حدث وحديث
بدأت كلمات الرؤساء والملوك التي ألقيت في قمة الكويت الاقتصادية بداية طيبة تنم عن إلغاء صفحة من ماضي العلاقات العربية العربية ونسيان الخلافات التي باعدت بين القادة العرب ، ولم يتوصلوا فيها إلى حل موحد أمام قضاياهم الملحة. و أثرت تلك الخلافات تأثيراً سلبياً في كثير من الأحيان بين أبناء شعوبهم.. وفي ظل هذه الهوة والتباعد بين القادة ترك الباب مفتوحاً لتمرير المخططات الإسرائيلية وأهدافها ولعبت الولايات المتحدة الأمريكية الحليفة المتينة للكيان الصهيوني في المنطقة العربية ، ووضعت أمامها مشروعات ساعدت القيادة العربية على تمريرها ، منها تحييد بعض دول المواجهة التي لها ثقل عربي ودولي وزج بعضها الآخر في أتون حروب طاحنة وإذكاء روح الفتنة الطائفية والدينية في بلدان أخرى وقد ساعد على تمرير هذه المخططات ضعف الأنظمة العربية وتباعدها وغليان صدور بعضهم ضد بعض.وكانت أحداث 11 سبتمبر 2001م هي المحك العملي لأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدم بعض القادة الولاء والطاعة لإدارة بوش وأنهم واقفون مع أمريكا وضد الإرهاب دون أن يقف أحد في وجه بوش أو مناقشته وبذلك مررت أكبر مشاريع في مخططاتها لصالح الكيان الصهيوني واستطاعت بذلك احتلال العراق تحت ذرائع ومبررات واهية، وتمكنت من إنهاء قدراته وعلمائه وتبديد ثرواته،وعاثت فساداً وارتكبت جرائم واستباحت كرامة العرب ككل ومازالت حتى هذه اللحظة ولم ترحل كما استطاعت تمرير مشروع آخر في أجندتها هو إنهاء المقاومة اللبنانية ( حزب الله) وإنهاء الاتفاقية العسكرية بين الحكومتين اللبنانية والسورية ، وعملت على ذلك بكل الطرق والأساليب حتى تحقق لها مقصدها .. ولم تتوقف عند هذا الحد أو ذاك ، بل وعملت على اغتيال رفيق الحريري بهدف زج سوريا ولبنان في حرب طاحنة ولولا الحكمة وتفويت الفرصة على تلك المخططات الإستخباراتية الأمريكية لكانت المشكلة أكبر وأعمق ، وتأتي من ضمن تلك المخططات الإسرائيلية الأمريكية إنهاء حركة حماس ابتداء من اغتيال قياداتها أمام العالم أجمع . إلا أن الوقائع دلت على مخطط أكبر وأشمل في إنهاء حماس وهو إنهاء القضية الفلسطينية ، وهذا ما أكدته الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة وذهب ضحيتها أكثر من 1300 شهيد معظمهم من المدنيين وأكثر من 5600 جريح ، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة بما فيها أسلحة محرمة دولياً .. لقد ارتكبت تلك الجرائم وهزت شعوب العالم قاطبة . وأغضبت تلك الجرائم التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين من أبناء غزة الشعوب العربية ولم نجد دولة عربية واحدة تحركت بثقل بقدر ما كانت شعوب هذه الدول قد شكلت تلك اللحمة الأمر الذي جعلها مصدر ضغط.ولعل القمة الكويتية التي برزت خطاباتها حميمية لبعض الشيء ، علقت عليها شعوب العالم العربي آمالاً كبيرة في إنهاء الخلافات وتوحيد الكلمة وأن تجد مقررات هذه القمة تطبيقاً على أرض الواقع. ومع ذلك ستظل مصداقية الكلمات والخطابات مرهونة بالتحرك الفاعل لتفعيل قرارات القمة في بيت العرب (الجامعة العربية) والأمم المتحدة وإنهاء الخلافات بين الفصائل الفلسطينية التي بدأت في المساجلات والتي ستؤدي حتماً إلى خلافات أخرى ربما تجر وراءها مشكلات جديدة.