برغم تأكيده أن تمردها المسلح لا يشكل خطرا استراتيجيا
لندن /لوك بيكر:كشف تقرير للبرلمان البريطاني أن قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها بريطانيا في أفغانستان لا يتوفر لديها عدد كاف من الجنود لتنفيذ المهمة المناطة بها وان حركة طالبان تظهر علامات مقلقة عن تزايد قوتها. وألقى التقرير الذي أعدته لجنة الدفاع بمجلس العموم البريطاني الضوء على سلسلة من بواعث القلق تمتد من نقص تدريب الشرطة والقوات المسلحة الأفغانية إلى السياسة غير الواضحة حول القضاء على حقول الأفيون الشاسعة في البلاد. لكن الشاغل الرئيسي للتقرير كان نقص الدعم من جانب دول حلف شمال الأطلسي الأخرى بالنسبة لتوفير المزيد من الجنود لبعثة قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يبلغ قوامها 36 ألف جندي والدلائل على أن أعمال العنف بما في ذلك التفجيرات الانتحارية على غرار ما يحدث في العراق تزداد حيث توسع حركة طالبان والمسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة مجال نفوذهم انطلاقا من الجنوب. وتوصلت اللجنة غير الحزبية في تقريرها الذي يقع في 65 صفحة إلى نتيجة مفادها “ما زلنا نشعر بقلق عميق لأن تقاعس بعض دول حلف شمال الأطلسي عن تقديم جنود إلى بعثة قوة المعاونة الأمنية الدولية في أفغانستان يقوض مصداقية الحلف وأيضا العمليات العسكرية لهذه القوة.” وفي الوقت الذي أشاد فيه واضعو التقرير بالتزام جنود بريطانيا وعددهم 7100 بالبعثة ككل فقد قالوا إن “وزارة الدفاع البريطانية تؤكد أن تمرد طالبان المسلح لا يشكل خطرا استراتيجيا على أفغانستان (لكن) أعمال العنف تبدو في ازدياد كما إنها تنتشر إلى الأقاليم التي كانت أكثر هدوء في الشمال والغرب وفي العاصمة. “وفضلا عن ذلك فان سقوط الضحايا بين المدنيين يقوض الدعم لقوة المعاونة الأمنية الدولية ولحكومة أفغانستان ويغذي التمرد المسلح ويزيد من تعرض جنودنا للخطر وكذا أهداف البعثة.” وكان زعماء بارزون من الأفغان يتهمون قوات حلف شمال الأطلسي في الأسابيع الأخيرة بإتباع أساليب بلا تمييز مع الإبلاغ عن مقتل العشرات من المدنيين في سلسلة من الضربات الجوية لحلف الأطلسي والولايات المتحدة في غرب أفغانستان في وقت سابق من الشهر الحالي. ويقول القادة العسكريون إنهم يفعلون كل ما في وسعهم لاستهداف المتمردين المسلحين فقط لكن سلسلة من الحالات الموثقة جيدا قتل فيها مدنيون أو سقطوا في مرمى النيران المتبادلة زادت من التوتر بشكل كبير مع الزعماء الأفغان والسكان المحليين الذين تريد القوات أن تكسبهم إلى جانبها. ورحبت الحكومة بحذر بهذا التقرير قائلة إنها أيضا تريد أن ترى المزيد من دعم حلف شمال الأطلسي في الوقت الذي وصفته المعارضة بأنه “إدانة شديدة” للسياسة الحالية. لكن واضعو التقرير أشاروا إلى أن بريطانيا صعدت من جهود إعادة الاعتمار في الجنوب شبه الغارق في الفوضى الذي تسيطر عليه طالبا خاصة إقليم هلمند وقالوا إن إصلاح الجيش الوطني الأفغاني يتقدم ولو ببطء. ورحب وزير الدفاع البريطاني ديس براون بالتقرير ووصفه بأنه “متوازن” وقال انه يريد أيضا المزيد من المساعدة من حلف شمال الأطلسي.