غضون
- هيئات الرقابة ومكافحة الفساد مستمرة في إصدار التقارير التي تحصي فيها خسائر الخزانة العامة بسبب تصرفات المسؤولين الفاسدين.. لقد ألحقوا بالمال العام والممتلكات العامة أضراراً فادحة.. هناك أهدروا مائتي مليار ريال وتلك الجهة مائة مليار ريال والوزارة الفلانية عشرين مليار ريال.. وهكذا.. وهكذا. ويسري الأمر على قطاعات التعليم والكهرباء والأشغال العامة والصحة والنفط، ولم تسلم جهة أو هيئة عامة في البلاد من هذا الفساد.. وكل الفاسدين سالمون آمنون غانمون لا تهتز لهم شعرة رأس أو إبط أو فخذ.. ترى من أين يستمدون كل هذه الطمأنينة؟!- الفساد لا ينحصر في استغلال الموظفين العموميين لوظائفهم استغلالاً سيئاً من قبيل اختلاس المال العام بل يعتبر الموظف فاسداً حتى لو لم يختلس مائة ريال ما دام يسيء التصرف ولا يحسن الإدارة ويتسبب في إهدار أموال من خلال صرفها على مشاريع لم تنجح أو تنفيذ خطة فاشلة، مثل صرف مائة مليون ريال لإنشاء حديقة عامة وفي النهاية نكتشف أنها حديقة غير صالحة للاستخدام الآدمي.- لقد قلنا مراراً إن الفساد هو سبب الفقر بدليل أن بلداناً عربية مصادرها أو مواردها المالية تفوق ما لدى إسبانيا، ومع ذلك يعيش السكان فيها في ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية أسوأ من الحال الموجود في دولة فقيرة وسط أفريقيا.. ولذلك تعتبر عملية مكافحة الفساد وقمع الفاسدين ضمن الإجراءات المطلوبة للقضاء على الفقر.. ولكي لا يستسلم الناس للفساد يجب طمأنتهم من خلال منحهم فرصاً لرؤية الفاسدين وهم يجنون نتائج أفعالهم.- سيدي القارئ ياسين قائد العريقي.. شكراً لك، وقد فرحت بما سطرته عني وفي تقديري أنك بالغت في مديحي.. أنت يا سيدي الصراحة كلها والنبل كله.. وشكراً لك مرة ثانية..