صنعاء / أنور حيدر:قال الباحث يحيى محمد سيف أن اليمانيين القدامى عرفوا المسرح المنظور ومارسوه مدللاً على ذلك بما استدل به الدكتور عبد العزيز المقالح على أن اليمنيين القدامى عرفوا المسرح من خلال دليلين الأول أن حضارة اليمن لابد أن تكون حضارة متكاملة الجوانب شأن كل الحضارات التي عرفتها البشرية، الثاني : وجود أدلة مادية كثيرة تثبت أن المسرح وجد في اليمن كما وجد في أثينا وروما وأن شعراً ملحمياً على غرار الإلياذة والأوديسا قد وجد هناك. كما أورد الباحث يحيى أدلة أخرى تدل على أن اليمنيين القدامى عرفوا المسرح المنظور ومنها وجود المسرح الدائرة المطمور بجوار سد مأرب والذي يعود تاريخه إلى العصر السبئي والذي بني على غرار مسارح أثينا القديمة بكل مواصفاته الفنية والمعمارية، وأيضاً ما أفاد به الباحث الدكتور يوسف محمد عبدالله في أحد أحاديثه العامة أنه تم الوقوف على نقش (تشريع) يتعلق بالممثل ما له وما عليه في زمن حضارة سبأ، كذلك ما يزخر به تراثنا الأدبي القديم من حكايات وأساطير. وأضاف : في محاضرة له في المركز الثقافي العربي السوري أن نشأة المسرح اليمني الحديث ترجع إلى العام 1910م من خلال تكوين أول فريق يمني للتمثيل العربي في عدن من طلبة الحكومة وعرضه لمسرحية (بوليوس قيصر) للكاتب الإنجليزي شكسبير على مسرح صغير أقيم في ميدان التنس بكريتر .وأوضح أن المسرح اليمني الحديث مر منذ مرحلة البداية والتجريب وحتى اللحظة بعدة مراحل كنص وتمثيل وإخراج وعرض مسرحي وتأثير في كل مرحلة من تلك المراحل بالظروف والعوامل المختلفة التي مرت بها الحركة المسرحية وتأثرت بما شأنها شأن العديد من الحركات المسرحية الوليدة في العديد من البلدان، وأسهمت سلباً وإيجاباً في مسار تطورها، وبالأخص منها العامل السياسي، حيث صادمت البدايات البسيطة للمسرح اليمني بالظروف الداخلية والخارجية والتي كانت تتصف بالعالم إبان الحرب العالمية الأولى مما أصاب المسرح اليمني بالشلل التام متذمر منذ مرحلة التأسيس في عام 1910م وحتى 1926م.وأشار إلى أن المسرح اليمني شهد حراكاً مسرحياً نشطاً من 1926م حتى 2008م وتشكلت خلال هذه الفترة أكثر من (65) فرقة مسرحية أهلية ورسمية وقدمت على الخشبة أكثر من (500) مسرحية عربية وعالمية، معدة ومقتبسة وظهر ما يقرب من 100 كاتب مسرحي.وذكر الباحث يحيى محمد بأنه تمكن في كتابه أعلام الآداب والفن المسرحي في اليمن من حصر (430) عملاً مسرحياً وإذاعياً وتلفزيونياً ألفها هؤلاء الكتاب وأن (372) عملاً مسرحياً، قدم على الخشبة - (56) عملاً مسرحية تم طباعتها في كتب والباقي لا تزال مخطوطة، وأن الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية التي تمكن من حصرها (27) عملاً بين مسلسل وتمثيلية.وبالنسبة للفرق المسرحية الأهلية قال الباحث يحيى أنه في الفترة بين 1926م-1940م تكونت العديد من الفرق المسرحية الأهلية وكان لها دور فاعل في تنشيط الحركة المسرحية مثل فرقة المصافي الكوميدية، فرقة هيئة الفنون والتمثيل.