوع. ويتواجد في كل بقاع الأرض عدى شبة قارة "انتركتيكا " في المحيط المتجمد الجنوبي . ما تم التعرف علية في اليمن فيصل إلى 7 أنوع. وحتى هذه السبعة توجد بينها اختلافات تميز كل نوع عن الأخر لكن ما يعد ذو أهمية خاصة للمواطن العادي هي تلك المرتبطة بالسلوك الذي تتبعه في حياتها القصيرة وتكتسبها بحسب البيئة التي تعيش فيها من اجل تامين حصولها على الغذاء الوفير وضمان بقاءها . البعوض مثله مثل الكثير من الكائنات الحية يتكيف مع البيئة التي يعيش فيها ويختار الوضع الملائم لاستمرار بقائه وتسمى العملية بالسلوك الحيوي البيئي ومن أهم سلوكيات بعوض الانوفلس أن معظمها تحدد مسبقا مكان تواجد الفريسة ليلا ومن ثم تقوم بمهاجمته وبعدها تختار المكان الملائم لتستريح فيه أثناء النهار ، لذا نرى ان أنواعا من البعوض يعيش خارج المنازل طوال النهار بين الشجيرات والإعشاب وزرائب الحيوانات وحتى هياكل السيارات الخردة أمام المنازل ثم وقت الغروب يتسلل الى الداخل ويقوم بالمهاجمة طوال الليل ثم يغادرها عند الفجر وقبل شروق الشمس وهناك نوع اخر يعيش داخل المنازل نهار حيث يتخفى في الأماكن المظلمة بين الثياب ألمعلقه وفي الدواليب وبين الشقوق الصغيرة والفراغات ما بين الأثاث ولكنة ويهاجم ليلا وعادتا في منتصف الليل وآخر يعيش في الداخل ويخرج مساء الى الخارج اذا كان السكان ينامون خارج البيوت كما هو حاصل في معظم مساكن الريف وخاصة في المناطق الساحلية وأخير هناك بعوض يعيش ويهاجم خارج المنازل ولا يدخلها الا نادراً .. وعلى أساس ذلك يتم اتخاذ اجرآت الوقاية المحددة والفعالة بمنع دخول البعوض خاصة في الأوقات المذكورة وذلك بإغلاق غرف النوم جيد ووضع الشباك على الأبواب والنوافذ والنوم تحت الناموسيات المشبعة المبيد التي تعتبر ذات فعالية كبيرة في مثل هذه الحالات وهو ما يسمى بالحماية الشخصية . أما بالنسبة للنوع الذي يتغذى ويرتاح في داخل المنزل فان رش جدران المنزل بالمبيد ذو الأثر الباقي والذي تستمر فعاليته لأكثر من 6اشهر إلى سنة يعتبر من أساليب الوقاية الفعالة وذات التأثير الكبير في القضاء على أعداد البعوض البالغ وخفض كثافتها ، وبالتالي تقليل فرض انتقال الوباء.النوع الثالث الذي يتغذى ويستريح في خارج المنزل فان العمل على ردم تجمعات الماء الراكدة مهما صغرت أو رشها بالمبيدات أو المواد العازلة التي تمنع تنفس اليرقات وبالتالي موتها مع استخدام الناموسيات المشبعة بالمبيد يعد من اجرآت الوقاية المفضلة في مثل هذه المناطق . أن ترك بعوض الانوفلس يتكاثر بكميات كبيرة ُيمكنها من الوصول الكثافة الحرجة التي تساعدها في تكرار المهاجمة وزيادة فرص تكوين الطفيليات المعدية في أجسامها ومن ثم نقلها الى اكبر عدد ممكن من الأشخاص الأصحاء وتزداد أعداد المصابين وينتشر المرض بعد ذلك بشكل وبائي تصعب السيطرة علية . وفي ذروة تكاثرها قد تصل أعداد بعوض الانوفلس في الغرفة الواحدة 100- 300 بعوضة وحتى أكثر من ذلك بكثير . ولان البعوضة قادرة على الطيران لعدة كيلومترات، وبمساعدة الرياح أحيانا قد تسافر إلى أكثر من 12 كم . وبفضل المواصلات الحديثة والسريعة فقد يخفى البعوض بين ملابس وحاجات المسافرين وقطع مئات الكيلومترات ، كما يمكنها أن تتسلل الى الطائرات من المطارات الريفية او المدارية لتصل الى مدن وبلدان بعيدة جدا لأتعرف الملا ريا وقد تحدث فيها حالات إصابة بالملا ريا لساكنين قرب المطارات و لم يسبق لهم ان سافروا الى الحارج و غالبا ما يتفا جاء بها الأطباء والمسؤلين الصحيين [c1]تقنيات عالية في سحب الدم [/c]بقي أن تعرف إن هذه البعوضة عندما تقوم بامتصاص الدم من الإنسان فإنها تودي ذلك بمهارة وإتقان شديدين. تبدءا باستكشاف سكن الفريسة مبكرا وقبل غروب الشمس ، ثم تحدد الوعاء الدموي الذي ستسحب الدم منة بدقة ، يساعدها في ذلك عدة مميزات منها القدرة على تحديد تركيز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن التنفس وأيضا درجة حرارة جسم الإنسان كما أن لها قدره خاصة للرؤيا الليلية . وبخفة متناهية تقوم باستخدام خطوات تكتيكية سريعة والدقيقة كالهبوط الهادي وتخدير طبقة الجلد العليا ثم فتح ثقب بواسطة مشرطين مثبتين في رأسها ملتفين على ابره حادة تغرزه في مجرى الدم وتقوم بسحب الكمية الأزمة من الدم وفي وقت قياسي وبهدوء تام. وهي توفق في عملها هذا في معظم الأحيان ، وإذا لم يحالفها الحظ من المرة الأولى تعيد سحب الإبرة وتغيير زاوية الإدخال من دون أن تغير موقعها وقد تستغرق عملية السحب عدة دقائق وغالبا من دون أن تشعر بها الضحية إلا بعد فوات الأوان. إما الإمراض التي ينقلها بعوض الانوفلس غير الملاريا فهي الاصابة بمجموعة من طفيليات ما تسمى بالفيلاريا هي طفيليات تصيب الجهاز اللمفاوي وتسبب في تورم الأطراف وخاصة الرجلين " داء الفيل " و مجموعة فيروسات" الاربو" التي تسبب للإنسان أمراض عديدة من أهمها التهابا بات الدماغ الفينزويليليه والخيلية الشرقية والغربية .
أنثى "الانوفلس " أعظم ناقل للأمراض
أخبار متعلقة