الشاعرة غادة السمان التي عشقت بومتها بجنون
إعداد/ فاطمة رشاد هذه كلمات غادة السمان الشاعرة عن جدارة الحرف .. كلماتها البومية والعاشقة لها تدخلك عالم الدهشة ،كلما قررت أن تقرأها ،عليك أن تصافح بومتها التي لاتبشرها إلا بالخير خلافاً لما عرفناه عن هذا الطائر المنذر بالشؤم. غادة تراه عكس ماقيل عنه فهو مصدر تفاؤلها وتتنكر لكل المقولات التي تحرم على هذا الطائر أن يكون مصدراً للتفاؤل.غادة السمان وبومتها الأدبية سيطول بنا الحديث عنهما سنصل بهما إلى منتهى الحرف حيث نبتدئ في بداية الحرف ..فدوماً ستجد أنك مذهول أمام كلمات أديبة كغادة فبكل تفاصيلها الشعرية تغريك لأن تمر على كلماتها رغماً عنك .[c1]سيرتها[/c] كيف نقلب في سيرتها الذاتية أكانت الأدبية أو الشخصية فهي أديبة استطاعت أن تمنح نفسها تجربة لملامسة الحرف بكل صدق ، تعيش نصها حد الثمالة و تعيش تفاصيله اليومية لتكون بعد ذلك هي به عن جدارة . هذه الأديبة بنكهة القهوة الدمشقية والمآذن الدمشقية ولدت في عام 1942 تلقت تعليمها في مدينة دمشق، المدينة التي رسمت أول خطوط الحلم الطفولي لطفلة كانت ماتزال ترنو إلى الأبواب العالية ..ترنو إلى بومتها لتبشرها بغدها الخير .تخرجت من جامعتها وكان تخصصها في اللغة الانجليزية له وقع في حياتها لأنها استطاعت أن تكون أديبة مثخنة بهوس العرب والغرب جمعت بين لغتين في أدبها وحصلت على الإجازة وفي جامعة بيروت وحصلت على الماجستير وعملت محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق .. هي أديبة معروفة وصحفية ومعدة برامج إذاعية وعضو في جمعية القصة والرواية .ربما هذه التفاصيل التي قد ألف القارئ قراءتها عنها فمن لايعرف غادة السمان وبومتها فلا تخلو أي مطبوعة لها من صورة البومة تلك البومة التي احتلت مساحة كبيرة في حياتها الأدبية حتى صار لبومتها وقع خاصة على ذكرها ينحني القلم لها لكي تمارس بعضاً من جنونها الأدبي لتشكر بومته ؟ فلا تخلو أنها تمنحها كل هذا الجنون لمجرد ذكرها أو النظر إليها . غادة الحرف ... غادة الكلمة ..غادة التفاؤل بالغد القادم كانت تفكر دوماً بعلاقة إنسانية حقيقية تحياها في دهاليز حزنها وخيباتها .. لكي تواجه الموت والحزن والمجهول بهاالدهاليز التي رسمت أول سطر خطته وهي تفكر بشيء آخر لترقص على أوتار الحرف و تقدمه لقارئها الذي ينتظر كل صباح ولود قصيدة ما ..حرف ما .. قصة ما ..رواية ما..رواية تكون أنفاسها بها تمتزج بين الورطة التي تورط نفسها دوماً كما أرادها ادم سراً وإرادته نصراً لمجرد نصر يضاف إلى رصيد شهريار المترع بالضجر»كلمات تنسجها على وقع الحب والأمل والغد المشرق « فامرأتها البحرية » التي رسمت لها بالطبشور دائرة على جدار وقال لها قفي داخلها وانطلقت هاربة إلى شوارع البحر .......» عظيمة هي غادة حين فرت تبحث عن بحر امرأة والخروج من دائرة ستقيد يديها لأنها لاتريد الاستسلام لسلطة التهميش الأنثوي ... لاتريد أن تحاصرها دوائر يرسمها لها بطبشور سيفقد صلاحيته كلما خط لها دوائره لتحبس بها..أرادت طبشور الحرية لترسم له» دائرة غير مغلقة » مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والأفق وتقفز داخلها وتركض منها إلى البحر....» لتشهد أن زمنك سيأتي» مع هذه الدائرة الطبشورية مع «امرأة» البحر الأسطورية. لتسبح «عكس التيار » نعم كم مرة سبحت عكس كل التيارات غادة الوطن ... غادة الحب... الجنون... العشق .. الحياة هكذا سنقول عنها فهي تفاجئ القارئ بكل ماهو خارج المفهوم.. كلماتها ،هي ،الوطن، الحب العشق، الحياة، التفاؤل. أعاصير الحرف تقترف جنونها وتدهش العالم بعمل مغاير .. هذا العمل يكون ثورة للحرف .. هي غادة الحرف تحتفي به كيفما تشاء . الكلمات لديها هي المفاجأة التي تنتظرها كل لحظة لتنجب للعالم إبداعاً آخر محملاً بجنون البومة التي تناظرها ليل نهار هذه هي غادة التي ينتظرها القارئ كل يوم بشغف .عند الصباح ستعلنها حرية بطبشورها الذي منح للفرح نكهته الخاصة به وللبحر الذي وقفت أمامه ستمنحه بقايا من آهات زفرتها على عجل فوق أوراقها .. لهذا ستمنحك فرصة لان تكون أنت هي وهي أنت تتعاطى يومك وأنت تقرأ جريدة الصباح فما أن تفتح مذياعك لتفتش عن محطة تفرغ خواطرك الصباحية حتى يكون عصفورها على شجرتها يمنحك شيئاً من الجنون لغادة.