زيباري يرجح قيام جيش المهدي بخطف البريطانيين ومجموعة الثماني تدين
عواصم/ 14 أكتوبر/رويترز:قال البيت الأبيض أمس الأربعاء إن الرئيس جورج بوش يرغب في تواجد طويل الأجل للقوات الأمريكية في العراق على غرار تواجدها في كوريا الجنوبية لإرساء الاستقرار ولكن ليس للقيام بدور قتالي في الخطوط الأمامية.وتحتفظ الولايات المتحدة بآلاف من جنودها في كوريا الجنوبية منذ نحو 50 عاما بزعم حمايتها من أي غزو كوري شمالي محتمل.ويضغط الديمقراطيون الذين يهيمنون على الكونجرس على بوش كي يوافق على تحديد جدول زمني لسحب القوات من العراق وهو ما يعارضه الرئيس بشدة.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «توني سنو» إن بوش يرغب في أن يكون للولايات المتحدة دور في العراق في نهاية المطاف مشابه لدورها في كوريا الجنوبية.وقال للصحفيين: «النموذج الكوري هو نموذج توفر فيه الولايات المتحدة تواجدا أمنيا.. لكن كان هناك تطور لديمقراطية ناجحة في كوريا الجنوبية على مدى سنوات.. ولذلك فالولايات المتحدة متواجدة هناك كقوة إرساء استقرار.»وأضاف أن القواعد الأمريكية في العراق لن تكون دائمة بالضرورة لأنها ستكون هناك بناء على دعوة الحكومة المضيفة و«الشخص الذي يقدم الدعوة له الحق في سحبها» ، وتابع يقول : «أعتقد أن ما يريد أن يوضحه هو أن الوضع في العراق.. وفي الحقيقة الحرب الأوسع على الإرهاب.. هي أمور ستستغرق وقتا طويلا. لكن لن تتطلب دوما تواجدا قتاليا متقدما.»وأردف «يقول الرئيس دائما انك سترغب في نهاية المطاف في تسليم المسؤولية الأساسية للعراقيين، «أنت توفر الدعم الضروري من آن لآخر لمساعدة العراقيين لكنك لا تريد الولايات المتحدة في المقدمة إلى الأبد.» على صعيد آخر أدان وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني أمس الأربعاء خطف خمسة بريطانيين يوم الثلاثاء من مبنى حكومي في بغداد في وضح النهار.وقال الوزراء في بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع الذي استغرق يوما في مدينة بوتسدام "يدين وزراء خارجية مجموعة الثماني خطف خمسة مواطنين بريطانيين في بغداد يوم 29 مايو ويدعون لإطلاق سراحهم بسلام فورا."من جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الأربعاء ان ميليشيا جيش المهدي الشيعية تقف على الأرجح وراء خطف خمسة بريطانيين في بغداد وأضاف أن من المحتمل أن تكون الشرطة المحلية ساعدتها.وقال رجال شرطة وسكان ان قوات أمريكية وعراقية داهمت ضواحي في بغداد في ليل الثلاثاء ومن بينها مدينة الصدر معقل جيش المهدي للبحث عن البريطانيين الذين خطفوا في وضح النهار بواسطة عشرات المسلحين.وقال مسؤول حكومي عراقي بارز ان الخطف الذي وقع يوم الثلاثاء ربما كان للانتقام من قتل قائد كبير للميليشيا بواسطة قوات خاصة تدعمها القوات البريطانية في مدينة البصرة في الأسبوع الماضي.وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري ان الخاطف ربما كان جيش المهدي لأن موقع الخطف يقع في نطاق مسرح عملياتهم.وأضاف ان سلامتهم تمثل أولوية كبرى وانه لا يعتقد ان البريطانيين سيقتلون وإنما سيستخدمون في المساومة لكن الخاطفين لم يتصلوا بأحد حتى الآن.ونفى المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف تلميحات بأن الخاطفين الذين كانوا يرتدون زي كوماندوس الشرطة ويستقلون سيارات رسمية هم وحدة منشقة على وزارته.ويعرف ان قوات وزارة الداخلية مخترقة بشدة من جانب الميليشيا الشيعية بما فيها جيش المهدي وكثيرا ما اتهمت بأعمال خطف وقتل طائفية.لكن مسؤولا كبيرا في الحركة السياسية للصدر هو عبد المهدي المطيري قال ان حجم وتنظيم العملية التي تمت يوم الثلاثاء يتجاوز قدرات جيش المهدي.وقدم موظف حكومي شاهد عملية الخطف تفاصيل جديدة عن العملية التي تم التخطيط لها جيدا وتحدث عن الكيفية التي تمكن بها غربيان آخران من الهرب بصعوبة دون ان يحتجزا كرهائن من جانب المسلحين الذين اقتحموا مبنى وزارة المالية.ووقعت عملية الخطف رغم الخطة الأمنية الكبيرة في العاصمة التي تشارك فيها قوات أمريكية وعراقية. وأقامت القوات مواقع في الضواحي حتى تتمكن من حراسة المناطق لكن أعمال التفجيرات وإطلاق الرصاص والخطف مستمرة.وقال سكان مدينة الصدر إنهم استيقظوا في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء عندما شقت المدرعات الأمريكية طريقها نحو سبعة منازل على الأقل وهدمت الجدران لتصنع طريقا للجنود الذين كانوا خلف العربات.وقال الجيش الأمريكي إنه لا يمكنه ان يؤكد مشاركة قوات أمريكية في المداهمات.وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان القوات العراقية كانت تبحث أيضا عن الرهائن. ووصف المسلحين الذين اقتحموا مبنى وزارة المالية في شارع فلسطين بأنهم (أفراد عصابات)."، وقالت الشرطة ان ما يصل الى 100 مسلح أغلقوا الشوارع المحيطة بمبنى الوزارة المؤلف من طابقين حيث كان عدد من الموظفين يتلقون محاضرة من خبير غربي في التعاقدات الالكترونية في مركز كمبيوتر بالطابق الأرضي.وقال موظف بالوزارة شاهد الخطف ولم يرغب في الكشف عن هويته ان محاضرا غربيا نجا من الخطف لأنه كان مختبئا عن الأنظار بين الطلبة.وقبل لحظات من دخول المسلحين غادر محاضر ايرلندي غرفة المحاضرات لإحضار بعض المواد. وهو أيضا نجا من الخطف.ومحاضر ثالث بريطاني عرف باسم بيتر تم احتجازه من الغرفة المجاورة. وكان الحراس الشخصيون الأربعة يقفون خارج الغرفة.وقال الموظف بالوزارة: «كل شيء حدث في ثوان. فجأة جاء عدد كبير من كوماندوس الشرطة العراقية وهم يصرخون (أين الأجانب إننا في مهمة رسمية).»وقال :«قاموا بمحاصرة الحراس الذين كانوا يصرخون. لم افهم ما الذي كانوا يقولونه. نظروا في الغرفة التي كنا بها لكنهم لم يتعرفوا على المحاضر لأنه كان يقف بيننا.» ميدانياً قالت الشرطة ان خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 15 في هجوميين بالمورتر على منطقتين مختلفتين من الفلوجة وهي معقل للسنة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد.، وفي الموصل قالت الشرطة ان امرأة قتلت وجرح شرطيان في اشتباكات مع مسلحين والشرطة في مدينة الموصل على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد، أما في بغداد فقد قال الجيش الأمريكي ان قواته احتجزت خمسة مقاتلين مشتبه بهم وزعيم خلية مشتبها به خلال مداهمة لحي مدينة الصدر في شمال شرق بغداد. واستهدفت المداهمة أعضاء شبكة مشتبه بها لاستيراد أسلحة وقنابل تزرع في الطرق من إيران، كما قالت الشرطة العراقية انه تم العثور على 30 جثة بها أثار أعيرة نارية في مناطق مختلفة من بغداد يوم الثلاثاء.في سياق آخر زعمت دولة العراق الإسلامية أمس الأربعاء مسؤوليتها عن إسقاط طائرة هليكوبتر أمريكية في محافظة ديالى الشرقية المضطربة في هجوم أدى الى مقتل جنديين أمريكيين.وقالت دولة العراق الإسلامية في بيان نشر على مواقع تستخدمها جماعات ذات صلة بالقاعدة "مكن الله جنود الدولة الإسلامية أعزها الله من إسقاط طيارة طراز (سوبر كوبرا) على أرض منطقة (المخيسة) ضمن ولاية ديالى ومقتل الطيارين الصليبيين اللذين كانا على متنها.وانفجرت قنابل مزروعة على طرق لدى توجه قوة رد سريع إلى مكان سقوط الطائرة مما أدى إلى مقتل ستة جنود، وقد بلغ عدد القتلى الأمريكيين يوم الثلاثاء عشرة قتلى، وكان الجيش الأمريكي قد أعلن إنه يتوقع خسائر أكبر عندما بدأ بنشر آلاف الجنود الإضافيين في بغداد ومناطق أخرى في إطار حملة أمنية تهدف إلى تجنب اندلاع حرب أهلية شاملة في العراق.