في ندوة« الـ(30) من نوفمبر اكتمال الاستقلال الوطني والعبور إلى الوحدة » .. وزير الإعلام:
صنعاء / سبأ: أكد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أن قراءة التاريخ لاتكون للنزهة العاطفية أو الفكرية، وإنما هي عناء ذهني ورياضة عقلية للتعلم من الدروس العظيمة والخالدة التي تمليها علينا الأحداث العظيمة والتحولات الإيجابية والمحطات القدرية . وقال الأخ وزير الإعلام في الندوة التي نظمها إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أمس بجامعة صنعاء بعنوان (الـ30 من نوفمبر من 67م إلى 2007م اكتمال الاستقلال الوطني والعبور إلى الوحدة) "إننا لاشك نشعر بالسعادة في حياتنا اليوم في جلاء ويقين المعاني الجليلة لنصر الاستقلال في ظل الوحدة والحرية وخضم الممارسة الديمقراطية ورسوخ بنيان الشرعية الدستورية والسيادة الوطنية، وفي اكناف المكاسب العظيمة المجسدة لأهداف الثورة اليمنية المباركة ومنجزات التنمية المستدامة".وأضاف اللوزي " أن ذلك اليوم الـ30 من نوفمبر المجيد من عام 1967م سنظل نحتفل به ونتغنى بدلالاته الوطنية العظيمة على مر الزمن، وها نحن في هذه الأيام الزاهية بمعنويات الثقة والأمل والكفاح وحركة العمل نعيش أفراح العيد الـ40 للاستقلال يوم النصر العظيم لاكتمال حرية الشعب وإنجاز نصر تحرير الوطن من براثن المستعمر يوم امتلاك كامل الإرادة الوطنية الحرة بعد انكسار وخضوع ورحيل أكبر قوة استعمارية كانت لا تغرب عن إمبراطوريتها الشمس لتأفل من فوق أرضنا إلى غير رجعة".مشيرا إلى أن شعبنا اليمني الأبي المكافح توج بذلك النصر الغالي نضاله الوطني الطويل ضد الاستبداد والاستعمار بإكليل العزة والكرامة ومجد الاستقلال الذي لم يكن نصراً يمانياً فحسب وإنما كان نصراً عربيا في مرحلة كانت حالكة الظلام . وتطرق وزير الإعلام إلى ملحمة السبعين يوماً ووصفها بأنها كانت ملحمة كل اليمنيين، وفيها تم سحق أذيال الإمامة والمرتزقة ليتجدد الأمل العربي من مهد العروبة الأول اليمن برغم كل الجراحات وما كان يمثله بقاء التشطير من داء وبيل وكانفصام في الشخصية الوطنية والذات اليمنية الواحدة.وأوضح وزير الإعلام " أن حركة الثورة اليمنية الأبية سبتمبر وأكتوبر لم تتوقف عند تلكم المحطة بل عملت جاهدة لمعالجة ذلك الداء من أجل إعادة وحدة الأرض ولحمة الذات من جديد بعد أن تمت إزالة أخطر المعوقات الاستبدادية والاستعمارية وانتهى ارتهان الإرادة الوطنية ليبلغ شعبنا الأبي المكافح ذروة انتصار الثورة اليمنية المباركة بالانجاز التاريخي العملاق بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م. ولفت اللوزي إلى المراحل التاريخية التي مر بها النضال الوطني ضد الظلم والاستبداد الإمامي الكهنوتي وفي مواجهة المستعمر البغيض.. مؤكدا أن هذه المراحل تعد غنية بما يحصن وجودنا وعقولنا ومسيرتنا بل وتفكيرنا من العثرات والانكسارات .من جانبه اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الأصبحي الوقوف على هذه المناسبة بعد انقضاء 40 عاما, أمراً مطلوباً لتنوير الأجيال الواعدة بهذا اليوم الخالد مثلما هو مطلوب التذكير بدلالاته لمن عاشوا نضالات الوصول إليه .وأكد الأصبحي في كلمة له بهذا الخصوص أن الثلاثين من نوفمبر يمثل حصاد واحدية نضال وطني سياسي وأدبي وفكري وكفاح مسلح وحصاد واحدية الثورة اليمنية, وأنها حلقات مترابطة أفضت إلى إنهاء الاستعمار وطرد آخر جندي بريطاني من أرض الوطن .ونوه بالتلاحم النضالي لكل الحركات الثورية التي قاومت الإمامة والاستعمار وما مثلته من تكامل ودعم لنيل كامل التحرر والاستقلال للوطن. وقال "مسيرة النضال الوطني كل حلقة فيها أسلمت إلى الحلقة التي تليها خلاصة كفاحها في عملية تراكمية منذ اليوم الأول في حروب وأعمال المقاومة للاستعمار لحظة وطئت أقدامه الأرض اليمنية، وكذا منذ كشف النظام الإمامي عن حكم مستبد في منتصف عقد الثلاثينيات من القرن المنصرم فتتالت الانتفاضات لمختلف شرائح المجتمع اليمني مدنيين وعسكريين وقبائل وشباب".وخلص عضو مجلس الشورى إلى أن الثلاثين من نوفمبر 1967م مثل بواحدية النضال والثورة جسر عبور متين نحو الوحدة اليمنية ولولا أنه بني بنضالات الشعب وتضحياته الجسام وبدماء الشهداء الأبرار لكان بميسور العابثين أن ينسفوا هذا الجسر, الذي كان وسيظل على الدوام الأقوى على تحمل كل الأثقال والأقدر على الصمود في وجه مختلف الإشكالات التي تستهدف تقويضه .وأشار إلى أنه تم وصل يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م بيوم الثاني والعشرين من مايو 1990م الذي شهد إعلان قيام دولة الوحدة التي تدخل عامها الثامن عشر وهي أصلب عودا وأقوى شكيمة وحفاظا على مكاسب الثورة وتعاظم إنجازاتها أمنا واستقرارا ومشروعا وطنيا متكامل العطاء . فيما تطرق عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني أنيس يحيى وعبد الله عوبل من التجمع الوحدوي الناصري إلى تتبع خارطة الحركة الوطنية منذ الأربعينيات حيث بدأت بواكير تنظيمها إثر التطورات التي شهدتها اليمن في تلك الفترة مرورا بمجمل ما شهدته اليمن من أحداث وإنجازات حققت حرية اليمن وقامت بإجلاء المستعمر من أرض الوطن بعد أكثر من 129 سنة من بدء احتلاله لجزء غالياً من الأرض اليمنية . ولفت مشاركون آخرون في الندوة إلى الأهمية التاريخية ليوم الثلاثين من نوفمبر 1967م .. مؤكدة أنه لولاه لكان من الصعب أن يتم تحقيق حلم الوطن بإعادة لحمة أرضه وشعبه في الثاني والعشرين من مايو 1990م .ونوهوه بأهمية دراسة الحركة الوطنية والتوثيق لها ولإنجازات رموز النضال الوطني على مدى مشوار مسيرتها في تاريخ اليمن الحديث.ولفتت جميع المشاركات إلى الدور الذي لعبته الجمعيات والأندية الثقافية في دعم وتأييد الحركات الوطنية منذ بدء حركة النضال الوطني حتى تحقيق الوحدة اليمنية وإعادة توحيد الوطن .. مشددات على الدور الذي يجب أن يلعبه إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصفته الكيان الرئيسي المعبر عن حركة التنوير والثقافة في اليمن وما يضطلع به من دور في بلورة النهج الثقافي للمجتمع وتعزيز وترسيخ مفاهيم الوحدة وقيم الولاء الوطني لدى العامة من أبناء الوطن . حضر الفعالية رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الدكتور عبد الله البار وعدد من أساتذة الجامعة والأكاديميين والباحثين والمهتمين.