يتواجهان في كايب تاون
جوهانسبورغ / 14 اكتوبر / متابعات : تتجه الأنظار اليوم السبت إلى ملعب “غرين بوينت” في كايب تاون حيث المواجهة الثأرية بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا وذلك في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا 2006.وقتها نجحت ألمانيا في تخطي عقبة الأرجنتين 4 - 2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1، علما بان الأرجنتين كانت البادئة بالتسجيل عبر قائدها السابق المدافع روبرتو إيالا في الدقيقة 49، قبل أن يخطف ميروسلاف كلوزه هدف التعادل في الدقيقة 80.وشهدت نهاية المباراة شجارات بين لاعبي المنتخبين وجهازيهما الفنيين ودفع المنتخب الألماني الثمن غالياً بإيقاف لاعب وسطه تورستن فرينغز مباراتين مع وقف التنفيذ في واحدة فغاب عن مباراة الدور نصف النهائي التي خسرها المانشافت أمام إيطاليا صفر- 2 بعد التمديد وفشل في بلوغ المباراة النهائية.[c1]انتقادات متبادلة[/c]وعادت المشاحنات لتلقي بظلالها عشية المواجهة بين المنتخبين اليوم حيث انتقد لاعب وسط بايرن ميونيخ واحد نجوم المانشافت في جنوب أفريقيا باستيان شفاينشتايغر سلوك لاعبي المنتخب الأرجنتيني في أرضية الملعب متهما إياهم بالمستفزين.وقال «لا يجب أن نخضع لاستفزازات الأرجنتينيين. نحن نعلم كيف هم الأرجنتينيون. اعتبر بان تصرفاتهم ومحاولتهم التأثير على الحكم أمر معيب يفتقد إلى الاحترام»، مضيفا «نأمل أن تكون ردة فعل الحكم حازمة وان يأخذ بعين الاعتبار ما يحصل في الملعب، ومن يستفز الآخر. يجب أن نكون هادئين ومركزين على المباراة، ولكني آمل على الخصوص بأن تكون الاستفزازات قليلة من جانبهم، ومن جهتنا يمكنني أن أؤكد بأنه لن تكون هناك استفزازات».واعتبر مدرب الأرجنتين دييغو مارادونا أن تصريحات لاعبي المنتخب الألماني دليل على «توتر أعصابهم»، ورد عليه المدير العام اوليفر بيرهوف والقائد فيليب لام بان «الألمان ليسوا كذلك، هناك توتر وهذا أمر طبيعي لأننا سنخوض ربع النهائي أمام منتخب مرشح للفوز باللقب. يجب أن نحافظ على تركيزنا وبرودة أعصابنا طيلة 90 دقيقة لأننا نعرف الأرجنتينيين جيدا، لا يرضون إلا بالفوز، ونتمنى أن تتغير الأمور هنا وان يقبلوا بالخسارة».[c1]مسيرة المنتخبين[/c]الخسارة تعرض لها الألمان في النسخة الحالية أمام صربيا صفر- 1 في الجولة الثانية عندما طرد هدافهم ميروسلاف كلوزه، فيما لم يتذوق الأرجنتينيون طعمها حتى الآن حيث تمكنوا من الفوز في المباريات الأربع التي خاضوها حتى الآن على غرار المنتخب الهولندي، لكن مع رصيد وافر من الأهداف بلغ 10 أهداف كدليل على القوة الهجومية الضاربة لراقصي التانغو في العرس العالمي.والأكيد أن المنتخب الأرجنتيني ومدربه الاسطورة مارادونا الساعي إلى اللقب العالمي كمدرب ليضيفه إلى لقبه كلاعب منتصف الثمانينيات، يطمح إلى مواصلة مشواره الرائع في البطولة الحالية وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 10 أعوام، وهو الذي يخوض ربع النهائي للمرة الثامنة بعد أعوام 1930 عندما حل ثانيا و1986 و1978 عندما توج باللقب والأمر ذاته عام ، 1990 عندما حل ثانياً و1998 و2006.[c1]مارادونا يشيد بألمانيا[/c]ويقول مارادونا في هذا الصدد «ترغبون معرفة فيما أفكر فيه؟ إنني أتمنى ارتداء القميص الوطني وخوض هذه المباراة. إنها مباراة لا يجب الغياب عنها على الرغم من أنها ليست كالمباراة النهائية لعام 1986. منتخب ألمانيا متماسك جدا وأقوى بكثير من المكسيك. لكننا نملك الأسلحة الكافية للفوز عليه».صحيح، الأرجنتين تملك الأسلحة اللازمة من خلال قوتها الهجومية الضاربة بقيادة نجم برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم العام الماضي ليونيل ميسي الذي وان كان لم يهز الشباك حتى الآن في المونديال فانه ظهر بمستوى متميز لعروضه في التصفيات وصنع الأهداف لزملائه خصوصا مهاجم ريال مدريد غونزالو هيغواين متصدر لائحة الهدافين برصيد 4 أهداف إلى جانب الاسباني دافيد فيا والسلوفاكي روبرت فيتيك، بالإضافة إلى المتألق كارلوس تيفيز صاحب الثنائية في مرمى المكسيك (3 - 1) في ثمن النهائي وانخل دي ماريا والبدلاء دييغو ميليتو وسيرخيو اغويرو ومارتن باليرمو.[c1]ميسي يسعى للتهديف[/c]وعلق ميسي على عقمه التهديفي في المونديال وهو الذي سجل 47 هدفا في مختلف المسابقات مع فريقه الكاتالوني هذا الموسم «لا يقلقني هذا الأمر، رغم إني أفضل المشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف. المهم هو أن نحافظ على هذا المستوى وان تحقق المجموعة الفوز». ودافع ماردونا عن نجمه قائلا «لقد قام بكل شيء إلا التسجيل. ما أن يستلم ميسي الكرة حتى يسعون (المدافعون) لركله. إنها فضيحة».وأمل مارادونا آن ينجح ميسي في السير على خطاه وقيادة منتخب «التانغو» لتكرار ما حققه الأسطورة «الصغير» قبل 24 عاما ، ومنحه لقب مونديال جنوب أفريقيا 2010، مضيفا «أتمنى من صميم قلبي ان يتمكن ميسي من اظهار موهبته وان يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق»، معترفا بان نجم برشلونة يعاني بسبب الموسم الطويل الذي خاضه مع النادي الكاتالوني محليا وأوروبيا.ويتخوف الألمان الذين سيتواجهون اليوم مع ميسي وزملائه أن لا يستفيق «ليو» أمامهم في هذه المواجهة النارية وقال لاعب وسطهم سامي خضيرة «لا يوجد هناك إمكانية على الإطلاق أن يتمكن لاعب واحد من احتوائه لمدة 90 دقيقة. سيكون الدفاع عليه مجهودا جماعيا وعلينا أن نضع عدداً من اللاعبين من اجل مراقبته».لكن أنصار المنتخب الأرجنتيني يتخوفون من خط الدفاع الذي سيواجه ماكينة هجومية ألمانيا سريعة وفنية، خصوصا مدافع بايرن ميونيخ مارتن ديميكيليس البعيد عن مستواه والذي يرتكب اخطاء فادحة على غرار المباراة امام كوريا الجنوبية حيث تسبب في الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الاسيوي.وسيكون ديميشيليس في مواجهة قوة هجومية المانية نارية يعرفها جيدا وتعرف نقاط ضعفه جيدا ايضا وهي متمثلة في زملائه في بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر وماريو غوميز الى جانب زميله السابق لوكاس بودولسكي.[c1]معنويات الماكينات مرتفعة[/c]ويدخل الألمان المباراة بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على الانكليز الذين كانوا مرشحين لإحراز اللقب 4 - 1.وأبلى المنتخب الألماني بلاء حسنا حتى الآن في البطولة من خلال لعبه الجماعي والفنيات العالية للاعبيه خصوصا صانع ألعاب فيردر بريمن مسعود أوزيل والواعدون شفاينشتايغر ومولر وبودولسكي وخضيرة.واعتبر مدرب ألمانيا يواكيم لوف بأن المنتخب الأرجنتيني مرشح للفوز، لكنه أشار إلى أن البيسيليستي «عرضة للخطر». وقال «هذا المنتخب الأرجنتيني له الكثير والكثير من الصفات. إنه أحد أكبر المرشحين في هذه البطولة أن لم يكن المرشح الأول».وأضاف «لديهم خبرة كبيرة والكثير من المواهب الفردية الرائعة خصوصا في خط الهجوم حيث لا يجب التركيز على ليونيل ميسي فقط».لكن لوف بدا واثقاً بقوله «وجدنا نقاط ضعف في هذا المنتخب، وهو عرضة للخطر. لن أقول لكم نقاط الضعف هذه، لأنني أحتفظ بها للاعبي فريقي».ولا يزال لوف يتذكر المواجهة الساخنة بين المنتخبين في النسخة الأخيرة للمونديال، وقال «كانت المواجهة قوية، ولن تختلف عنها مواجهتنا السبت (اليوم)».وقال لوف الذي كان مساعدا ليورغن كليسنمان في مونديال 2006: «اعتقد بان المباراة ستشهد اندفاعا قويا من المنتخبين مع هجمات مكثفة، لكنها ستكون قوية بشكل كبير. يجب ان نتفادى ارتكاب الكثير من الأخطاء ضد الأرجنتين، لأنها ستعاقبنا برباطة جأش كبيرة».[c1]تاريخ المواجهات السابقة[/c]والتقى المنتخبان 18 مرة فكان الفوز حليف الأرجنتين 8 مرات آخرها 1 -صفر في مباراة دولية ودية في 3 مارس الماضي في ميونيخ، مقابل 5 هزائم آخرها في المباراة النهائية لمونديال 1990 في ايطاليا، و5 تعادلات.والتقى المنتخبان 5 مرات في العرس العالمي، الأولى عام 1958 عندما فازت ألمانيا الغربية 3 - 1 في دور المجموعات، والثانية عام 1966 في برمنغهام وتعادلا صفر-صفر في دور المجموعات، والثالثة في المباراة النهائية لعام 1986 وفازت الأرجنتين 3 - 2، وثأرت ألمانيا في نهائي 1990 بهدف أندرياس بريمه من ركلة جزاء، قبل أن تحسم المواجهة الخامسة بينهما بركلات الترجيح قبل 4 أعوام.