من نتاجات الواعدين
سارة عادل محمودأخذت الفتاة البالغة من العمر الثامنة عشر تتأمل الطبيعة من حولها تتأمل ذلك الجمال الخلاب ذلك المنظر الساحر الذي يأخذ العقل والتفكير الى عالم فوق تصور البشر .ثم قالت في نفسها من أنا ؟ هل أنا مثل ذلك الطير الجميل مكسور الجناح الذي يرقص في السماء يغرد فيحسبه الناس أنه يرقص ويغرد فرحاً وطرباً ولكنه يرقص ويغرد من شدة الألم ؟هل أنا مثل ذلك البحر العميق الدائم الغموض الذي عندما يقف أمامه الناس سرعان ما يشكون إليه همومهم وأحزانهم وعندما يستمعون الى صوته الجميل يظنون أنه صوت عادي لا يدركون أنه يحاكيهم عن همومه وأحزانه التي تزداد عندما يعرف أنهم لا يفهمون ما يقوله لهم ولا يدركون أن تلك الأمواج الضخمة ما هي إلاّ دموع منهمرة من عينيه الخفيتين تنهمر من شدة القهر والأحزان ؟هل أنا مثل تلك الاشجار الجميلة التي لا يرحمها الناس فعندما يسمع حفيفها الناس يظنون أنها تصدر ذلك الصوت بسبب الرياح لكنهم لا يدركون أن ذلك الصوت هو بسبب خوفها من القطع والحرق ؟هل أنا مثل تلك الأزهار الجميلة التي يتمتع الناس بمنظرها الرائع وروائحها الزكية لكنهم لا يدركون أنهم يبعثون فيها القهر والحزن عندما يقطفونها وينتزعونها من بين عائلتها ويقتلونها ؟لا بل أنا قصة إنسان أنا جرح الزمان أنا نهاية مأساة أنا ذكرى الماضي أنا دمعة يتيمة أنا قلب مكسور أنا الإحساس أنا الألم أنا الحب الحزين أنا خلق الله الذي خلقني في أحسن تقويم .