المرأة اليمنية وأهمية دورها المشارك مع دور الرجل في صورةٍ نموذجية لهذا الدور وأهميته للمرأة في محافظة عدن
لقاء / مصطفى شاهرمما لا شك فيه، بل هو في صميم كبد الحقيقة، أنّ دور المرأة في المجتمع يشكل القاسم المشترك مع دور الرجل، في العديد من مجالات الحياة بدءً بالأسرية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والصحية، مروراً بالجوانب والأمور التوظيفية والعملية والمسئوليات والمهام ذات الصلة بهما على أرض الواقع وكل ما هو متعلق بشؤون المجتمع المدني ومنظماته ومتطلباته وكذا الممارسة لمختلف الأنشطة والفعاليات والإبداعات المجسدة لطبيعة وقدرات المرأة، والحضور الفاعل والمشارك في مهام وواجبات البناء والتنمية، ووصولاً إلى حقها الدستوري والقانوني فيما يتعلق بالشأن العام للوطن، كالتصويت والترشيح والتمثيل المحلي والنيابي، والتواجد في إطار المنظومة المتكاملة للحياة السياسية والمتمثلة أبرزها في المنظمات والأحزاب السياسية الوطنية والنقابية وغيرها من الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية والجماهيرية والجمعيات .. و.. و.. الخ في البلاد.وبما لا يتعارض دور المرأة في كل ذلك، وقاسمه المشترك مع دور الرجل، - كما أسلفت _ مع القيم والمثل العقيدية الحقة وليس مع ما باتت تخضع له هذه الثوابت الدينية العقيدية والقيم والمثل المرتبطة بها والمجسدة فعلاً لثوابتها الأساسية، من اجتهادات وتفسيرات ليس لها صلة أو عَلاقة بها، بأية حالٍ من الأحوال، بقدر ما هي من هذه الاجتهادات والتفسيرات، موضع اختلاف حولها من قبل العلماء، وبالتالي، فإنّها تطرح من منطلق عوامل جانبية مختلفة لدى البعض، ليُراد فرضها على واقعنا كأمور مسلم بها، وذلك ما لا ينبغي فرضه بهذه الصورة أو القبول به والتعاطي معه كأمرٍ واقع مفروغ منه في واقعنا ومن قبل مجتمعنا اليمني المسلم منذ بزوغ فجر الإسلام ولا يقبل أن يأتي في هذا الزمن من يشكك في عقيدة دينه الإسلامي الحنيف.. وإذا كانت المرأة في بلادنا، قد تهيأت لها فرص وظروف أفضل لتأدية دورها في المجتمع، وانفتحت أمامها آفاق رحبة للإنخراط والمشاركة، في ظل المتغيرات الوطنية الوحدوية للوطن، من خلال الارتقاء والتفعيل لدورها وحضورها في مجا لات البناء والتنمية وصولاً إلى شراكتها للرجل في الميادين والمجالات النيابية والحزبية والسياسية وغيرها مما لم تعهده من سابق العهود، فإنّ لهذه المرأة اليمنية، تجارب عدة، في ظل ظروف وأوضاع ماضية الزمن والعهود، أقتحمت فيها ميادين ومجالات متعددة، أبرزت فيها ومن خلالها دورها الحيوي وقدرتها الفعلية على ممارسة هذا الدور وتجسيده على أرض واقع المجتمع، رغم كل ما كان يواجهها من صعوباتٍ ويحيط بها من معوقات، وتحديداً منها كالتقاليد البيئية والأسرية والمجتمعية، التي ما أنزل الله بها من سلطان.وكانت عدن، كما ظلت ولا زالت، تمثل الواجهة البارزة والمشهودة، عبر عدة عقود زمنية، ماضية وحاضرة، وخصوصاً منذ عقد الستينيات من القرن الماضي، وما بعده وحتى الآن _ لتفاعلات المرأة اليمنية فيها وبروز دورها وحضورها الساطعين في المجتمع، وذلك من خلال الممارسة الفعلية والحضور البارز لهذا الدور المتجسد في اقتحامها لعددٍ من الميادين والمجالات، مثلها مثل أخيها الرجل، في المجتمع، والتي تؤكد من خلال ذلك، ما تثبته من قدرات لديها وما تقدمه من عطاءات إيجابية وفعالة، تُسهم فيها وتشارك عبرها بدورها الحيوي في إطار المجتمع، بما يؤكد أهمية هذا الدور للمرأة اليمنية وحضورها الفعال المشارك للرجل في المجتمع، ويدحض في الوقت نفسه بعض المزاعم الاجتهادية التي تطرح بتحريم مشاركة المرأة بدورها في المجتمع.وفي سياق الحديث عن دور المرأة اليمنية وأهميته في المجتمع، تبرز أمامنا العديد من النماذج للمرأة اليمنية اللواتي أسهمن وشاركن في دورهن وحضورهن الفاعلين في المجتمع، ماضياً وحاضراً، ومن بينهن البعض من النماذج المغمورة الممارسات لهذا الدور والحضور، بفعالية وصمت كالجندي المجهول، من خلال وجودهن في المجالات العملية، ومن هذه النماذج ما نحن بصدد الحديث عنه في سياق هذا التناول وهو نموذج المرأة اليمنية في عدن، ذات الصلة بممارسة دورها الحيوي في ميدان العمل الاجتماعي لما يقرب من 27 عاماً.. وهي الأخت/ نجاة محمد عبد الله، التي تشغل حالياً موقعها المهم وهو مديرة إدارة البحث الاجتماعي في فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بمحافظة عدن، ومن خلال تبوؤها لهذا الموقع القيادي للإدارة المذكورة، تمارس هذه المرأة النموذجية "نجاة" دورها الحيوي والفعال، في مستوى المجال النوعي والمهام الخيرة لهذه الإدارة التي تتولى المسئولية القيادية فيها وعنها، وعبر موقعها المهم كمديرة لها، تؤدي ما هو مناط بمجال عمل هذه الإدارة من مهام بحثية اجتماعية ترتبط ارتباطاً مباشراً بشريحة المعاقين والفقراء من الحالات والأسر في مختلف مديريات محافظة عدن المستحقة والمستفيدة من الإعانات التي تصرف لها، في إطار المهام الوطنية والإنسانية لصندوق الرعاية الاجتماعية متمثلاً في فرع الصندوق بعدن، بقيادة الأخ/ ناصر علي عليوة المدير العام التنفيذي للفرع، الذي من خلال موقعه القيادي هذا الفرع الصندوق بعدن يمثل المسئول الرئيسي المباشر عن كافة الدوائر، بمسئوليها وكوادرها، التابعة للفرع، التي تعتبر إدارة البحث الاجتماعي ممثلة بمديرتها الأخت/ نجاة وكوادرها، إحدى أهم هذه الدوائر المندرجة في إطار فرع الصندوق ومسئولية مديره العام التنفيذي ناصر عليوة ..فماذا ؟ إذاً عن هذه المرأة النموذجية للمرأة اليمنية في م/ عدن نجاة محمد عبد الله ودورها الحيوي والفعال، في مجال ومهام عملها المرتبطان بميدان العمل البحثي الاجتماعي، على امتداد الـ 27 عاماً، عمر تجربتها الطويلة في ممارستها لهذا العمل، وتأديتها لدورها الحيوي في إطار مهامه؟.للإجابة على ذلك، وإلقاء الضوء حوله، ومعرفة التفاصيل المتعلقة به، هنالك ثمة أطراف أساسية معنية بالخوض فيه، والحديث عنه وتوضيحه وفي مقدمة هذه الأطراف، الأخت/ نجاة محمد عبد الله، المرأة النموذجية المعنية، التي حاولنا معها، في بادئ الأمر، لتتحدث لنا عن دورها وتجربتها العملية في إطار ممارستها لمجال ومهام عملها في ميدان العمل الاجتماعي، وبعد تردد من قبلها، لعدم رغبتها في التحدث عن نفسها، وتعودها على القيام بعملها وتأدية دورها بصمت ودون البحث عن الظهور أو الشهرة، وبعد إقناعنا لها بضرورة وأهمية التحدث لنا عن تجربتها العملية :الحالة الاجتماعية للمرأة النموذجيةقبلت وتحدثت الأخت/ نجاة محمد عبد الله، مبتدئة بالتعريف عن نفسها وحالتها الاجتماعية، قائلة :الاسم : نجاة محمد عبد اللهالحالة الاجتماعية : متزوجة وأم لثلاثة أبناء المستوى الدراسي : ثانوية.السكن : مديرية الشيخ عثمان م / عدن.بداية مشوارها في مجال العملعن بداية مشوارها في مجال العمل، قالت الأخت/ نجاة :كان البدء في عام 1978م، عند التحاقي بالعمل كباحثةٍ اجتماعية في إدارة الشئون الاجتماعية بمكتب محافظ محافظة عدن، ومن خلال التحاقي بهذا العمل مارست دوري في مجال البحث الاجتماعي التي كنت أكلف بالقيام به في إطار مهام الشئون الاجتماعية التابعة لمكتب الأخ/ محافظ المحافظة، التي كانت معنية حينذاك بتقديم المساعدات للحالات والأسر الفقيرة في محافظة عدن، بعد القيام بإجراء البحث الاجتماعي لأي حالةٍ أو أسرةٍ تتقدم بطلب المساعدة من الأخ/ المحافظ الذي كان يقوم من جهته بإحالة الطلبات إلى الشؤون الاجتماعية في مكتب المحافظة، ثمّ نقوم بالبحث الاجتماعي وتقديمه إلى الأخ / المحافظ الذي يصدر توجيهاته بشأن صرف المساعدة المستحقة لكل حالة وأسرة، وعلى ضوء هذه التوجيهات يتم صرف المساعدة.وأضافت : ومن خلال ممارستي لعملي كباحثةٍ اجتماعية في الشؤون الاجتماعية لمكتب الأخ/ محافظ محافظة عدن، تمرست تدريجياً في عملي في هذا المجال، وخضت تجرِبة كانت الأولى في حياتي العملية، ومع مرور السنوات، في إطار خوضي وممارستي لتلك التجربة الأولى، تمكنت والحمد لله من الخروج منها بما أكتسبته من خبرةٍ أعتز بها في هذا المجال الاجتماعي والإنساني في الوقت نفسه وما مثلته بالنسبة لي، كامرأة، من تجربةٍ حيوية، أرتبطت بها وعشقتها وأحببتها، ومنها استفدت كثيراً كما أفدت كثير غيري من المواطنين والأسر الفقيرة التي مارست عملي معها في محافظة عدن.تواصل مشوارها العملي في المجال نفسهثم انتقلت الأخت/ نجاة محمد عبد الله، في حديثها إلى مجال عملها الحالي، الذي هو امتداداً لمضمون المجال نفسه "مجال البحث الاجتماعي" وتواصلاً معه، ولكن مع الاختلاف في موقع ممارستها لعملها في هذا المجال، حيث قالت :وبعد مشوار تجربتي الأولى، التي أشرت إليها آنفاً، في مجال عملي، كباحثةٍ اجتماعية، في إدارة الشؤون الاجتماعية بمكتب محافظ محافظة عدن، التي امتدت منذ عام 1978م وحتى عام 1996م، (تقدر مدتها الزمنية بـ (18) عاماً)، كما هو مبين.واستناداً إلى تلك التجربة وخبرتي وممارستي العملية فيها خلال المرحلة الزمنية المشار إليها، في مجال البحث الاجتماعي، تم إنتقالي في عام 1997م للعمل في المجال نفسه، إلى فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بعدن، الذي كان قد تمّ تأسيسه في أوائل العام المذكور، كجهةٍ مختصة بمجال الرعاية الاجتماعية لشريحة الفقراء في محافظة عدن، كأحد فروع صندوق الرعاية الاجتماعية الذي صدر إنشائه القانون رقم (36) لعام 1996م، الذي يرتكز في تأديته لمهامه تجاه شريحة الفقراء على مجال البحث الاجتماعي المناط القيام به على إدارات البحث في المركز الرئيسي وفي كل فرع من فروع الصندوق في كل محافظة.وأضافت ومنذ بدايات التأسيس لفرع الصندوق بعدن، عام 1997م، بقيادة مديره العام الأخ/ ناصر علي عليوة، جاء انتقالي للعمل في هذا الفرع وتحملي لمسئولية إدارة البحث الاجتماعي فيه، والتي من خلالها شاركت مع قيادة الفرع بدوري في جهود التأسيس والتنظيم لهذه الإدارة التي تحملت مسئوليتها، مديرة إدارة البحث الاجتماعي، (العمليات الميدانية)، حسب ما أضيف إلى تسميتها مؤخراً.ومن خلال انتقالي ووجودي لدى فرع الصندوق بعدن عام 1997م وموقعي القيادي فيه كمديرة للإدارة المذكورة ذات الأهمية بالنسبة لفرع الصندوق والمهام المناطة به تجاه رعاية الحالات والأسر الفقيرة في محافظة عدن، جسدت من خلال ذلك، وعلى امتداد المرحلة الزمنية منذ العام 1997م والمستمرة حتى الآن عام 2006م (9 أعوام)، تواصلي مع ممارسة عملي التخصصي في مجال البحث الاجتماعي ودوري العملي والقيادي في إطار الإدارة المعنية وذات العَلاقة المباشرة بهذا المجال، وذلك تحت الإشراف القيادي للأخ/ ناصر عليوة المدير العام التنفيذي لفرع الصندوق بعدن.. وفي هذا التجسيد طوّعت كل ما أكتسبته من خبرةٍ وتجرِبة في مجال عملي هذا خلال مشوار ممارستي له في الـ (18) عاماً السابقة، وذلك بما تمكنت به، بحمد الله وفضله ودعم وتعاون قيادة فرع الصندوق وكافة الزملاء والزميلات في إدارة البحث الاجتماعي (العمليات الميدانية) خاصة وفي كافة أقسام ودوائر الفرع عامة، من تحقيق وإنجاز كثير من الأعمال والمهام المتعلقة بالدور الإيجابي والفعال للإدارة ولفرع الصندوق، تجاه الحالات والأسر الفقيرة من مختلف مديريات محافظة عدن، والذين وصل عددهم منذ العام 1997م وحتى نهاية العام 2005م إلى (30) ألف حالة وأسرة مستفيدة من مساعدات الدولة عبر فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بعدن.الكلمة الختامية للمرأة النموذجيةواختتمت الأخت/ نجاة محمد عبد الله مديرة إدارة البحث الاجتماعي (العمليات الميدانية) في فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بعدن حديثها قائلة :وهكذا فإنني من خلال مشواري الطويل هذا على امتداد الـ 27 عاماً حتى الآن العام 2006م، أشعر بارتياح تام، لكل ما بذلته وقدمته من جهود ودور إيجابي في مجال العمل مساهمة مني كامرأة يمنية تعتز بحضورها وممارستها لدورها الفعال في إطار المجتمع، وأحمد الله سبحانه وتعالى وتوفيقه لي للقيام بواجبي في المجال العملي طوال المرحلة الزمنية ولازلت حتى الآن وإلى ما شاء الله لي على استعداد لتقديم المزيد من الجهد والعطاء في هذا المجال كواجب وطني واجتماعي وإنساني عليّ كامرأة وعلى غيري من أفراد المجتمع نساءً ورجالاً، وبالله التوفيق.وهكذا فإننا من خلال كل ما تقدم، نستخلص النموذج المشرف للمرأة اليمنية في م/ عدن خاصة وفي عموم الوطن عامة، ودورها الفعال المشارك للرجل في المجتمع وأهميته في مجال العمل والبناء والتنمية.