لقد عشنا نفحات رمضان واغتنمنا الأوقات الطيبة في عمل الطاعات فها نحن نودع شهر الصيام وعلينا أن نتذكر أن رمضان جاء ، و ها هو يذهب وقد طوى دفاتره ومن فاز فيه بالصالحات نجا وأفلح وضاعف الله له الأجر ومن خسر وأفلس فقد أفلت من يديه خير عظيم قل أن يتكرر مرة أخرى لأن المرء لا يدري فقد يأتي رمضان القادم وقد طويت صفحة حياته.والفائزون يريدون أن يتمهل الشهر في الرحيل فمازالوا من خيره ينهلون وإلى حماته يتطلعون بعدما عاشوا أيام الرحمة في أوله وأيام المغفرة في وسطه وأدركوا العتق من النار في آخره .فيا شهر رمضان ويا شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ويا شهر التجاوز والغفران ويا شهر الربح والتجارة مع الله ويا شهر العتق من النيران أقول لك :[c1]سلام على شهر الصيام فإنه أمان من الرحمة كل أمانعليك سلام الله كن شاهدا لنا بخير رعاك الله من رمضان[/c]أعلموا رحمكم الله أننا في أيام الوداع لشهركم الذي شرفه الله وعظمه ورفع قدره وكرمه بالصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم ونزول الرحمة عليكم من الله والرضوان جعله الله مصباح العام وفتح فيه للتائبين أبوابه فلا دعاء فيه إلا مسموع ولا خير إلا مجموع ولا ضر إلا مدفوع ولا عمل إلا مرفوع الظافر الميمون من اغتنم أوقاته والخاسر المغبون من أهمله ففاته .شهر جعله الله لذنوبكم تطهيرا ولسيئاتكم تكفيرا ولمن أحسن منكم صحبته ذخيرة ونورا ولمن وفى بشرطه وقام بحقه فرحا وسرورا شهر تنزل فيه البركات وتعظم فيه الصدقات وتكفر فيه السيئات وتقل فيه العثرات وترفع فيه الدرجات وتسكب فيه العبرات.فياليت شعري من المقبول منا فنهنيه بحسن عمله أم ليت شعري من المطرود منا فنعزبه بسوء عمله فأيها المقبول هنيئا لك بثواب الله عز وجل ورضوانه ورمته وغفرانه وقبوله وإحسانه وعفوه وامتنانه ويأيها المطرود بإصراره وطغيانه وظلمه وعدوانه وغفلته وخسرانه وتماديه وعصيانه لقد عظمت مصيبتك بغضب الله سبحانه فأين حسابك لنفسك ؟ وأين ما ادخرته ليوم عرضك ؟ووجب عليكم رعاكم الله أن تحمدوا الله تعالى على أن بلغكم اختتام الشهر الكريم واعلموا أنكم فارقتم شهرا عظيما فتدبروا أين الصوام القوام الموافقون لكم في سالف الأعوام؟ وأين من كانوا معكم ليالي رمضان شاهدين وفي كل حق لله كانوا عاملين ؟ فقد أتاهم هاذم اللذات ومفرق الجماعات .فرحم الله امرءاً مهد فيه لنفسه قبل حلول وفاته واشتغل بيومه عن غده وأمسه وتزود من بقية زاده ففي نفاده نفاد عمره ورحم الله امرءاً أظهر لفراق شهره جزعه وسلم على شهره وودعه .لقد من الله عليكم بالمغفرة في رمضان "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد كفر الله عنكم سيئاتكم ففي المسند أنه قال : "من صام رمضان فعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يحفظ منه كفر ذلك ما قبله" .وقد من الله عليكم بتوفيه الأجر في أخر الشهر والعتق من النيران وباستغفار الملائكة لكم فهذه نعم عظيمة تستوجب أداء حقها من الشكر لله تعالى .أخي المسلم:اجعل أيامك كلها رمضان ومن منع نفسه في شهر رمضان من الحرام فليمنعها فيما بعده من الشهور والأعوام ومن حافظ على الصوات وأداء الصدقات والإكثار من الدعوات فليفعل ذلك في كل الحالات في كل الشهور فإله الشهرين واحد وهو على كل الأزمنة مطلع وشاهد وجزانا الله وإياكم خيرا على فراق شهر البركة .اللهم ما قسمته لنا في آخر الشهر من عتق وغفران ورحمة ورضوان وعفو وامتنان وكرم وإحسان ونجاة من النيران وخلود في نعيم الجنان فاجعل لنا منه أوفر الحظ وخصنا فيه بالفضل والإكرام وتقبل منا ما قدمناه من الصيام والقيام .[c1]المراجع :- [/c]كتاب معالم شهر الصيام للدكتور/ أحمد عبد الرحيم السايح وللدكتور/ أحمد عبده عوض
|
رمضانيات
وداع رمضان والتأسف لذهابه
أخبار متعلقة