قصة / ايرميلا بريندركان هناك صبي يخاف من كل شيء ومن أي شيء يخاف من الظلام ،ومن السيارات ،ومن الناس ومن الحيوانات ،ممن هم مثله ،مثلك ومثلي .ولكنه كان يتمنى أن يكون شجاعا ،فخرج ذات يوم لينسى الخوف..ففي أول الأمر ذهب إلى طيار ، كان يقود طيارته عاليا في الهواء ، هناك في الطبقات العليا فوق البحر ، فقال الغلام : “ من يفعل ذلك لابد وأنه لايخاف “ ..وسأل الطيار : “هل تخشى شيئا ؟ “ .فأومأ ذلك برأسه ثم أجاب : “إنني أخشى أن يتوقف جهاز الإرسال عندي بسبب الضباب ، وأظل معلقا عند جبل .. إنني اخشى أن يدس احد قنبلة في الطيارة .. إنني أخاف الإصابة بالمرض ، وأحيانا يعتريني خوف لا اعرف مصدره “.وسأله الغلام : “وماذا تعمل حينئذ ؟ فأجاب الطيار :”إنني أطير باحسن ما يمكنني ،وأكون حذرا كلما أمكن ذلك ، وفيما عدا ذلك اترك الأمور تسير كما هي “.وبعد ذلك ذهب الصبي إلى بطل في سباق السيارات ، يقطع بسيارته نفس الطرق التي طالما صرع فيها متسابقون غيره ، وثم راح يسأله :” هل تخشى شيئا ؟ “ .وأومأ ذلك برأسه ثم أجابه : “إنني أخشى أن انحرف عن الطريق فتنقلب سيارتي وتشتعل ، إنني أخشى أن يصطدم آخر بسيارتي ،فنقضى كلانا بقية حياتنا مشوهين.فسأله الغلام : “وماذا تعمل حينئذ ؟ “فأجاب بطل سباق السيارات : “ إنني ابذل كل طاقتي ، وفيما عدا ذلك اترك الأمور تسير كما هي “ .وبعد ذلك ذهب الصبي إلى مصارع ثيران ،طالما وقف أمام ثور هائج ، يحاول قتله حتى لا يصرعه الثور أو على الأقل يؤذيه .وسال الغلام مصارع الثيران : “هل تخشى شيئا ؟ “.وأومأ ذلك برأسه ثم قال :” إنني أخشى أن يكون الثور أسرع مني ويخطفني فوق قرنه.. إنني أخشى أن أقدم عرضا رديئا فيسخر مني الجمهور . إنني أخاف من اللحظة التي لا استطيع فيها أن أصارع الثور ،وأحيانا يعتريني خوف لا اعرف مصدره “ .فسأله الغلام : “ وماذا تعمل حينئذ ؟”فأجاب مصارع الثيران : “ إنني اصرع الثور بكل ما أوتيت من قوة ،وفيما عدا ذلك اترك الأمور تسير كما هي “:وقارن الغلام الإجابات الثلاث فوجد أنها متشابهة جدا ،فتوقف عن السؤال ..وبذل كل طاقته ..ثم ترك الأمور تسير كما هي.