شموس العلم وكواكب الأدب والثقافة والاعلام
لقاء / محمد الامير لم يستطع الاستاذ عبدالجبار ثابت الشهابي الصحافي والكاتب والشاعر المعروف - بعد أن كتب القصة التي وجد فيها الهدوء والسكينة ونفث الشعر عندما كان الشعر طازجاً ، وخاض في المقال والخبر والريبورتاج ومختلف الالوان الصحافية - ان يبقى صحافياً يؤرخ للحظة وحسب . لذا فقد سن القلم الذي لايهدأ ، وحلق بين القرون وخلال العصور يستطلع فيها سير صانعي العلم والادب والحضارة اليمنية في اوج قوتهم الابداعية منذ ان كان فيها العقل قبضة مسيطرة على الزمان والمكان . وها نحن نقف أمام مؤلف قدير ، لمؤلف ضخم يضم بين دفتيه مرجعاً علمياً ادبياً موسوعياً شاملاً سيظل منهلاً للاجيال الى ماشاء الله ، بعد ان اكمل مؤخراً وضع اللمسات الأخيرة على كتابة الموسوم بـ ( شموس العلم وكواكب الادب والثقافة والاعلام ) ، وحسب علمنا فقد ارسل الأستاذ كتابه الى وزارة الثقافة بهدف وضعه في قائمة الكتب التي ستقوم الوزارة بطباعتها هذا العام بعد أن حصل على توصية فرع الوزارة في عدن . وحتى نطلع القارئ الكريم على بعض ملامح هذا العمل العلمي البحثي الذي استغرق الكثير من الوقت والجهد ، التقينا الاستاذ عبدالجبار ثابت الشهابي وكان لنا معه الحوار الآتي : كل عمل يبدأ اساساً وعلى الدوام بفكرة ، فكيف جاءت فكرة تأليف كتابكم ( شموس العلم وكواكب الادب والثقافة والاعلام ؟ وماهو الهدف من تأليفة ؟ اولاً شكراً على هذه الفرصة الطيبة ، والالتفاته النبيلة من صحيفتي ومدرستي ومنطلقي الاول ( صحيفة 41 أكتوبر ) ومنك ايها الزميل العزيز ، وبخصوص سؤالك فالامر كما قلت .. كان مبتدأ هذا العمل فكرة ايجابية بضرورة المشاركة بعمل ما ذو قيمة وفائدة ترتقي الى مستوى حدث مهم شهدته بلادنا عام 4002م الا وهو تتويج صنعاء عاصمة للثقافة العربية . كان ذلك في ليلة رمضانية .. وفي اجواء روحانية عظيمة .. فتشت في جرابي ، وتجربتي ، وفي مراجعي وقدرتي ، وفي مواطن الفراغ .. كان العام عام الثقافة .. فبقي السؤال الذي لابد ولا مهرب منه : وماذا عن صانعي الثقافة .. وصانعي صنعاء ومجدها الثقافي ؟!استعرضت ما أتذكر من المؤلفات في سير العلماء والادباء والكتاب والصحافيين وكل من بنيت صنعاء والثقافة على اكتافهم فكانت المحصلة اما سير في غضون مجلدات .. شذر مذر .. او مؤلفات تاريخية تحوي سير بعضهم .. او مؤلفات سير ضمت تفاصيل وحكايات وحشواً لاحاجة للناس فيه ان لم تحو ماهب ودب من الاكاذيب والدروشات والحكايات التي لايقبلها العقل .. هذا فضلاً عن ان بعضهم اختص بالقرن الفلاني او الزمن الفلاني او الدولة الفلانية او المنطقة او القبيلة وغير ذلك من التضييق . في تلك الليلة قلت لنفسي : لماذا لا اعمل هذا العام على تأليف كتاب يتجاوز كل هذه النواقص ؟ لماذا لايكون هذا المؤلف معجماً مفهرساً وموسوعة الذين احسنوا او اساؤوا من صانعي المعرفة والثقافة والفكر والاعلام ؟ فكان المنطلق من صدى الفكرة الى اسسها وتضاريسها ومناخاتها .. وعزمنا على المضي قدماً على اساس من الحياد الممكن والايجاز والرمي عرض الحائط بكل الخزعبلان والاكاديب والحشو والدروشة وكان الهدف ابراز الوجه الجميل لصنعاء عاصمة الثقافة .. وابراز عظمة الانسان اليمني صانع الثقافة على نحو واضح ومختصر وسهل المنال للدراس والمؤرخ والطالب والمهتم بكل اصناف الثقافة والعلم والادب والاعلام . [c1]ولكن يبدو ان عام الثقافة قدفاتك، اذ لم تتمكن من انجاز الكتاب الا في فبراير من هذا العام ؟ [/c]لا .. لقد حاولنا اللحاق في النصف الثاني من عام 2004م فبذلنا جهوداً مضنية اشترك فيها كل افراد اسرتي ليلاً ونهاراً .. صغاراً وكباراً .. وقد منا الكتاب الى حد المغامرة .. اذ لم يكن لدينا سوى ركام من المسودات والملاحظات والمعلومات المبعثرة في عشرات الدفاتر .. لم نخشى مثلاً ان يضيع الكتاب في الطريق او يحرق .. او .. او .. كان الهدف واحداً لاثاني له هو المشاركة في هذه الاحتفالية العظيمة .. بإبراز ادوار الرجال والنساء الذين صنعوا مجد صنعاء واليمن وغادروا يشيعهم النسيان او مازالوا يعطون ويقدمون .. لكن من خلف الاستار . وكما قلنا ..قدمنا العمل .. وتكرم مكتب الثقافة في عدن بنقل العمل الى صنعاء والتوصية بطباعته .. ومتابعة المختصين .. ولكن ماكل مايتمنى المرء يدركه .. لم ينظر المختصون للعمل من باب الاهمية .. ولا من زاوية تقدير النوايا .. ولكن نظروا من زاوية .. اوبعين الناقد .. والذي يريد النقد لابد ان يجد غرضة في اي عمل انساني .. فكيف اذا كان هذا العمل قد تم على اجنحة السرعة .. لقد وجدوا بعض القصور والتكرار .. وتكرم المختصون فأعادوا الينا العمل وقمنا نحن بأخذ الملاحظات بالحسبان ... فأصلحنا واضفنا ورفعنا عدد السير من 2500 سيرة تقريباً الى 2732 سيرة ذاتية تقريباً . [c1]وماهو المنهج العملي الذي اعتمدت عليه وقبل ذلك ماهو معياركم الخاص في هذا المؤلف ؟ [/c]المعيار الذي اعتمدناه هو العلم والعمل به ، ونقصد بالعلم ، كل معرفة يقصد بها البناء المادي والمعنوي والروحي ، ويخرج منها بهذا القيد كل معرفة اتفق الجميع على انها معرفة هدم مثل السحر ، فالسحر علم ، ولكنه يقصد به الهدم ومن ثم فقد دخل في قائمة العلم كل العلوم الدينية والادبية والفلسفية . واما شرط ( العمل به ) فهو يشمل من ألف في علمه او ادى ذلك العلم تدريساً ومشافهة . وقد بدأنا في كل سيرة بذكر اسم المترجم له قدر ماتوفر من سلسلة نسبه ثم ذكرنا موطن ولادته وتاريخها قدر المستطاع ولو بذكر العام او العقد او القرن . وبعد ذكر العلوم التي تخصص فيها او التي يجيدها او التي اهتم بها بعضها او كلها ، نذكر درجته العلمية او اعلى منصب تولاه وشيئاً عن دراسته ومشايخة والبلدان التي درس فيها او الجامعات ، ثم الاعمال والاحداث والمواقف المهمة التي مربها ثم انشطته العلمية ومؤلفاته ثم وفاته ان كان قد غادرالدنيا الفانية مع ذكر ما أمكن من التاريخ وموطن الوفاة . [c1]ماهي اقدم الشخصيات التي ترجمتم لها في موسوعة ( شموس العلم ) ؟ [/c]شمل الكتاب كل من توفرت لنا ترجمته منذ بدء التسجيل بلغة العرب من ادباء وشعراء القبائل المنتمية لليمن بمن فيها من نعتقد هجرتهم واتصالهم نسباً وروحاً وهوية باليمن ومن اقدم الشخصيات المترجم لها في كتابنا الشاعر اليمني امرؤ القيس بن حجر وآخرون . [c1]قلتم ان كتابكم قدضم سير كل من عرفوا بعلم ، وماذا عن الزعماء والفاتحين ؟ [/c]هناك من الزعماء من عرفوا بالعلم وتوفرت لدينا سيرهم فأثبتنا ماثبت وهناك زعماء لم يعرفوا بعلم او ادب ، بل عرف بعضهم بالقوة والاقدام او الدهاء والمكر والخداع ، وبعضهم الدجل والتضليل واستغلال ضعف المستوى العلمي للناس في عصر من العصور ، كل هؤلاء لم نذكرهم لان هدفنا تحدد دور الرجال والنساء الذين برزوا في خدمة العلم والثقافة والادب كما ذكرت آنفاً . ماهي الصعاب التي واجهتموها في هذا العمل الموسوعي ؟اهم الصعاب هي قلة المراجع وتشتتها وعدم وجود جهة داعمة لهذا العمل ، وان كان ذلك قد ابقانا متحررين من قيود الحزبية او المصالح ، التي ربما اضاعت - لو وجدت - كثيراً من الحقائق او زيفتها كماهو الحال في كل العصور وعند كل من كتبوا التاريخ .ومع ذلك كان هناك من لم يبخلوا بالدعم المعنوي ، وفي مقدمتهم الاخ الاستاذ / عبدالله باكداده مدير عام مكتب الثقافة فرع عدن الذي كانت كلماته الطيبة اهم دافع لنا . كما ان هناك الكثيرين ممن وقفوا معنا كل حسب استطاعته ومنهم الاساتذة ابراهيم محمد الكاف الاديب والصحافي المعروف ورئيس مجلس ادارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة - سابقاً - شفاة الله ، والاستاذ امين سعيد باوزير نجل المؤرخ سعيد عوض باوزير والاستاذ علي حسين يحيى مدير تحرير صحيفة 14 أكتوبر سابقاً وغيرهم من الخيرين ممن وقفوا معنا وحملوا عنا الكثير . ألم يكن من الاسهل عليكم ان تسلكوا سبل من سبق في التأليف في هذا المجال ، او باختصار لماذا جعلتم عملكم بهذا الشكل من الجمع والشمول الصعب ؟كان لابد من النظر كما قلنا الى مايلبي الحاجة في تأليف كتاب جامع شامل واضح مختصر وفي الوقت نفسه تحقيق خاصية التميز ، وعدم تكرار اعمال السابقين او تقليدهم في طريقة التأليف .. ومن ثم تحقيق مطلب ملح . [c1]ماهو الجديد في هذا المؤلف ؟ وماهي الطرق التي سلكتموها للوصول الى المعلومات ؟ [/c]الجديد في هذا الكتاب يتمثل في طريقة تأليفه ، مقارنة بالكتب المؤلفة يمنياً في هذا المجال ، وثانياً في انه ضم كماً هائلاً من الترجمات للعلماء والادباء والكتاب والصحافيين اليمنيين المعاصرين الذين لم يترجم لهم في كتاب جامع وكثير منهم لم يترجم لهم البتة واما الوسيلة فقد سلكنا طرق عدة منها :1- الكتب والمراجع والصحف الخاصة بي . 2- الاشخاص انفسهم بالنسبة للاحياء 3- المعاصرون والاهلون والعارفون من ابناء المناطق 4- المكاتب الشخصية والعامة ومنها المكتبة الوطنية في عدن .[c1]وكيف تعاملتم مع العلماء والادباء والكتاب اليمنيين المهاجرين من الذين اثروا العلم والفكر الانساني ؟ [/c]وكيف ستتعاملون مستقبلاً - ان شاء الله - مع الشخصيات التي غاب عنكم ذكرها وتاريخها ونتاجها العلمي ، وهم اصحاب المخطوطات التي يضمها عدد من المكاتب العالمية مثل مكتبة اسطنبول او لندن او غيرهما؟ العلماء والادباء من اصل يمني كثيرون جداً ، الا ان من ترسخ لدينا اليقين بأنه واسرته قريبو عهد بالهجرة ، اثبتنا ترجمته ، كما اننا اثبتنا ترجمة من عاشوا في اليمن مدة طويلة اما طلاباً للعلم او معلمين ومشايخ ، فمن المهاجرين ابن خلدون واخوه يحيى ومن الذين عاشوا في بلادنا طلاب علم ومشايخ ( الفيروز بادي) وتلميذة الزبيدي شارح القاموس المسمى بـ ( تاج العروس ) ومن المعاصرين الدكتور مبارك حسن الخليفة والاستاذ محمد مجذوب علي الذي عاش اربعين عاماً في بلادنا مدرساً ومربياً وتخرج على يديه المئات . اما الذين لم تصلنا ترجماتهم وغاب عنا تاريخهم ، فأن توفر المعلومات كفيل - ان كنت حياً اوبعد مماتي - بادخال ترجماتهم ، لان هذا الكتاب - اذا كتب الله له القبول - سيظل موسوعة مفتوحة لسير الاجيال من علماء وادباء وكتاب اليمن الى ماشاء الله . [c1]وكيف تعاملتم مع الاخر من اصحاب الآراء المخالفة سياسياً وعقائدياً ؟ [/c]اثبتنا مابلغنا من سير العلماء والادباء والكتاب وقلنا فيهم ماقالوا في انفسهم او اجمع الناس على ذلك القول ولم نستثن الا الذين حملوا واختصوا بعلوم هدامة ، او كان علمهم مجرد اكاذيب ودجل ودروشات . فأولئك لم نتعرض لسيرهم لانهم لم يهدفوا الى تقديم علم بل عملوا من خلال دجلهم على السيطرة على عقول البسطاء وامكاناتهم ، فحول كثيرون منهم البسطاء الى عبيد لهم ، بل تعالوا عليهم بدعاوى باطلة لاتقوم عليها حجة ولا يثبت بها حق . [c1]والمرأة ماذا عنها ؟ [/c]اثبتنا مابلغنا من سير النساء وادخلنا هن اسوة بالرجال وحسب الفهرسة دون تمييز ، ولم نرد من سير النساء التي بلغتنا الا سيرة امرأة واحدة فقط هي سيرة سلطانة الزبيدية ، وهي كما علمنا من خلال قراءتنا لسيرتها من الاقوال التي نقلها عنها اخوها انها كانت كذابة من جملة الكذابين الذين اعرضنا عنهم دون اسف . [c1]هل من كلمة اخيرة ؟ [/c]ارجو ان ينال عملي هذا القبول وان يحظى بالدعم والنشر خدمة للعلم والثقافة والادب وخدمة للتاريخ وخدمة للاجيال وتلبية لحاجة ملحة وفراغ واضح في المكتبة اليمنية .. وشكراً لكم ولصحيفتي 41 أكتوبر .. مدرسة الاجيال وموئل الكلمة المبدعة .. والحرف المضيء .