رئيس الوزراء السابق يعود اليوم وإسلام آباد تنتقد قرار الكومنولث
معارضيين لحالة الطوارئ في باكستان
روالبندي (باكستان)/14 أكتوبر/ زيشان حيدر وأوجوستين انتوني: قال الجيش الباكستاني إن هجومين انتحاريين أسفرا عن سقوط 15 قتيلا على الأقل في بلدة روالبندي الباكستانية وفي العاصمة إسلام أباد المجاورة أمس السبت بينهم 13 كانوا على متن حافلة تابعة لوزارة الدفاع. ووقع الهجومان في أعقاب سلسلة من التفجيرات الانتحارية في شتى أنحاء باكستان والتي أنحي باللائمة فيها على إسلاميين متشددين وسط تصاعد التمرد وفي الوقت الذي تتجه فيه باكستان نحو اجراء انتخابات عامة في أوائل يناير كانون الثاني وسط قلاقل سياسية في ظل حالة الطواريء. وقال الميجر جنرال وحيد أرشاد المتحدث باسم الجيش "لقي إجمالي 15 شخصا حتفهم في الهجومين وهم المهاجمان الانتحاريان و13 آخرون."، وتابع "كان هناك 50 فردا على متن الحافلة. أصيب كثيرون والعديد من الركاب بخير." وشوهدت البقايا المتفحمة للحافلة داخل بوابة مجمع جهاز المخابرات قبل أن تغلق الشرطة المنطقة وتضع ستارا لإخفاء هذا المنظر. وأما هيكل السيارة المحترقة التي استخدمت في التفجير الآخر الذي فصل بينه وبين الهجوم الأول وقت قصير للغاية فكان بالإمكان رؤيته قرب البوابة الرئيسية لمقر الجيش. وأصيب في هذا الهجوم ثلاثة من قوات الأمن. وقال وزير جول عباسي مالك فندق مؤلف من ثلاثة طوابق يقع في مواجهة مكتب جهاز المخابرات "لم نتمكن من رؤية أي جثث إذ أن النيران كانت مندلعة في الحافلة.. انتشر حطام الحافلة والسيارة الأخرى في المكان" مضيفا أنه سمع دوي انفجار هائل. ووقع 25 هجوما انتحاريا في البلاد منذ يوليو. وسقط نحو 800 قتيل منذ ذلك الوقت في أعمال عنف مرتبطة بالمتشددين ونصفهم قتلوا في هذه الهجمات الانتحارية. ووقع هجوما الأمس وسط فوضى سياسية في باكستان التي ما زالت خاضعة لحكم الطوارئ الذي أعلنه مشرف في محاولة فيما يبدو لتأمين رئاسته من الطعون في شرعية إعادة انتخابه رئيسا للبلاد وهو ما زال يشغل منصب قائد الجيش. ومنذ ذلك الوقت أسقطت المحكمة العليا التي عين مشرف قضاة جددا بها بعد أن أقال القضاة القدامى المعارضين له في أعقاب إعلان حالة الطوارئ في البلاد كل الطعون ومن المتوقع أن يؤدي اليمين لقضاء فترة رئاسة ثانية تستمر خمس سنوات ولكن كرئيس مدني هذه المرة. ومما يزيد من الفوضى السياسية قال شهباز شريف شقيق نواز شريف رئيس الوزراء الذي خلعه مشرف في انقلاب عام 1999 لقناة إخبارية باكستانية إن نواز يعتزم العودة لباكستان من منفاه في المملكة العربية السعودية اليوم الأحد. وقال مسؤول بحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح القائد الأعظم الحاكم إن الجنرال مشرف الذي يواجه انتقادات كثيرة في باكستان وفي الخارج لفرضه حالة الطوارئ في البلاد قبل ثلاثة أسابيع وافق على عودة شريف بعد مناقشات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية في الرياض الأسبوع الماضي. وبعودته اليوم الأحد سيكون شريف قد عاد للبلاد في الوقت المناسب من أجل المنافسة في الانتخابات البرلمانية المقررة في الثامن من يناير. ولم يرد تعليق رسمي بعد من الحكومة التي أبعدته عن البلاد عندما حاول العودة من المنفى في سبتمبر. وسمح مشرف الذي يشعر بعزلة سياسية لرئيسة الوزراء السابقة أيضا بينظير بوتو بالعودة إلى باكستان الشهر الماضي بعد أعوام قضتها بالخارج بمنحها حماية تحول دون محاكمتها في قضايا فساد سابقة تقول بوتو إنها ذات دوافع سياسية. ويشعر مشرف بعزلة سياسية متزايدة منذ أن أعلن حالة الطوارئ وقمعه للمعارضين بعد ذلك الأمر الذي أثار انتقادات دولية وأدى إلى تعليق عضوية باكستان في الكومنولث. في سياق آخر أيدت المحكمة الباكستانية العليا قرار فرض الطوارئ الذي أصدره الرئيس برويز مشرف في الرابع من هذا الشهر, كما أعلنت رسميا إعادة انتخابه بمقتضى الدستور وقانون الانتخابات.وقال مدعي باكستان العام مالك قيوم "لقد كانت الأعمال الإرهابية من القوة بحيث هزت أمن البلاد ومن ثم كان هناك مبرر لقائد الجيش في تجاوز الدستور وفرض حالة الطوارئ".كما دعت المحكمة مشرف للوفاء بتعهداته في مهلة أقصاها الأول من ديسمبر المقبل لإنهاء الأزمة السياسية. وجاء في قرار المحكمة أن "يتخلى مشرف عن مهامه قائدا أعلى للجيش" قبل تولي مهامه الرئاسية.وأرسلت المحكمة العليا نسخة خطية لقرارها إلى اللجنة الانتخابية والحكومة الفدرالية.وكانت المحكمة الجديدة قد رفضت كل الدعاوى القضائية ضد فوز مشرف بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في السادس من أكتوبر الماضي.من جهة أخرى اعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية تعليق عضوية باكستان في رابطة الكومنولث بسبب استمرار حالة الطوارئ غير مبرر وغير واقعي, وحذرت في بيان لها من أن إسلام آباد قد تعيد النظر في تعاونها مع الرابطة مستقبلا.وقال البيان إن القرار "لا يأخذ في عين الاعتبار الظروف الموضوعية التي تسود باكستان", واعتبر أن "حالة الطوارئ إجراء ضروري للحيلولة دون حدوث أزمة داخلية خطيرة", وأشار إلى أن "الأوضاع بدأت الآن تعود إلى طبيعتها".وكان الأمين العام لرابطة الكومنولث دون ماكينون أعلن تعليق عضوية باكستان في الرابطة التي تضم بريطانيا ومستعمراتها السابقة, بسبب ما قال إنه تجاهل مشرف لدعوة الرابطة لرفع الطوارئ.وقال إن قرار التجميد سيبقى ساريا حتى "عودة سيادة القانون والديمقراطية" إلى البلاد وانتهاء الأزمة السياسية.